جلسة افتراضية لمناقشة فيلم «٢١٨ خلف جدار الصمت»
طالب فنانون إماراتيون خلال جلسة نقاشية افتراضية نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، مساء أمس «الثلاثاء»، بتخصيص صناديق لدعم الفنانين وصناع الأفلام الناشئين في الدولة وعودة مهرجانات الأفلام المحلية.
ودعا الخبراء إلى إلزام دور العرض المحلية بالاهتمام بالفيلم الإماراتي وتقديم تسهيلات لعرضه أو تعزيز العملية الترويجية له عبر المنصات المختلفة.
وأكد الخبراء في الندوة، التي عقدت لمناقشة فيلم «٢١٨ خلف جدار الصمت»، أهمية وعي الجهات المحلية الداعمة لصناعة السينما بالمعايير واشتراطات صناعة الأعمال الدرامية للمنصات الرقمية «الديجيتال»، ودراسة قاموسها الخاص الذي يضم -على سبيل المثال- تفاصيل حول نوعية الكاميرات المطلوبة، ومواصفات الصورة وأسلوب الحوار والنصوص، وذلك لتعزيز وصول الفيلم الإماراتي إلى تلك المنصات وإثبات وجوده عالمياً.
تحدث في الجلسة كل من مخرجة العمل نهلة المهيري، والدكتور حبيب غلوم، وأمل محمد، عبدالله بن حيدر، وهيفاء آل علي.
وتطرق المتحدثون إلى أهمية طرح المواضيع والقضايا الأسرية في الأعمال السينمائية وإتاحة الفرص للموهوبين والفنانين الصاعدين والناشئين للمشاركة في صناعة الفن السابع بالدولة.
يروي الفيلم، الذي يقدم دراما تشويقية ويهتم بالعنف الأسري، قصة 3 فتيات مرت كل منهن بتجربة منفصلة ولكنها متشابكة ومرتبطة بالواقع.
جهد تطوعي
من جهتها، قالت المخرجة نهلة المهيري: «نسعى للمساهمة في نهضة الحركة السينمائية الإماراتية، وفيلمي 218 خلف جدار الصمت، أحد الأفلام الهادفة المستوحاة من الواقع والتي تسلط الضوء على قضايا العنف الأسري والمجتمعي بالعالم».
سيشارك الفيلم في المهرجانات العالمية، كما سيتم بثه عبر المنصات «الرقمية» المختلفة ليكون متاحاً للمشاهدين.
وأشارت المخرجة إلى أن الفيلم تم إنتاجه بجهود المتطوعين من طلبة الجامعات والمواهب الشابة والطموحة سواء أمام الكاميرا أو خلفها ذلك إلى جانب مشاركة الفنانين البارزين، "إذ اعتقدنا في بادئ الأمر، أننا سنستقبل 500 مشارك ولكننا فوجئنا بالإقبال الكبير حيث شارك في مرحلة اختيار المواهب ما يزيد على 700 مشارك”.
أين المهرجانات؟
أما الفنان حبيب غلوم، فأشار إلى أهمية تعاون الجهود المحلية للنهوض بالفن السابع بالإمارات، متسائلاً «إلى متى ستظل الجهود ذاتية؟»، مطالباً بدعم وزارة الثقافة والشباب للفن السينمائي، والذي يعد فن المستقبل، وداعياً إلى اتخاذ الإجراءات وتسهيل العراقيل أمام الفنانين والمخرجين.
وقال غلوم إن الإمارات شهدت 4 مهرجانات بما فيها مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي ومهرجان أفلام الإمارات بالعاصمة، وفي دبي كان يعقد كل من مهرجان الخليج السينمائي ودبي السينمائي، «علماً أن تلك المهرجانات بدأت بجهود ومبلغ بسيط وكانت تنعش الحياة السينمائية المحلية حتى وصلت إلى العالمية، ولكن أين هي اليوم، ومع إلغاء تلك المهرجانات، أصبحنا في وضع لا نحسد عليه».
وتابع أن عدم الاهتمام بكتاب النصوص أدى إلى تدني مستواها، «ولكن هناك طاقات إبداعية محلية بحاجة إلى الدعم المادي والمعرفي، علماً أنني أعمل في مجال السينما منذ 42 عاماً ولكنني عملت في الكثير منها بـ«بلاش» ودون أي مقابل».
بوابة التوعية
وتطرقت الفنانة أمل محمد إلى أهمية صناعة الأفلام والأعمال الدرامية التي تسلط الضوء على القضايا المجتمعية، بهدف توعية أفراد المجتمعات بخطورة بعض المسائل والمشاكل الأسرية.
ودعت أمل الوسائل الإعلامية والمنصات الثقافية إلى تضافر الجهود وإتاحة الفرص للفنانين الإماراتيين للتحدث بحرية مع الجمهور.
وطالبت الفنانة هيفاء آل علي بوجود مساحة أكبر من الحرية لصناع الأعمال الفنية ليتمكنوا من مناقشة قضايا مختلفة لمعالجتها على ألا تقتصر على القضايا المجتمعية.
لسنا مطالبين بالرسائل
أما الفنان عبدالله بن حيدر، فأوضح أن الفنان يعمل على تقديم حكاية أو قصة إنسانية، وللمشاهد الحق في تأويل الفكرة، «ولكن الفنان أو المخرج ليس مطالباً بأن يقدم رسالة معينة في كل عمل فني، وهو ما تشترطه بعض الجهات المعنية أو يقيمه البعض من ذلك المنظور».
ونوه إلى أن النص السينمائي يجب أن يمتاز بالتشويق والإبداع ولا يقتصر على حمل رسائل توعية معينة في كل مرة.