حوار: شيماء يحيى
أكدت خبيرة الإتيكيت والمدربة الدولية أن هناك قطاعات ما زالت تفتقر لثقافة التعامل مع الآخر في مجتمعنا العربي، وتقلل من أهمية قواعد الذوق، وتنظر إلى هذا الفن على أنه تقاليع وانفتاح وعنجهية وتقليد للغرب، مبدية اندهاشها من تعامل البعض مع الإتيكيت على أنه لا يتماشى مع الدين، رغم أن ديننا أولاً وأخيراً قائم على قواعد الأخلاق وحسن المعاملة.
وقالت في حوراها مع «الرؤية» إنها حاولت عبر كتابها دستور الأنثى، تعليم نواعم على طرق الاختيار الصحيح، وتدريبها على أن تعي الصحيح من الخاطئ، واستخدام «البلوك العقلي» مع الشخصيات المزعجة، والسيطرة على عواطفها، لا سيما تلك التي تعتبر زيادتها خسارة للجانب الأنثوي لديها.
وأكدت على أن هناك إتيكيتاً خاصاً بالتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، منوهة بأن الالتزام به يكشف عن فكر وأخلاق الفرد، مشددة على أن الاحترام المتبادل بين الأشخاص لا بد وأن يكون أساس التواصل على تلك المنصات.
"الإتيكيت" كلمة أجنبية، يظن البعض أن فنونها تخص الطبقة الرفيعة والأثرياء فقط، كيف كانت بدايتك مع هذا العالم؟
لاحظت أن شغف الإتيكيت يتحرك بداخلي، فقررت أن أتعمق في هذا العالم. وبحكم تواجدي الدائم في باريس، التي تهتم ثقافتها بتفاصيل الإتيكيت، قررت البحث عن مؤسسة متخصصة في مجال الإتيكيت، وبعد التحاقي بكثير من الدورات، استكملت تعليمي للحصول على شهادة مدرب معتمد، ومن ثم حصلت على الشهادة الدولية. وانطلقت للعمل في هذا المجال، ودخلت كمدربة في 2014، وبعد ذلك بعامين تمكنت من نشر كتابي «الفن الجميل». واليوم تمكنت من إصدار 5 كتب مختصة بفن الإتيكيت صعدت إلى قائمة الكتب الأفضل مبيعاً على مستوى الوطن العربي في هذا المجال.
هل وجدت تجاوباً من المجتمع العربي معك، في هذا المجال؟
على الرغم من تخوفي في البداية من عدم تقبل المجتمع العربي لفن الإتيكيت، والتعامل مع هذا العلم على أنه -فقط- موجه للطبقة المخملية، لكن هذا الشعور زال تدريجياً، خاصة بعد أن امتلكت كل الأدوات التي تجعلني خبيرة بهذا المجال، مع إيماني الشديد بقدرتي على تغيير مفاهيم قديمة واستبدالها بأخرى جميلة تساعد على العيش بطريقة أفضل. وزاد بداخلي الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وإحساسي أن هناك مفاهيم خاطئة بحاجة لتغييرها وتصحيحها خاصة في عالم العلاقات العاطفية والاجتماعية.
وأعتقد أنني نجحت في مهمتي في نشر ثقافة الإتيكيت في مجتمعي، والارتقاء به إلى أن وصلت رسالتي للعالم العربي كافة، وأصبحت ألمس تفاعلاً كبيراً من العالم العربي مع ما أنشره.
"دستور الأنثى"، من أبرز المصطلحات التي ألقيت الضوء عليها، وخصصت لها كتاباً كاملاً، فماذا تقصدين به؟
هو تعريف مبسط وجميل للأنثى منذ استيقاظها صباحاً مروراً بتعاملها مع كل القضايا والأشخاص من حولها. وهو دليل يرشد المرأة إلى كيفية التصرف مع الناس وكيف تختار علاقاتها، والطرق الصحيحة للبعد عن التصرفات التي تخدش أنوثتها، والسبل التي تساعدها على تصرفات معينة تزيد من أنوثتها، والطرق التي يجب أن تتبعها لتتعامل مع مختلف أنماط الشخصيات، وكيفية تعاملها مع المواقف المحرجة التي قد تتعرض لها.
وما أبرز الأمور التي تناولها دستور الأنثى؟
تحدثت عن أبرز الأمور الحسية التي يجب أن تتمتع بها المرأة والأمور التي يجب أن تبتعد عنها لكي تبرز نفسها. فالمرأة تتميز بالإفراط في العاطفة، خصوصاً لدى الجيل الجديد، ومن دلائله الارتباك السريع والانجذاب السريع. وفي هذا الكتاب حاولت تعليمها طرق الاختيار الصحيح، وتدريبها على أن تعي الصحيح من الخاطئ، واستخدام فعل «البلوك العقلي» مع الشخصيات المزعجة، والسيطرة على عواطفها، وما يمكن أن يتملكها من مشاعر الغيرة وغيرها، من التي تعتبر زيادتها والإفراط فيها خسارة للجانب الأنثوي لديها.
وإلى أي مدى أصبحت المجتمعات العربية واعية بفن الإتيكيت؟
لاحظت في الآونة الأخيرة تفاعلاً كبيراً من البعض، إلا أن هناك قطاعات ما زالت تفتقر لثقافة التعامل مع الآخر في مجتمعنا العربي، وتقلل من أهمية قواعد الذوق، وتنظر إلى هذا الفن على أنه تقاليع وانفتاح وعنجهية وتقليد للغرب. وأنا مندهشة من تفكير البعض والتعامل مع الإتيكيت أنه لا يتماشى مع الدين، رغم أن ديننا أولاً وأخيراً قائم على قواعد الأخلاق وحسن المعاملة.
الإتيكيت طبع غريزي أم سلوك يمكن اكتسابه؟
ينطبق عليه الصفتان، غريزي إذا تربى في بيئة أخلاقية راقية نشأ عليها، كما يمكن اكتسابه من خلال صديق يتمتع بهذا الفن مثلاً.. فهو ليس فناً فطرياً فقط. فالمرء لديه خليط من العناصر الإنسانية المتناقضة مثل الخير والشر والبخل والكرم والأمانة والخيانة، وهذا العلم يساعده في ترشيد الإيجابيات المتناقضة تماماً مع سلبياته، ويختلف شكل الإتيكيت تبعاً للمرحلة العمرية والمواقف التي يمر بها الإنسان ويتعلم منها.
وهل ينطبق فن الإتيكيت على تعاملاتنا في السوشيال ميديا؟
بالتأكيد هناك إتيكيت خاص بتعاملنا على منصات التواصل الاجتماعي، والالتزام به يكشف عن فكر وأخلاق الفرد. والاحترام المتبادل بين الأشخاص لا بد وأن يكون أساس التواصل على تلك المنصات في العالم الافتراضي، ويجب أن يدرك المستخدم أن مشاركته لتفاصيل حياته مع المتابعين لا يزيده شعبية بالضرورة، بل قد يرهقهم بأمور لا تعنيهم، ما يؤدي إلى الانزعاج من صاحب الحساب الذي يوثق وقته لحظة بلحظة على سبيل المثال.
وما أبرز الأخطاء التي رصدتها على السوشيال ميديا ولا تتماشى مع فنون الإتيكيت؟
غضب الفرد عند إلغاء متابعته من السلوكيات الخاطئة المنتشرة عند التعامل مع مواقع التواصل، فهي لا تعني القطيعة أو التقليل من شأن صاحب الحساب، بل يتوقف متابعة حساب معين على مقدار الاهتمام بمحتويات منشورات الفرد ولا يجب أن تكون للمجاملة.
وهناك أيضاً نشر التعليقات التي تتضمن الهجوم على الآخرين والمس بكرامتهم وهو أمر يدل على شخصية سلبية ونفسية منهزمة لصاحب التعليقات، ويكون التعامل الأمثل مع هؤلاء الأشخاص بتجنب الغضب والرد الجارح، كما يجب ألا يرهق الشخص نفسه بصغائر الأمور.
أكدت خبيرة الإتيكيت والمدربة الدولية أن هناك قطاعات ما زالت تفتقر لثقافة التعامل مع الآخر في مجتمعنا العربي، وتقلل من أهمية قواعد الذوق، وتنظر إلى هذا الفن على أنه تقاليع وانفتاح وعنجهية وتقليد للغرب، مبدية اندهاشها من تعامل البعض مع الإتيكيت على أنه لا يتماشى مع الدين، رغم أن ديننا أولاً وأخيراً قائم على قواعد الأخلاق وحسن المعاملة.
وقالت في حوراها مع «الرؤية» إنها حاولت عبر كتابها دستور الأنثى، تعليم نواعم على طرق الاختيار الصحيح، وتدريبها على أن تعي الصحيح من الخاطئ، واستخدام «البلوك العقلي» مع الشخصيات المزعجة، والسيطرة على عواطفها، لا سيما تلك التي تعتبر زيادتها خسارة للجانب الأنثوي لديها.
"الإتيكيت" كلمة أجنبية، يظن البعض أن فنونها تخص الطبقة الرفيعة والأثرياء فقط، كيف كانت بدايتك مع هذا العالم؟
لاحظت أن شغف الإتيكيت يتحرك بداخلي، فقررت أن أتعمق في هذا العالم. وبحكم تواجدي الدائم في باريس، التي تهتم ثقافتها بتفاصيل الإتيكيت، قررت البحث عن مؤسسة متخصصة في مجال الإتيكيت، وبعد التحاقي بكثير من الدورات، استكملت تعليمي للحصول على شهادة مدرب معتمد، ومن ثم حصلت على الشهادة الدولية. وانطلقت للعمل في هذا المجال، ودخلت كمدربة في 2014، وبعد ذلك بعامين تمكنت من نشر كتابي «الفن الجميل». واليوم تمكنت من إصدار 5 كتب مختصة بفن الإتيكيت صعدت إلى قائمة الكتب الأفضل مبيعاً على مستوى الوطن العربي في هذا المجال.
هل وجدت تجاوباً من المجتمع العربي معك، في هذا المجال؟
على الرغم من تخوفي في البداية من عدم تقبل المجتمع العربي لفن الإتيكيت، والتعامل مع هذا العلم على أنه -فقط- موجه للطبقة المخملية، لكن هذا الشعور زال تدريجياً، خاصة بعد أن امتلكت كل الأدوات التي تجعلني خبيرة بهذا المجال، مع إيماني الشديد بقدرتي على تغيير مفاهيم قديمة واستبدالها بأخرى جميلة تساعد على العيش بطريقة أفضل. وزاد بداخلي الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وإحساسي أن هناك مفاهيم خاطئة بحاجة لتغييرها وتصحيحها خاصة في عالم العلاقات العاطفية والاجتماعية.
وأعتقد أنني نجحت في مهمتي في نشر ثقافة الإتيكيت في مجتمعي، والارتقاء به إلى أن وصلت رسالتي للعالم العربي كافة، وأصبحت ألمس تفاعلاً كبيراً من العالم العربي مع ما أنشره.
"دستور الأنثى"، من أبرز المصطلحات التي ألقيت الضوء عليها، وخصصت لها كتاباً كاملاً، فماذا تقصدين به؟
هو تعريف مبسط وجميل للأنثى منذ استيقاظها صباحاً مروراً بتعاملها مع كل القضايا والأشخاص من حولها. وهو دليل يرشد المرأة إلى كيفية التصرف مع الناس وكيف تختار علاقاتها، والطرق الصحيحة للبعد عن التصرفات التي تخدش أنوثتها، والسبل التي تساعدها على تصرفات معينة تزيد من أنوثتها، والطرق التي يجب أن تتبعها لتتعامل مع مختلف أنماط الشخصيات، وكيفية تعاملها مع المواقف المحرجة التي قد تتعرض لها.
وما أبرز الأمور التي تناولها دستور الأنثى؟
تحدثت عن أبرز الأمور الحسية التي يجب أن تتمتع بها المرأة والأمور التي يجب أن تبتعد عنها لكي تبرز نفسها. فالمرأة تتميز بالإفراط في العاطفة، خصوصاً لدى الجيل الجديد، ومن دلائله الارتباك السريع والانجذاب السريع. وفي هذا الكتاب حاولت تعليمها طرق الاختيار الصحيح، وتدريبها على أن تعي الصحيح من الخاطئ، واستخدام فعل «البلوك العقلي» مع الشخصيات المزعجة، والسيطرة على عواطفها، وما يمكن أن يتملكها من مشاعر الغيرة وغيرها، من التي تعتبر زيادتها والإفراط فيها خسارة للجانب الأنثوي لديها.
وإلى أي مدى أصبحت المجتمعات العربية واعية بفن الإتيكيت؟
لاحظت في الآونة الأخيرة تفاعلاً كبيراً من البعض، إلا أن هناك قطاعات ما زالت تفتقر لثقافة التعامل مع الآخر في مجتمعنا العربي، وتقلل من أهمية قواعد الذوق، وتنظر إلى هذا الفن على أنه تقاليع وانفتاح وعنجهية وتقليد للغرب. وأنا مندهشة من تفكير البعض والتعامل مع الإتيكيت أنه لا يتماشى مع الدين، رغم أن ديننا أولاً وأخيراً قائم على قواعد الأخلاق وحسن المعاملة.
الإتيكيت طبع غريزي أم سلوك يمكن اكتسابه؟
ينطبق عليه الصفتان، غريزي إذا تربى في بيئة أخلاقية راقية نشأ عليها، كما يمكن اكتسابه من خلال صديق يتمتع بهذا الفن مثلاً.. فهو ليس فناً فطرياً فقط. فالمرء لديه خليط من العناصر الإنسانية المتناقضة مثل الخير والشر والبخل والكرم والأمانة والخيانة، وهذا العلم يساعده في ترشيد الإيجابيات المتناقضة تماماً مع سلبياته، ويختلف شكل الإتيكيت تبعاً للمرحلة العمرية والمواقف التي يمر بها الإنسان ويتعلم منها.
وهل ينطبق فن الإتيكيت على تعاملاتنا في السوشيال ميديا؟
بالتأكيد هناك إتيكيت خاص بتعاملنا على منصات التواصل الاجتماعي، والالتزام به يكشف عن فكر وأخلاق الفرد. والاحترام المتبادل بين الأشخاص لا بد وأن يكون أساس التواصل على تلك المنصات في العالم الافتراضي، ويجب أن يدرك المستخدم أن مشاركته لتفاصيل حياته مع المتابعين لا يزيده شعبية بالضرورة، بل قد يرهقهم بأمور لا تعنيهم، ما يؤدي إلى الانزعاج من صاحب الحساب الذي يوثق وقته لحظة بلحظة على سبيل المثال.
وما أبرز الأخطاء التي رصدتها على السوشيال ميديا ولا تتماشى مع فنون الإتيكيت؟
غضب الفرد عند إلغاء متابعته من السلوكيات الخاطئة المنتشرة عند التعامل مع مواقع التواصل، فهي لا تعني القطيعة أو التقليل من شأن صاحب الحساب، بل يتوقف متابعة حساب معين على مقدار الاهتمام بمحتويات منشورات الفرد ولا يجب أن تكون للمجاملة.
وهناك أيضاً نشر التعليقات التي تتضمن الهجوم على الآخرين والمس بكرامتهم وهو أمر يدل على شخصية سلبية ونفسية منهزمة لصاحب التعليقات، ويكون التعامل الأمثل مع هؤلاء الأشخاص بتجنب الغضب والرد الجارح، كما يجب ألا يرهق الشخص نفسه بصغائر الأمور.