أكد الفنان والنحات العراقي أحمد البحراني، المشهور بتصميمه لكأس بطولة الخليج لكرة القدم، أن الفن أصبح جزءاً لا يتجزأ من مناحي الحياة المتنوعة، فهو شريك الرياضة والاقتصاد، وليس منعزلاً في لوحة أو مرسم بعيداً عن الشارع، لافتاً إلى أن تصميمه لكؤوس البطولات الرياضية ساهم في رفع اسمه بين هواة ومحترفي الفن وعرفه الرياضيون كذلك.
في هذا الحوار نلقي الضوء على مسيرة الفنان العراقي المولود في كربلاء في عام 1965 والذي درس الفنون في معهد الفنون الجميلة بالعراق وتخرج في عام 1988 وقد شارك البحراني في عدة معارض عراقية وعربية وله منحوتات في أكثر من مدينة عربية.
*برأيك كفنان، ما أهمية حضور الفن في أنشطة وفعاليات رياضية واقتصادية وغيرها؟
الفن أصبح اليوم أحد أهم وسائل التعبير في العالم، والتي دخلت كل تفاصيل الحياة والأنشطة العامة، فأغلب الأنشطة والمناسبات المهمة ترافقها نشاطات فنية تضيف لها. وهذا دليل واضح على أن الفن هو أرقى ثمار الحضارة على مر التاريخ، فأغلب الحضارات العظيمة وثقت حياتها اليومية بالنحت والرسم وهذا ما نراه بشكل واضح في حضارة وادي الرافدين ووادي النيل وبقية حضارات العالم.
*كم كأساً صممت خلال مسيرتك الفنية؟ وأيها الأعز على قلبك؟
أنا فنان أمارس النحت والرسم بعيداً عن الكؤوس الرياضية، ولكن تم تكليفي بتصميم وصناعة كأس الخليج العربي في قطر والذي أصبح اليوم أيقونة رياضية خليجية، طبعت في ذاكرة الشارع الرياضي الخليجي والعربي ونالت استحسان الجميع. وبعدها توالت الأعمال الخاصة بالمناسبات الرياضية حيث كلفت بالحدث الأكثر عالمية، وهو تصميم وتنفيذ كأس العالم لكرة اليد.
*ما مصدر إلهامك في تصميم الكؤوس المخصصة للبطولات الرياضية؟
الخبرة الفنية تمنحني القدرة على الاختراع والمغايرة. فعندما أكلف بأي مشروع أمنح نفسي الوقت الكافي للبحث ودراسة الحدث الذي كُلِّفت به، وأتعمق فيه من كل النواحي الفنية والأبعاد الرياضية والمجتمعية، والأسباب التي من أجلها أقيم هذا الحدث الرياضي.
وبعد عمل متواصل ودراسات معمقة، أصل إلى حلول ونتائج تترجم ذلك الحدث في قطعة نحت مميزة. ومن حقي أن أقول بثقة إن أغلب الكؤوس الرياضية العربية تغير شكلها التقليدي بعد تصميمي لكأس الخليج، فأصبحنا نرى اليوم أغلب الدول تطرح نماذج جميلة فيها لمحة فنية أكثر من تلك الكؤوس التقليدية سابقاً.
*ما هو شعورك تجاه استضافة العراق لبطولة الكأس الخليجي هذا العام؟
عودة الحياة الطبيعية للعراق قضية مهمة، نعمل من أجلها جميعاً، فالعراق يعيش ظرفاً معقداً وصعباً منذ عقود والجميع يعرف تفاصيل ذلك. ولكن في السنوات الأخيرة هناك تحسن واضح بدأ يلقي بظلاله، مع عودة الروح لكثير من الأنشطة المحلية. ويأتي تنظيم كأس الخليج 25 في البصرة ليتوج هذا التغيير، ويدعم بشكل كبير عودة الحياة والثقة للشارع العراقي.
وأنا شخصياً أشعر بالسعادة والفخر بعودة بطولة كأس الخليج لكرة القدم إلى أحضان العراق، بعد انقطاع 42 عاماً. وننتظر نجاح البطولة التي انتظرها العراقيون بصبر طويل. وكلي ثقة أن مدينة البصرة وأهلها سيقابلون كل أبناء الخليج بقلوب مفتوحة قبل بيوتهم، لما يتمتع به أبناء البصرة من كرم الضيافة وحسن استقبال الضيوف وهي الصفات التي عرفها أبناء الخليج جيداً من خلال العلاقات التاريخية والاجتماعية التي تربطهم بأبناء البصرة والعراق.
ما أبرز المحطات الفنية التي تعتبرها نقاط تحول في حياتك الفنية؟
كل خطوة فنية جديدة لها أهميتها، ولذلك أعتبر كل محطاتي الفنية بنفس القيمة والأهمية. فالواحدة تكمل التي بعدها، وهكذا تستمر حياة الفنان. ولكنني أظل أبحث دائماً عن المحطة القادمة التي لم أصلها وهي الأهم، وبعدها يبدأ التخطيط لمحطة جديدة أكثر أهمية.
ما هي مشاريعك الفنية في الفترة الأخيرة؟
أنا فنان متفرغ للعمل الفني، فحياتي كلها بين محترفي الخاص وبيتي وعائلتي وبعض الوقت لممارسة هوايتي المفضلة.. الرياضة. ولذلك أعمل يومياً، وأعتبر الفن وظيفتي التي يجب ممارستها بكل حرص ومسؤولية.
ومن خلال عملي المستمر أنتج الكثير من الأعمال. وهناك مشاريع فنية مستمرة سواء على صعيد (الفن العام) الميداني، أو على صعيد المعارض الشخصية السنوية والمشاريع الخاصة لبعض المقتنين والمهتمين بالفن.
كيف ترى المشهد الفني المعاصر بالعالم العربي؟
العالم العربي اليوم ورغم كل ما يمر به من ظروف صعبة ومعقدة سياسياً واقتصادياً، ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة وأثرت بشكل واضح على نتاج الفنانين، إلا أن ذلك الظرف كان له آثار إيجابية. فقد تحرر الفنان العربي وأصبح يواكب تلك الأحداث، وقدم تجارب فنية رائعة في أغلب الدول العربية كماً ونوعاً، تحاكي ما يجري اليوم في الشارع العربي وبشكل يرتقي للعالمية، ولما يجري في دول العالم المتقدم، كما أن اهتمام الدول العربية والخليجية بالتحديد بإنشاء مؤسسات ومتاحف فنية مهمة، تحتوي إبداعات الفنانين العرب ومن مختلف دول العالم، قد ساهم بتطور الفن بشكل واضح بالمنطقة.
* وكيف ترى انتشار الأعمال الفنية القائمة على الفنون الرقمية كالفيديو والغرافيك والطباعة ثلاثية الأبعاد؟
أرى أن التكنولوجيا ساهمت في تسريع عملية إنتاج الأعمال الفنية، وهذا ما يواكب السرعة في التطور العمراني في العالم.. وأنا لست ضد ذلك أبداً. ولكنني أنتمي إلى الجيل القديم الذي يرى أن الحس الإنساني هو ما يعطي الأهمية للعمل الفني. ولا بأس من استخدام التقنيات الحديثة في بعض مراحل إنتاج العمل لتسريع الإنجاز، على أن يكون الفنان هو صاحب القرار وليس الآلة.
في هذا الحوار نلقي الضوء على مسيرة الفنان العراقي المولود في كربلاء في عام 1965 والذي درس الفنون في معهد الفنون الجميلة بالعراق وتخرج في عام 1988 وقد شارك البحراني في عدة معارض عراقية وعربية وله منحوتات في أكثر من مدينة عربية.
*برأيك كفنان، ما أهمية حضور الفن في أنشطة وفعاليات رياضية واقتصادية وغيرها؟
الفن أصبح اليوم أحد أهم وسائل التعبير في العالم، والتي دخلت كل تفاصيل الحياة والأنشطة العامة، فأغلب الأنشطة والمناسبات المهمة ترافقها نشاطات فنية تضيف لها. وهذا دليل واضح على أن الفن هو أرقى ثمار الحضارة على مر التاريخ، فأغلب الحضارات العظيمة وثقت حياتها اليومية بالنحت والرسم وهذا ما نراه بشكل واضح في حضارة وادي الرافدين ووادي النيل وبقية حضارات العالم.
*كم كأساً صممت خلال مسيرتك الفنية؟ وأيها الأعز على قلبك؟
أنا فنان أمارس النحت والرسم بعيداً عن الكؤوس الرياضية، ولكن تم تكليفي بتصميم وصناعة كأس الخليج العربي في قطر والذي أصبح اليوم أيقونة رياضية خليجية، طبعت في ذاكرة الشارع الرياضي الخليجي والعربي ونالت استحسان الجميع. وبعدها توالت الأعمال الخاصة بالمناسبات الرياضية حيث كلفت بالحدث الأكثر عالمية، وهو تصميم وتنفيذ كأس العالم لكرة اليد.
*ما مصدر إلهامك في تصميم الكؤوس المخصصة للبطولات الرياضية؟
الخبرة الفنية تمنحني القدرة على الاختراع والمغايرة. فعندما أكلف بأي مشروع أمنح نفسي الوقت الكافي للبحث ودراسة الحدث الذي كُلِّفت به، وأتعمق فيه من كل النواحي الفنية والأبعاد الرياضية والمجتمعية، والأسباب التي من أجلها أقيم هذا الحدث الرياضي.
وبعد عمل متواصل ودراسات معمقة، أصل إلى حلول ونتائج تترجم ذلك الحدث في قطعة نحت مميزة. ومن حقي أن أقول بثقة إن أغلب الكؤوس الرياضية العربية تغير شكلها التقليدي بعد تصميمي لكأس الخليج، فأصبحنا نرى اليوم أغلب الدول تطرح نماذج جميلة فيها لمحة فنية أكثر من تلك الكؤوس التقليدية سابقاً.
*ما هو شعورك تجاه استضافة العراق لبطولة الكأس الخليجي هذا العام؟
عودة الحياة الطبيعية للعراق قضية مهمة، نعمل من أجلها جميعاً، فالعراق يعيش ظرفاً معقداً وصعباً منذ عقود والجميع يعرف تفاصيل ذلك. ولكن في السنوات الأخيرة هناك تحسن واضح بدأ يلقي بظلاله، مع عودة الروح لكثير من الأنشطة المحلية. ويأتي تنظيم كأس الخليج 25 في البصرة ليتوج هذا التغيير، ويدعم بشكل كبير عودة الحياة والثقة للشارع العراقي.
وأنا شخصياً أشعر بالسعادة والفخر بعودة بطولة كأس الخليج لكرة القدم إلى أحضان العراق، بعد انقطاع 42 عاماً. وننتظر نجاح البطولة التي انتظرها العراقيون بصبر طويل. وكلي ثقة أن مدينة البصرة وأهلها سيقابلون كل أبناء الخليج بقلوب مفتوحة قبل بيوتهم، لما يتمتع به أبناء البصرة من كرم الضيافة وحسن استقبال الضيوف وهي الصفات التي عرفها أبناء الخليج جيداً من خلال العلاقات التاريخية والاجتماعية التي تربطهم بأبناء البصرة والعراق.
ما أبرز المحطات الفنية التي تعتبرها نقاط تحول في حياتك الفنية؟
كل خطوة فنية جديدة لها أهميتها، ولذلك أعتبر كل محطاتي الفنية بنفس القيمة والأهمية. فالواحدة تكمل التي بعدها، وهكذا تستمر حياة الفنان. ولكنني أظل أبحث دائماً عن المحطة القادمة التي لم أصلها وهي الأهم، وبعدها يبدأ التخطيط لمحطة جديدة أكثر أهمية.
ما هي مشاريعك الفنية في الفترة الأخيرة؟
أنا فنان متفرغ للعمل الفني، فحياتي كلها بين محترفي الخاص وبيتي وعائلتي وبعض الوقت لممارسة هوايتي المفضلة.. الرياضة. ولذلك أعمل يومياً، وأعتبر الفن وظيفتي التي يجب ممارستها بكل حرص ومسؤولية.
ومن خلال عملي المستمر أنتج الكثير من الأعمال. وهناك مشاريع فنية مستمرة سواء على صعيد (الفن العام) الميداني، أو على صعيد المعارض الشخصية السنوية والمشاريع الخاصة لبعض المقتنين والمهتمين بالفن.
كيف ترى المشهد الفني المعاصر بالعالم العربي؟
العالم العربي اليوم ورغم كل ما يمر به من ظروف صعبة ومعقدة سياسياً واقتصادياً، ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة وأثرت بشكل واضح على نتاج الفنانين، إلا أن ذلك الظرف كان له آثار إيجابية. فقد تحرر الفنان العربي وأصبح يواكب تلك الأحداث، وقدم تجارب فنية رائعة في أغلب الدول العربية كماً ونوعاً، تحاكي ما يجري اليوم في الشارع العربي وبشكل يرتقي للعالمية، ولما يجري في دول العالم المتقدم، كما أن اهتمام الدول العربية والخليجية بالتحديد بإنشاء مؤسسات ومتاحف فنية مهمة، تحتوي إبداعات الفنانين العرب ومن مختلف دول العالم، قد ساهم بتطور الفن بشكل واضح بالمنطقة.
* وكيف ترى انتشار الأعمال الفنية القائمة على الفنون الرقمية كالفيديو والغرافيك والطباعة ثلاثية الأبعاد؟
أرى أن التكنولوجيا ساهمت في تسريع عملية إنتاج الأعمال الفنية، وهذا ما يواكب السرعة في التطور العمراني في العالم.. وأنا لست ضد ذلك أبداً. ولكنني أنتمي إلى الجيل القديم الذي يرى أن الحس الإنساني هو ما يعطي الأهمية للعمل الفني. ولا بأس من استخدام التقنيات الحديثة في بعض مراحل إنتاج العمل لتسريع الإنجاز، على أن يكون الفنان هو صاحب القرار وليس الآلة.