بلغ حجم سوق البقالة الإلكترونية في الإمارات نحو 1.1 مليار درهم، لتكون الأسرع نمواً في مجال التجارة الإلكترونية في الدولة، وفقاً لتقارير صادرة حديثاً، وحدد خبراء في مجال تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية، 6 أسباب رئيسية تقف وراء هذا التسارع في النمو، تتمثل في استمرار مخاوف الإصابة بالفيروس، تحسن تجربة العميل، زيادة العرض على الإنترنت، استثمار المتاجر الكبرى في البنية التحتية، الاستحواذات في السوق، وخيارات الأسعار والعروض والمقارنة بينها.
وأفاد تقرير صادر عن مؤسسة «ومضة كابيتل»، أن البقالة الإلكترونية تعد أكبر قطاع استفاد من الجائحة، ولا تزال أسرع القطاعات نمواً في مجال التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، إذ تنمو بضِعف السرعة التي ينمو بها سوق التجارة الإلكترونية ككل في المنطقة.
وأضاف التقرير «منذ فرض حالة الإغلاق، ظهر على الساحة العديد من اللاعبين الجدد، ابتداء من تطبيقات توصيل الطعام التي تقدم على منصاتها خدمة توصيل مواد البقالة، وصولاً إلى إطلاق شركتي «نون» و«أمازون» للمستلزمات اليومية.
وبحسب التقرير أدى استحواذ شركة «ديليفري هيرو» الألمانية على شركة «إنستاشوب» مقابل 360 مليون دولار في أغسطس 2020 إلى زيادة تأكيد نمو القطاع.
ويرجع النمو المستمر لقطاع البقالة الإلكترونية إلى استمرار مخاوف الإصابة بالفيروس، وتحسن التجربة، وزيادة العرض على الإنترنت.
وأشارت شركة «ريد سيير» إلى أن سوق البقالة الإلكترونية زادت بنسبة 300% في الربع الثالث من العام 2020، وأن قيمة هذه السوق الآن في 2021 تبلغ 1.1 مليار دولار في الإمارات، وبالمثل، نمت سوق المملكة العربية السعودية بنسبة %500 لتصل قيمتها إلى 530 مليون دولار.
ويعد اكتساب ثقة المتعاملين أمراً محورياً لازدهار البقالة الإلكترونية، وقال الشريك الاستشاري من شركة «ريد سيير» سانديب جانيديوالا، إن الثقة مهمة جداً في التجارة الإلكترونية، وحاز الموجودون على ساحة البقالة الإلكترونية على ثقة المستهلكين باستمرار، ويتجلى مستوى الثقة في انخفاض الدفع النقدي الذي لم يكن يمثل سوى ثلث المدفوعات في مبيعات البقالة عبر الإنترنت.
وأضاف جانيديوالا «يرجع هذا الانخفاض في الدفع النقدي إلى ارتفاع معدل الطلبات، والتوصيل خلال فترات زمنية مناسبة، واستعداد الموردين لاسترجاع المنتجات في حالة عدم رضا المتعاملين عن جودتها».
من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق «دكاني» لتسوق البقالة الذكي، فيصل بن حيدر، إن الطلب أون لاين يشهد نمواً كبيراً، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى البرامج والخطط التي أطلقتها منافذ التجزئة الكبرى واستثماراتها الكبيرة في البنية التحتية لتلبية متطلبات المتعاملين المتغيرة بعد كوفيد-19.
وأضاف بن حيدر أن كورونا أوجدت تنافساً كبيراً بين اللاعبين التقليديين، مثل كارفور وتعاونية الاتحاد ونون واللولو، ما أسهم خلال الفترة الماضية في نمو الطلب أون لاين، كون هذه المتاجر داخلة بقوة في هذا المجال واستفادت جميع المتاجر الإلكترونية من هذه المنافسة.
وذكر بن حيدر أن تجربة كورونا أجبرت المتاجر التي كانت مترددة في التوجه نحو المبيعات أونلاين إلى الإسراع في اتخاذ هذه الخطوة، وذلك استجابة لتطلعات المتعاملين التي تغيرت، متوقعاً أن يحمل المستقبل العديد من التغيرات وأبرزها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الإلكترونية الحديثة لبناء تجربة عميل جديدة في التسوق، ما سيغير جميع المفاهيم الحالية، لافتاً إلى أن المتاجر الإلكترونية في السوق مثل دكاني استفادت كثيراً نتيجة اتساع قاعدة المتعاملين الذين يرغبون في الطلب أونلاين وخاصة البقالة.
من جهته، أكد خبير التجزئة ومدير مكتب البحر للدراسات والاستشارات، إبراهيم البحر، أن التجارة الإلكترونية والبقالة الإلكترونية هي المستقبل، فالناس تمكنوا خلال أزمة كورونا من اختبار جودة الطلب أونلاين من حيث الأسعار والمقارنة وسرعة التوصيل.
وأضاف أن البقالة التقليدية يجب أن تطور من نفسها ومن نموذج عملها، وإلا لن تكون مهمتها إلا توصيل منتجات محدودة كالماء والخبز، كون العميل اليوم يستطيع أن يطلب من الكثير من التطبيقات المتاحة في (السوق الإلكترونية)، وبالتالي يجب على البقالة التقليدية أن تقوم بخطى للأمام وإلا سيختفي دورها في المستقبل.
وذكر البحر أن أزمة كورونا سرعت بشكل كبير خيارات الطلب أونلاين، ويبدو أن الكثير من المتعاملين المترددين سابقاً باتوا اليوم يعتمدون على الخيارات الإلكترونية، وهذا صب في صالح البقالة الإلكترونية التي ستحقق نمواً في المستقبل على حساب الخيارات التقليدية.