عادت للفن بسبب موت شقيقها
ابتكرت الفنانة التشكيلية الإماراتية هدى علي المزروعي أعمالًا فنية إبداعية تدمج بين الرسم على اللوحات والكانفاس بالألوان المائية والزيتية واستخدام منسوجات تراثية كـ«التلي» لتضفي جمالاً واقعياً إلى أعمالها، وتنقل للمشاهد عبقاً فنياً ممزوجاً بمشاعر الماضي.
موناليزا إماراتية بالتلي
وقد رسمت المزروعي «موناليزا الإمارات»، وهي عمل فني يعكس صورة سيدة إماراتية تصمم «التلي»، ولكن لاحظ الجميع أن نظرات تلك السيدة شبيهة بنظرات «موناليزا»، التي تبدو كأنها تتابع من يشاهدها أثناء تحركهم في أي اتجاه.
وتأتي لوحات الفنانة الإماراتية بمقاييس مختلفة وبتقنية ثلاثية الأبعاد، تمنح المشاهد شعوراً بأن الرسم يكاد ينطق وينبض بالحياة.
وقالت هدى المزروعي لـ«الرؤية»: «درست العلاقات العامة في جامعة الإمارات وكنت أهوى الرسم منذ الصغر. وتوقفت عن ممارسة هوايتي لفترة طويلة، بسبب ظروف الدراسة والزواج وتربية الأبناء. ومنذ 4 سنوات، توفي أخي الأصغر في حادث، ما سبب لي صدمة جعلتني أفجر طاقتي الإبداعية الفنية مرة أخرى، ولا أستسلم لتلك الظروف، بل أتحداها بطريقة إيجابية، وأحاول إنجاز شيء يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع، فقررت أن أرسم اللوحات التراثية».
وقالت المزروعي إن اللوحات التراثية تسهم في ضمان استدامة الموروث ونقله عبر الأجيال، وتجسيد القيم الجميلة عبر الفن، فضلاً عن نشر وتعزيز ثقافة وهوية التراث الإماراتي، «ولذلك قررت أن أجعل تصاميم لوحاتي بدمج الرسم مع الأدوات بطريقة ثلاثية الأبعاد».
وحول خبراتها الفنية، لفتت المزروعي إلى أنها لم تلتحق بأي معاهد فنية لتعلم الفنون، بل يعد ذلك هواية وشغفاً لديها منذ الصغر.. «حيث كانت تراودني العديد من الأفكار المبتكرة والتي كانت تعتمد على الدمج بين استعمال الأدوات والمنسوجات التراثية والألوان لتكون لوحاتي الفنية ثلاثية الأبعاد».
وفي السنوات الأخيرة أبدعت أيضاً في الرسم على الحقائب وإدخال المنسوجات التراثية في تصميمها بالاستعانة بالتلي والخوص وغيرها من المواد. وقالت «أطلق أسماء على أعمالي الفنية أحياناً، ومنها على سبيل المثال، لوحة ربدان، التي رسمتها لإطلاع أكبر عدد ممكن من الجمهور على «ماذا تعني كلمة ربدان، عندما أطلق على منطقة بين الجسرين، وعندما سألت العديد من أفراد المجتمع وزوار المعارض عن معنى الاسم وجدت أن نسبة كبيرة منهم لا تعرف معناه».
وذكرت أن «ربدان» هو اسم أحد خيول «الشيخ زايد الأول»، من عام 1855، وهو من الخيول الصقلاوية الشهيرة التي تمتلكها أسرة «آل نهيان»، فيما تعد تلك النوعية من الخيول رمزاً تراثياً أصيلاً ومن السلالات المعروفة إلى يومنا.
ومن جهة أخرى، دعت الفنانة الإماراتية إلى ضرورة اهتمام كل أفراد المجتمع بالترويج للثقافة والتراث الإماراتي الأصيل سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وخاصة بالاهتمام بدعم الفنون وإبداعات الفنانين بالدولة.
وكشفت المزروعي عن أن القراءة وكتابة الشعر من هواياتها وكذلك السفر وزيارة المتاحف والمواقع التراثية في مختلف أنحاء العالم للتعرف على الثقافات المختلفة وعاداتها وتقاليدها، وتعد حضارة الفراعنة من أكثر الأشياء التي استمتعت بالتعرف على تاريخها.
كما أنها تهوى الرسم على الجدران، مشيرة إلى أنها بدأت الرسم على الجدران في منزلها وذلك لاهتمامها بالتصميم الداخلي كذلك.