منورة عجيز ـ أبوظبي

تشارك الإماراتية الشابة علياء حسن الياسي خبراتها العملية وبحوثها الدراسية في مجال الإعلام عبر كتابة المقالات الصحفية، وتأليف الكتب المعنية برصد التاريخ الإعلامي للدولة ومشكلات الإعلام في الوقت الراهن. واستطاعت أن تقدم في كتابها «هويتنا الإعلامية.. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية» قبل سنوات، رصداً دقيقاً لتاريخ الصحافة الوطنية، واليوم تطمح إلى إصدار كتاب آخر متخصص حول دور الإعلام في زمن الأزمات.

تمتلك علياء الياسي 10 سنوات من الخبرة في مجال الاتصال الحكومي والإعلام الاستراتيجي، إلى جانب عملها كأستاذة في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد.

وقد نشرت العديد من المقالات في الصحف المحلية، كما عملت كمتطوعة ضمن فريق عمل منتدى الإعلام العربي، وجائزة الصحافة العربية وجائزة ماجد بن محمد الإعلامية للشباب والمكتب الإعلامي لفعاليات صيف دبي.

تحمل الكاتبة الشابة درجتي البكالوريوس والماجستير في الإعلام من جامعة زايد، كما تعد خريجة الدفعة الأولى من دبلوم «خبير الابتكار الحكومي»، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للابتكار، بالتعاون مع جامعة كامبريدج، للإسهام في تطوير قدرات الكوادر الإماراتية وتزويدهم بالمعارف والمهارات والخبرات، لتفعيل دورهم في تعزيز ثقافة الابتكار في الجهات الحكومية.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

الإعلام الإماراتي

وقالت الكاتبة الشابة لـ«الرؤية»: «إن كتاب (هويتنا الإعلامية.. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية)، يرصد تاريخ الإعلام الإماراتي منذ تأسيس الدولة حتي الوقت الراهن، ويستخدم كمرجع علمي في مساق تاريخ الإعلام الإماراتي في جامعة زايد، علماً بأن أول نسخة من الكتاب كان عبارة عن مشروع تخرج لدرجة البكالوريوس في عام 2011م.

وقد أعدت الياسي الكتاب بناءً على جمع وتدوين ورصد تاريخ الإعلام الإماراتي كتابياً وشفهياً، عبر التواصل مع الإعلاميين من الرعيل الأول، والذين كان لهم الأثر الواضح في تطوير قطاع الإعلام.. «وحصل الكتاب على أفضل مشروع تخرج في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد في عام 2011، وجائزة تميز وفالك طيب، والعديد من رسائل الشكر من المسؤولين في حكومة الإمارات».

ولفتت الكاتبة إلى أن النسخة الأولى والثانية من الكتاب أطلقهما وزير التسامح والتعايش، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية قامت باقتناء الكتاب وتوزيعه على سفارات الإمارات ومكاتب البعثات الدبلوماسية في الخارج، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والمجلس الوطني للإعلام وجامعة زايد ومكتبات دبي العامة.

وحول شغفها بالثقافة والأدب، قالت علياء الياسي «ظهر اهتمامي بالكتابة منذ أن كنت في الصف السابع، فكنت أعد مجلة شهرية تضم المقالات والأخبار المحتوية على المعلومات الشيقة. كما توليت عملية طباعتها وتغليفها في المكتبة ونشرها بين المسؤولين بإدارة المدرسة، وتلقيت رسائل شكر من مدير منطقة الشارقة التعليمية آنذاك علي هذا العمل».

وأضافت أنها تستوحي كتاباتها وأعمالها الأدبية من واقع احتياجاتها كشابة طموحة تسعى لمعرفة تاريخ المجال الإعلامي وتحرص على اقتراح ووضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لتطوير المجال، «وهنا أود الإشارة والتأكيد على أن الإمارات تنبض بتاريخ عريق وإنجازات وإرث ثري في القطاعات كافة منذ مئات وآلاف السنين».

القوة الناعمة

وتسعى الياسي إلى تسليط الضوء في أعمالها على الإعلام في الوقت الحاضر والتحديات التي يواجهها في ظل الأزمات، وإلى التركيز على مفاهيم الاتصال الحكومي والدبلوماسية العامة والقوة الناعمة والإعلام الاستراتيجي والابتكار في الإعلام بطريقة مبسطة وسلسة وقريبة من أرض الواقع. وتقول: «أحرص على القراءة يومياً كما أتصفح المواقع الرسمية الإلكترونية لمعرفة آخر الأخبار والمستجدات، فالكتب تنقل القارئ إلى عالم ومدن وحقب زمنية مختلفة وإلى الماضي والحاضر وهو جالس على كرسيه».

ومن بين الكتب التي أنجزت قراءتها في الفترة الأخيرة، رواية «مكتبة منتصف الليل» للروائي البريطاني مات هيج، وكتاب «عزاءات الفلسفة» للكاتب ألان دوبيتون، ورواية «مقتل كومنداتور» للروائي الياباني الشهير هاروكي موراكامي ورواية «سيدات القمر» لجوخة الحارثي ورواية «موت صغير» لمحمد حسن علوان، وكتاب السفير عمر غباش «رسائل إلى شاب مسلم»، ورواية «زمن السيداف» لوداد خليفة، مشيرة إلى حرصها الدائم على قراءة ما يكتبه كل من الإماراتيَّين المبدعين أحمد العسم وأمل السهلاوي.

معارض الكتب

من جانب آخر، شددت الكاتبة الشابة على أهمية دور معارض الكتاب في دعم الثقافة الإماراتية إذ قالت «إن معارض الكتاب مهمة للغاية، ولها جمهورها من الصغار والكبار، كما تعد المعارض مهرجاناً للثقافة والإبداع يسهم في تغذية الفكر، وتعتبر مكاناً لالتقاء المبدعين والمفكرين والناشرين والموهوبين والمهتمين بالثقافة والأدب، فضلاً عن كونها فرصة لعقد الشراكات والتعاون لإنتاج المزيد من المحتويات المهمة والمفيدة التي تنير عقول الأجيال المقبلة».

تحديات

وحول أبرز التحديات التي واجهتها، قالت «لعل التحدي الأبرز يتمثل في عدم وضوح الخطوط العامة التي تساعد المبدعين والموهوبين والكتاب أو الشباب الذين يرغبون بإصدار كتبهم أو رواياتهم، وتعريفهم ببنود العقود وآلية النشر ونسب المبيعات، فلا يوجد ميثاق واضح يعرف بحقوق وواجبات الكاتب والناشر».

وطالبت بأن يتم تعزيز العلاقة بين الناشر والكاتب عبر البرامج وورش العمل للتعريف بعالم الكتابة والنشر واستعراض أبرز الموضوعات والمحاور التي يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل تمكين الشباب والمبدعين ودعمهم ورفد عالم الكتاب ومحبي القراءة بكل ما هو شيق ومفيد.