قدرت جمعيات مجتمع مدني ومستهلكون مواطنون ومقيمون، التأثيرات الإيجابية لتخفيض جائحة كوفيد-19 من إنتاج الفرد للنفايات بنسبة تراوح ما بين 15 إلى 30%.
وأعادوا الأمر إلى أسباب عدة أهمها تقليل اعتماد الجمهور على المسببات الأساسية لإنتاج النفايات الصلبة بترشيد الإنفاق في ظل الجائحة، وتركيز المشتريات على الأمور الضرورية، والاستخدام الأمثل للغذاء والدواء من دون هدر مقارنة بفترة قبل الجائحة، وكذلك الاعتماد على التقنيات في إنجاز الخدمات.
ترشيد النفقات
وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة ونائب رئيس شبكة جمعيات أصدقاء البيئة الخليجية الدكتور إبراهيم علي محمد البلوشي، لـ«الرؤية» أن التأثيرات الإيجابية لتخفيض جائحة كوفيد-19 من إنتاج الفرد في الدولة للنفايات بنسبة تراوح ما بين 20 و30% جاء نتيجة التخلي عن عادات استهلاكية سلبية كانت تحدث قبل الجائحة.
وأضاف: "ثقافة الاستهلاك تغيرت منذ بداية جائحة كوفيد-19 على صعيد وكذلك الاهتمام بالبيئة، وانعكس ذلك بسرعة استجابة المجتمع لتوجيهات القيادة الرشيدة، والتركيز منذ بداية الأزمة على الأشياء المهمة جداً والابتعاد عن الأشياء غير الأساسية.
وذكر البلوشي: لاحظنا خلال العام ونصف العام الماضي تقليل عدد وحجم النفايات اليومية وذلك اعتماداً على استهلاك الأشياء الضرورية فقط، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الأسواق لم تخلُ منذ بداية الأزمة من كافة السلع سواء الضرورية وغير الضرورية إلا أننا لاحظنا أن المجتمع المدني استطاع تغيير سلوكه بتقليل الاعتماد على السلع غير الضرورية والتي عادة ما ينتج منها حجم نفايات أكبر.
خفض النفايات الصلبة
وضرب البلوشي مثالاً بشهر رمضان الماضي والذي سبقه، حيث إن الجمهور تعامل معها بمسؤولية وفقاً لتوجيهات الجهات المعنية في الالتزام بعدم توزيع الوجبات اليومية حفاظاً على عدم انتشار الفيروس وفي نفس الوقت التعامل مع الجهات الخيرية مثل الهلال الأحمر الإماراتي في هذا الأمر ما أدى إلى تقليل الهدر في الطعام وبالتالي في النفايات الناجمة عن ذلك.
وأشار إلى أنه قبل أزمة كوفيد-19 كان هناك هوس في استخدام أشياء كثيرة تنتج نفايات صلبة منها التبديل الدوري أو شبه السنوي للسيارات المستعملة حيث كان يصل عدد السيارات في البيت الواحد من 4 إلى 5 سيارات وكذلك اقتناء الهواتف الذكية بأحدث موديلاتها والاستغناء عن القديمة، إلا أنه خلال الأزمة راجعت الأسر سلوكياتها واستطاعت الاعتماد على الضروري فقط سواء من السيارات التي يترتب على تقليل عددها تقليل البصمة الكربونية للشخص وهذا الأمر ينطبق على المقتنيات الأخرى مثل الهواتف وغيرها.
وأضاف البلوشي: «ظهرت ثقافة جديدة برسم خطط إنفاقية خلال الشهر الواحد وبالتالي إعطاء الأولوية للسلع الأساسية من خلال تقسيم الراتب مسبقاً على أبواب الإنفاق، مضيفاً في عيد الأضحى الماضي لم نلحظ أي شكاوى من ارتفاع أسعار السلع والسبب هو وقف الهدر من قبل البعض والشراء على قدر الاستهلاك».
ونصح الجمهور بالاستمرار في خطط ترشيد الاستخدام، ما ينعكس إيجاباً على تقليل النفايات، موضحاً أن خلال الفترة السابقة تأقلم المجتمع على الوضع الحالي واتضح أنه يستطيع الترشيد.
ولفت إلى أنه يتم التركيز في الفترة المقبلة (العام الدراسي المقبل) على طلبة المدارس وتوعيتهم بأهمية ترشيد الاستهلاك وتقليل إنتاج النفايات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مؤكداً التنسيق مع وزارة تنمية المجتمع لتنظيم معسكر صيفي في الوقت الحالي لتوعية الطلبة بتقليل الاعتماد على الورق بنسبة 70%.
التحول الإلكتروني
وقال أخصائي الاستدامة والمسؤولية المجتمعية المستشار عماد سعد، إن الفترة الماضية وتحديداً منذ بداية جائحة كوفيد-19 لاحظنا جهوداً كبيرة من المجتمع المدني لتوعية الجمهور بأهمية تقليل الهدر والاستخدام الأمثل للسلع والموارد، كما لاحظنا استجابة واعية من الجمهور بكافة فئاته.
وأشار سعد إلى تحول الجمهور إلى الاعتماد على التقنيات الذكية في تخليص المعاملات وعدم الاعتماد على الورق بشكل أساسي كما كان في السابق، لافتاً إلى أن التحول الإلكتروني في الخدمات الحكومية من شأنه تقليل استهلاك الورق ومن ثم تقليل الوقت في إنجاز الخدمة والأهم من لك هو تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن وصول العميل إلى مقر الخدمة الحكومي.
وبين سعد أن الورق يشكل 40-55% من النفايات الصلبة حول العالم وتعتبر كثافة توليد النفايات البلدية الصلبة للفرد الواحد في دولة الإمارات العربية المتحدة من أعلى المعدلات العالية على مستوى العالم، ففي عام 2013 قدر متوسط إنتاج الفرد من النفايات بالإمارات بنحو 2.1 كلغ في اليوم، أي ما يعادل 750 كلغ في السنة.
استهلاك أقل
من ناحيتهم أكد مستهلكون مواطنون ومقيمون أنه منذ بداية الجائحة بدأت الأسر فعلياً بترشيد الاستهلاك رغم توافر كافة السلع الأساسية وغير الأساسية ما انعكس إيجاباً على تخفيض حجم النفقات بنسب في حدود الـ20%.
وأكدت فاطمة محمد أنه في غضون العام ونصف العام الماضي تغيرت ثقافة الإنفاق على السلع غير ضرورية والتي عادة ما تخلف نفايات أكبر مثل تغير الهواتف الذكية باستمرار وشراء سلع وإكسسوارات غير ضرورية، لافتة إلى أن حجم النفايات انخفض في الفترة نفسها بشكل كبير.
وقالت شمه البلوشي إن حجم النفايات انخفض كثيراً بنسب تدور حول 20% منذ بداية الجائحة وذلك لأسباب عدة منها شراء السلع الضرورية وبالكميات المطلوبة فقط بدون هدر أو زيادة، وتقليل الاعتماد على السلع غير الأساسية سواء شراء سيارات غير مطلوبة أو إكسسوارات أخرى غير أساسية.
ورأى فداء كرم أن كثيراً من الأسر انتهج منذ بداية الأزمة التحكم في الميزانية الشهرية وعدم ترك الأمر عبثاً كما كان في السابق وذلك لدواعي ترشيد النفقات ما انعكس إيجاباً على حجم المخلفات من النفايات اليومية والتي انخفضت بشكل يومي بنسب ما بين 10 و15% على أقل تقدير.
سلوكيات مستدامة
وكانت وزارة التغير المناخي والبيئة أكدت أن الحد من هدر الغذاء وتعزيز انتهاج السلوكيات المستدامة للاستهلاك يمثلان أحد المحاور الرئيسة لتحقيق أولوية الوزارة في تعزيز أمن واستدامة الغذاء، لذا تعمل على رفع الوعي المجتمع بأهمية الحد من هذا الهدر وسلوكيات معالجة معدلاته المرتفعة عبر العديد من الحملات والمبادرات، لافتة إلى أن شهر رمضان على سبيل المثال يشهد ارتفاعاً في معدلات هدر الطعام بنسبة تقارب 50% مقارنة بباقي فترات العام حيث إن البيانات المقدمة من الدراسات الميدانية في مواقع مكبات النفايات تشير إلى أن هدر الطعام يمثل إشكالية حقيقية حيث إن 38% من مجموع النفايات في المكبات تتكون من الطعام المهدور، وتعادل هذه الأرقام مليوني طن طعام سنوياً.
وأوضحت الوزارة أنها تركز على الحد من هدر الغذاء وتحقيق أولوياتها الاستراتيجية لتعزيز أمن واستدامة الغذاء لتعزيز وفاء الدولة بالتزاماتها الدولية، ومنها تحقيق الهدف رقم 12 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين عبر خفض معدلات الهدر والخسائر الغذائية والنفايات بنسبة 50% بحلول عام 2030.
وأعادوا الأمر إلى أسباب عدة أهمها تقليل اعتماد الجمهور على المسببات الأساسية لإنتاج النفايات الصلبة بترشيد الإنفاق في ظل الجائحة، وتركيز المشتريات على الأمور الضرورية، والاستخدام الأمثل للغذاء والدواء من دون هدر مقارنة بفترة قبل الجائحة، وكذلك الاعتماد على التقنيات في إنجاز الخدمات.
ترشيد النفقات
وأضاف: "ثقافة الاستهلاك تغيرت منذ بداية جائحة كوفيد-19 على صعيد وكذلك الاهتمام بالبيئة، وانعكس ذلك بسرعة استجابة المجتمع لتوجيهات القيادة الرشيدة، والتركيز منذ بداية الأزمة على الأشياء المهمة جداً والابتعاد عن الأشياء غير الأساسية.
وذكر البلوشي: لاحظنا خلال العام ونصف العام الماضي تقليل عدد وحجم النفايات اليومية وذلك اعتماداً على استهلاك الأشياء الضرورية فقط، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الأسواق لم تخلُ منذ بداية الأزمة من كافة السلع سواء الضرورية وغير الضرورية إلا أننا لاحظنا أن المجتمع المدني استطاع تغيير سلوكه بتقليل الاعتماد على السلع غير الضرورية والتي عادة ما ينتج منها حجم نفايات أكبر.
خفض النفايات الصلبة
وضرب البلوشي مثالاً بشهر رمضان الماضي والذي سبقه، حيث إن الجمهور تعامل معها بمسؤولية وفقاً لتوجيهات الجهات المعنية في الالتزام بعدم توزيع الوجبات اليومية حفاظاً على عدم انتشار الفيروس وفي نفس الوقت التعامل مع الجهات الخيرية مثل الهلال الأحمر الإماراتي في هذا الأمر ما أدى إلى تقليل الهدر في الطعام وبالتالي في النفايات الناجمة عن ذلك.
وأشار إلى أنه قبل أزمة كوفيد-19 كان هناك هوس في استخدام أشياء كثيرة تنتج نفايات صلبة منها التبديل الدوري أو شبه السنوي للسيارات المستعملة حيث كان يصل عدد السيارات في البيت الواحد من 4 إلى 5 سيارات وكذلك اقتناء الهواتف الذكية بأحدث موديلاتها والاستغناء عن القديمة، إلا أنه خلال الأزمة راجعت الأسر سلوكياتها واستطاعت الاعتماد على الضروري فقط سواء من السيارات التي يترتب على تقليل عددها تقليل البصمة الكربونية للشخص وهذا الأمر ينطبق على المقتنيات الأخرى مثل الهواتف وغيرها.
وأضاف البلوشي: «ظهرت ثقافة جديدة برسم خطط إنفاقية خلال الشهر الواحد وبالتالي إعطاء الأولوية للسلع الأساسية من خلال تقسيم الراتب مسبقاً على أبواب الإنفاق، مضيفاً في عيد الأضحى الماضي لم نلحظ أي شكاوى من ارتفاع أسعار السلع والسبب هو وقف الهدر من قبل البعض والشراء على قدر الاستهلاك».
ونصح الجمهور بالاستمرار في خطط ترشيد الاستخدام، ما ينعكس إيجاباً على تقليل النفايات، موضحاً أن خلال الفترة السابقة تأقلم المجتمع على الوضع الحالي واتضح أنه يستطيع الترشيد.
ولفت إلى أنه يتم التركيز في الفترة المقبلة (العام الدراسي المقبل) على طلبة المدارس وتوعيتهم بأهمية ترشيد الاستهلاك وتقليل إنتاج النفايات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مؤكداً التنسيق مع وزارة تنمية المجتمع لتنظيم معسكر صيفي في الوقت الحالي لتوعية الطلبة بتقليل الاعتماد على الورق بنسبة 70%.
التحول الإلكتروني
وقال أخصائي الاستدامة والمسؤولية المجتمعية المستشار عماد سعد، إن الفترة الماضية وتحديداً منذ بداية جائحة كوفيد-19 لاحظنا جهوداً كبيرة من المجتمع المدني لتوعية الجمهور بأهمية تقليل الهدر والاستخدام الأمثل للسلع والموارد، كما لاحظنا استجابة واعية من الجمهور بكافة فئاته.
وأشار سعد إلى تحول الجمهور إلى الاعتماد على التقنيات الذكية في تخليص المعاملات وعدم الاعتماد على الورق بشكل أساسي كما كان في السابق، لافتاً إلى أن التحول الإلكتروني في الخدمات الحكومية من شأنه تقليل استهلاك الورق ومن ثم تقليل الوقت في إنجاز الخدمة والأهم من لك هو تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن وصول العميل إلى مقر الخدمة الحكومي.
وبين سعد أن الورق يشكل 40-55% من النفايات الصلبة حول العالم وتعتبر كثافة توليد النفايات البلدية الصلبة للفرد الواحد في دولة الإمارات العربية المتحدة من أعلى المعدلات العالية على مستوى العالم، ففي عام 2013 قدر متوسط إنتاج الفرد من النفايات بالإمارات بنحو 2.1 كلغ في اليوم، أي ما يعادل 750 كلغ في السنة.
استهلاك أقل
من ناحيتهم أكد مستهلكون مواطنون ومقيمون أنه منذ بداية الجائحة بدأت الأسر فعلياً بترشيد الاستهلاك رغم توافر كافة السلع الأساسية وغير الأساسية ما انعكس إيجاباً على تخفيض حجم النفقات بنسب في حدود الـ20%.
وأكدت فاطمة محمد أنه في غضون العام ونصف العام الماضي تغيرت ثقافة الإنفاق على السلع غير ضرورية والتي عادة ما تخلف نفايات أكبر مثل تغير الهواتف الذكية باستمرار وشراء سلع وإكسسوارات غير ضرورية، لافتة إلى أن حجم النفايات انخفض في الفترة نفسها بشكل كبير.
وقالت شمه البلوشي إن حجم النفايات انخفض كثيراً بنسب تدور حول 20% منذ بداية الجائحة وذلك لأسباب عدة منها شراء السلع الضرورية وبالكميات المطلوبة فقط بدون هدر أو زيادة، وتقليل الاعتماد على السلع غير الأساسية سواء شراء سيارات غير مطلوبة أو إكسسوارات أخرى غير أساسية.
ورأى فداء كرم أن كثيراً من الأسر انتهج منذ بداية الأزمة التحكم في الميزانية الشهرية وعدم ترك الأمر عبثاً كما كان في السابق وذلك لدواعي ترشيد النفقات ما انعكس إيجاباً على حجم المخلفات من النفايات اليومية والتي انخفضت بشكل يومي بنسب ما بين 10 و15% على أقل تقدير.
سلوكيات مستدامة
وكانت وزارة التغير المناخي والبيئة أكدت أن الحد من هدر الغذاء وتعزيز انتهاج السلوكيات المستدامة للاستهلاك يمثلان أحد المحاور الرئيسة لتحقيق أولوية الوزارة في تعزيز أمن واستدامة الغذاء، لذا تعمل على رفع الوعي المجتمع بأهمية الحد من هذا الهدر وسلوكيات معالجة معدلاته المرتفعة عبر العديد من الحملات والمبادرات، لافتة إلى أن شهر رمضان على سبيل المثال يشهد ارتفاعاً في معدلات هدر الطعام بنسبة تقارب 50% مقارنة بباقي فترات العام حيث إن البيانات المقدمة من الدراسات الميدانية في مواقع مكبات النفايات تشير إلى أن هدر الطعام يمثل إشكالية حقيقية حيث إن 38% من مجموع النفايات في المكبات تتكون من الطعام المهدور، وتعادل هذه الأرقام مليوني طن طعام سنوياً.
وأوضحت الوزارة أنها تركز على الحد من هدر الغذاء وتحقيق أولوياتها الاستراتيجية لتعزيز أمن واستدامة الغذاء لتعزيز وفاء الدولة بالتزاماتها الدولية، ومنها تحقيق الهدف رقم 12 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين عبر خفض معدلات الهدر والخسائر الغذائية والنفايات بنسبة 50% بحلول عام 2030.