فاطمة المزروعي

منذ القرن التاسع عشر تقريباً بدأ الإنسان يشعر أن مناخ الأرض بدأ في التبدل، وأن هناك تغيرات جوهرية تحدث وهي غير مألوفة. بطبيعة الحال كان للعلم كلمته حيث دق العديد من علماء المناخ والأرصاد الجوية والبيئة ناقوس الخطر، وأفادوا بأن التغير المناخي هو نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض، تم رصد كثير من الظواهر المناخية التي تحدث لأول مرة وهي ظواهر لا تبشر بخير لكوكبنا الأزرق، من أهمها ارتفاع درجة الحرارة وذوبان أجزاء من القطب المتجمد وتزايد في معدلات مياه البحار، ومع هذه الحالة بدأت توقعاتنا بأن هناك جزراً كاملة ستغمرها المياه خلال العقدين القادمين، وستختفي تحت مياه البحر، وهناك تنبؤات أكثر شؤماً وسوداوية.

ورغم أن عمليات التنقيب عن البترول يفترض أنها واحدة من مسببات هذه التغيرات المناخية، إلا أنه ثبت أن الدول المصدرة خاصة الخليجية وأكثر خصوصية بلادي الحبيبة الإمارات، إلا أن بوصلة المسؤولية اتجهت نحو الدول المصنعة مثل أمريكا وروسيا والصين فضلاً عن عدد من الدول الأوروبية ودول أخرى تعتمد على المصانع دون رقابة بيئة صارمة، فتنفث في السماء كميات هائلة من الأدخنة والملوثات، فضلاً عن البقايا الكيماوية التي يتم التخلص منها في مجاري الأنهار وفي أقنية المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي، وفي عدة مؤتمرات دولية فشلت هذه الدول بالالتزام أو التوقيع على اتفاقيات لحماية كوكبنا من التلوث، بل رفضوا حتى الالتزام بخطط بعيدة المدى لخفض حرارة الأرض، بينما بلادنا بدأت في استخدام الطاقة البديلة، بل وتدعم هذا التوجه، وهذه ليست كلمات مجردة أو إنشائية بل الواقع يرفدها ويدعمها، فمن سمائنا حلقت أول طائرة تستخدم الطاقة الشمسية لتجوب العالم وتوعي البشرية بأهمية استخدام الطاقة البديلة، وأنه من الممكن أن تكون في الكون بدائل أكثر جدوى واستمرارية من الطاقة التي تلوث حياتنا، وشاهدنا في أبو ظبي ودبي السيارات الهجينة -المعدلة- التي تستخدم بدائل عن البنزين تسير، وأقمنا المعارض الدولية في الطاقة البديلة، وهذا جميعه يؤشر للمستقبل ويعطي ضوءاً واضحاً عن معالمه، حيث سنكون إن شاء الله رواداً ليس في استخدام الطاقة البديلة وحسب، بل في تصديرها للعالم بأسره، وهذه الرؤية البعيدة المدى لدى قيادتنا، سهلت وقدمت الميزانيات والإمكانيات لدعم أبحاث الطاقة البديلة رغم كلفتها العالية، وندرتها في العالم، ومتأكدة أنها بضعة أعوام وسنتربع مع ثلة من الدول على هرم الطاقة البديلة في العالم بأسره.

أخبار ذات صلة

هل أخطأ جيروم باول؟
العاصفة القادمة في العملات المشفرة