يخلط البعض منا بين مفهوم ومعنى الأسطورة والخرافة، وهذا مبرر، لأن المفردتين دوماً تأتيان في سياق واحد على ألسنة البعض أو في المقالات، لكن بينهما بوناً شاسعاً وفرقاً، فالأساطير هي أفكار أو معتقدات قديمة وعريقة ينبغي احترامها، لأن الناس منذ القدم كانوا يعتقدون بأشياء أنها حقيقية ويتعاملون معها كجزء من حياتهم، ولكننا اليوم نسميها أساطير لأننا علمنا أنها أشياء غير حقيقية، واستطعنا إثبات ذلك بسبب تقدم جميع العلوم مثل علم المنطق والعلوم الطبيعية والكيمياء والفيزياء وغيرها الكثير.
لذا يرى البعض أنه رغم عدم صحة الأساطير إلا أنه من الأهمية احترامها، لأنها في فترة زمنية ما ساعدت الإنسان على الحياة بطريقة أو أخرى، ودون الدخول في جدل حول هذا الجانب، تأتي الخرافة والتي نسمع لها امتداداً منذ القدم حتى يومنا هذا، ويوجد بيننا من لا يزال يصدقها، بل قد يستغرب البعض أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في بعث البعض من الخرافات، دون نسيان أن البعض من الآباء والأمهات يلقونها على مسامع أبنائهم بشكل مستمر حتى نشأ جيل يؤمن بتلك الخرافات بشكل كبير ولا يقبل الجدال حولها.
من الخرافات التي يؤمن بها العديد من الآباء والأمهات أن السكر يزيد من نشاط الصغار، على سبيل المثال عندما تقدم إلى أبنائك مجموعة من السكاكر فتلاحظ فيهم النشاط والحيوية إلا أن ذلك ليس له علاقة بتناول السكاكر بل السر يكمن في سعادته بالشيء الذي قدمته له.
من ضمن الخرافات التي انتشرت بشكل كبير وسمعتها في أماكن كثيرة والتي تتحدث عن حجم استخدامنا للدماغ، هناك من يقول إننا نستخدم 10% من الدماغ فقط إلا أن ذلك غير صحيح علمياً ومنطقياً أيضاً، قد لا نعمل بكامل طاقة أدمغتنا إلا أننا بالطبع نقوم باستخدام كافة وظائفه، فكل جزء في الدماغ له وظيفة معينة كما أن الشخص عندما يصاب في جزء من دماغه يتضرر في جميع الحالات فإذا كان الشخص يستخدم 10% من دماغه فقط لماذا يتأثر الدماغ عندما يتعرض للإصابة في أي جزء منه؟ فهل سمعت يوماً من الأيام أن طبيباً أخبر أحد مرضى الدماغ أن إصابته في مكان لا يستخدمه دماغه؟ تتعد الخرافات في المجتمع كالتشاؤم بأحد الألوان أو الأرقام أو التصرفات أو ادعاء أن تعليق قطعه قماش تبعد الشر بغض النظر عن حكمها الديني الذي نعرفه جميعاً فيجب على كل شخص قبل أن يصدق ما يسمعه أو ما يقرأ أن يفكر بذلك منطقياً وعلمياً.