إفراز العرق عملية حيوية يقوم بها الجسم استجابة لدرجات الحرارة المُرتفعة والنشاط البدني الزائد هذا بالنسبة لمعدلاته الطبيعية، لكن من ناحية خصوصاً في فصل الصيف وهو ما هناك بعض ممن يعانون "فرط التعرق يُعرضهم للإحراج الشديد بسبب بلل ملابسهم أو تعرق أيديهم بشكل كبير، ما يجعلهم عاجزين عن ممارسة المهام اليومية، ولدى آخرون يُعتبر فرط التعرق دليلاً على وجود مشكلة عضوية كالأزمة القلبية أو العدوى أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو تناول أحد الأدوية بنسب غير محسوبة وهو علامة تستدعي ضبط الجرعة.
وبحسب الدكتورة نهى السيد أخصائي الجلدية، فإن فرط التعرق يحدث إما في الجسم بشكل عام أو في مناطق محددة بشكل أكثر من الطبيعي كالقدمين واليدين والإبط، ويحدث ذلك نتيجة الزيادة في نشاط المركز الرئيسي المسؤول عن إفراز العرق داخل المخ، وينقسم لنوعين الأول منه يحدث لبعض الأشخاص وراثياً ويبدأ ملاحظته منذ الطفولة أو خلال فترة المراهقة، أما النوع الثاني فيظهر بشكل واضح نتيجة بعض المؤثرات الخارجية كشدة حرارة الجو والغضب والتوتر أو تناول بعض الأكلات الحارة والمجهود البدني الزائد مع ارتفاع الحرارة الشديدة، ويظهر هذا النوع في أي عمر.
وتُضيف أخصائي الجلدية في حديثها مع الرؤية «فرط التعرق الناتج عن أسباب غير وراثية يكون نتيجة لزيادة نشاط الغدة الدرقية، وبعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتناول بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب والمشروبات الكحولية، وقد يعكس التعرق المصحوب بحمى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية كالملاريا أو الدرن الذي يصاحبه سعال».
وتتابع السيد «أيضاً التعرق المُفرط أثناء الليل قد يكون علامة على أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية، وبالنسبة للنساء قد يكون مرتبطاً بتغيرات هرمونية مثل انقطاع الطمث».
العلاج
وعن العلاج تُشير الدكتورة نهى السيد في حديثها مع الرؤية إلى أن العلاجات مُختلفه وكثيرة، ولكن البوتكس أحدث طفرة في علاج فرط التعرق، حيث إنه كعلاج يتم داخل العيادات دون أي إجراءات جراحية، وفي خلال نصف ساعة فقط، ولكنها تلفت إلى أنه علاج مؤقت يدوم من 4 إلى 6 أشهر، لذا يتطلب العلاج بالبوتكس حقناً دورياً مرة كل 6 أو 9 أشهر لتحقيق نتائج ملموسة، فهي لا تستمر حال إجرائها مرة واحدة مدى الحياة فهي فقط تُضعف الغدد العرقية ولا تستأصلها بشكل كامل.
وعن طريقة العلاج تقول السيد «يتم حقن البوتكس بطريقة مُعينة داخل طبقات الجلد باستخدام سرنجة خاصة وبكميات مُحددة ومحسوبة، ويبدأ مفعول البوتكس في الظهور خلال أسبوع من الحقن والنتيجة النهائية في خلال أسبوعين من الحقن، وتحتاج معظم الحالات حوالي 100 وحدة من البوتكس في المنطقة الواحدة في الجلسة، ولا يوجد فرق بين النساء أو الرجال في حقن البوتكس أو كميته».
وتشرح أخصائية الجلدية طريقة عمل البوتكس بأنه يعمل بشكل أساسي على ارتخاء العضلات الصغيرة بالجسم، ويحقن عادة في الأماكن المُصابة في الوجه أو تحت الإبط أو القدمين من خلال الحقن الموضعي، وهو ما يؤدي إلى تأثير مُباشر على عمل تلك الغدد وإضعافها بصورة كبيرة، وبالتالي تقل كمية العرق المُفرزة.
آثاره الجانبية
الإحساس بالقليل من الآلام أثناء الحقن وظهور بعض الكدمات بعد الحقن كلها آثار مؤقتة تختفي في خلال أيام، وفي بعض الحالات قد يحدث ضعف في العضلات، بحسب أخصائي الجلدية، وتُشدد إنه إن كان فرط التعرق ناتجاً عن مرض عضوي، فالتعرق عرض لهذا المرض، لذا لا بد من علاج السبب الرئيسي قبل التفكير في حقن الغدد العرقية.