حالة من الحزن سيطرت على أهالى محافظة الشرقية بمصر بعد وفاة 3 من الأطباء الشباب من أبناء المحافظة خلال 48 ساعة الماضية، وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر لسرادق عزاء، حزناً على وفاة الأطباء الثلاثة والذي أرجع البعض وفاتهم لسكتة قلبية مُفاجئة، فيما أشار البعض الآخر إلى أن الوفاة قد تكون طبيعية ناتجة عن ضغط العمل.
الدكتور أحمد الوكيل استشاري جراحة القلب والصدر بكلية طب القصر العيني يقول للرؤية إنه لا يعتقد أن وفاة الأطباء الثلاثة قد تكون ناتجة عن السكتة القلبية المُفاجئة لأن معدل حالات الموت المفاجئ حوالي واحد من خمسين ألفاً.
ويُتابع «ليس منطقياً أن نُرجع وفاة الأطباء الثلاثة للسكتة القلبية وعلمياً هذا غير وارد، وأعتقد أن الوفاة طبيعية».
السكتة القلبية والنوبة القلبية
ينصح الدكتور أحمد الوكيل بمُمارسة الرياضة وضبط وزن الجسم وتناول الطعام الصحي للحفاظ على صحة القلب، وتجنب مشكلات القلب التاجية الشائعة والتي تكون في بعض الحالات سبباً مُباشراً للنوبات القلبية والتي قد تتطور للسكتة القلبية.
وعن ذلك يقول «النوبة القلبية قد تحدث نتيجة ضيق الشريان التاجي والذي يتوقف عن ضخ الدم للقلب، وهو ما قد يؤدي للجلطة التي تؤدي للوفاة، فالنوبة القلبية التي تحدث بعد توقف الشريان التاجي عن ضخ الدم قد تؤدي للسكتة القلبية».
ويشرح الوكيل «تختلف نوبة توقف القلب المُفاجئ عن النوبة القلبية التي يتوقف فيها تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، ومع ذلك، يمكن أن تؤدي النوبة القلبية في بعض الأحيان إلى حدوث اضطراب في النظام الكهربائي للقلب، ما يؤدي بدوره إلى توقف القلب والوفاة».
عوامل الخطورة
هناك عدد من عوامل الخطورة التي يجب عن طريقها تلافي حدوث الأزمات القلبية، ويُعددها استشاري جراحة القلب والصدر على النحو التالي «في حالات وجود تاريخ أسري من الوفاة المُبكرة أقل من 50 عاماً، الهبوط والإغماء المُتكرر وعدم القدرة على بذل مجهود كبير، آلام الصدر المُتكررة، وعند وجود تلك الأعراض لا بد من زيارة طبيب القلب فوراً، فإجراء رسم قلب سريع يُمكّن من اكتشاف المُشكلة وعلاجها».
وعن أسباب السكتة القلبية لدى الشباب أقل من 35 سنة يقول الوكيل «اضطرابات الحاجز بين البطين الأيمن والأيسر وتضخمه مما يؤدي إلى ما يُسمى بالرفرفة البُطينية وهي تؤدي للوفاة في الحال، وإسعافها الوحيد هو إنعاش القلب مع صدمات كهربائية، وهو ما حدث مع لاعب الدنمارك كريستيان إريكسن عندما سقط في الملعب وتم إنقاذه بإنعاش القلب وصدمات الكهرباء».
ويستطرد «أحد الأسباب للوفاة المفاجئة بين الشباب أيضاً هي أمراض الشريان التاجي، ويُصيب الشرايين التاجية نوعين من الأمراض إما تصلب الشرايين أو أمراض خِلقية في الأساس وهي نادرة لكنها خطيرة جداً وتؤدي لمشكلات كبرى في سن البلوغ».
ويُتابع «توقف عضلة القلب بشكل مفاجئ من الممكن أن يحدث في أي وقت، نتيجة كهرباء زائدة وجهها الجسم إلى العضلة، ما يؤدي إلى اضطراب حركتها، وفي بعض الحالات تكون المشكلة كامنة في النظام الكهربي للقلب نفسه، ولا تكون مشكلة متعلقة بعضلة القلب أو صماماته».
مُؤشرات وإسعافات
هناك بعض المؤشرات التي تدل على دخول الشخص لمرحلة السكتة القلبية أهمها بحسب استشاري جراحة القلب والصدر بالقصر العيني، آلام شديدة بالصدر، العرق البارد، وعدم القدرة على الكلام بشكل طبيعي، زيادة خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته، فقدان الوعي الجزئي أو الكلي، زيادة النهجان.
وكل ذلك قد يتسبب في نقص الدم المُشبع بالأكسجين، وهو ما يؤدي إلى الوفاة أو تلف دائم في المخ في غضون دقائق، والوقت في تلك الحالة عامل مهم ويجب التدخل الفوري لإنقاذ المُصاب.
كيف يمكن التدخل وإجراء الإسعافات الأولية؟
يقول الدكتور أحمد الوكيل في حديثه مع الرؤية: إن الاتصال بالإسعاف أول إجراء يجب اتخاذه.
ويُتابع «بعد الاتصال بالإسعاف يجب الإبقاء على المريض في وضع مريح بحيث يكون مُستلقياً، والتهوية المُناسبة، وسؤال المريض عن تاريخه المرضي قبل الدخول في مرحلة فقدان الوعي فأحياناً قد يكون بحاجة لتناول الدواء إن كان مريضاً بالسكري أو علاج هرموني إن كان مُصاباً بأمراض الغدة».
المرحلة الثانية بحسب الوكيل «إجراء الإنعاش القلبي الرئوي والتحقق بسرعة من تنفس الشخص المصاب، فإن لم يكن يتنفس بشكل طبيعي يجب البدء الفوري بالإنعاش القلبي الرئوي عن طريق الضغط بقوة وبُسرعة على صدر المُصاب بمعدل يتراوح بين 100 و120 ضغطة في الدقيقة».
وينصح الوكيل كل من يُصاب بتلك الحالة بزيارة الطوارئ بشكل فوري حتى وإن تم إسعافه وتخطيه الأزمة.