لؤي عبدالله - دبي

شكل إعلان نجاح الإمارات باستضافة إكسبو 2020 دبي عام 2013 خارطة طريق لكافة القطاعات الاقتصادية لا سيما القطاع السياحي والفندقي الذي تمكن منذ ذلك التاريخ من تحقيق قفزات نوعية على العديد من المسارات المتعلقة بدخول أعداد كبيرة من الغرف الفندقية وزيادة مطردة في أعداد الزوار.

وبحسب إحصائيات شركة «ستاتيستا» المتخصصة في دراسة إحصائيات السوق والمستهلكين وبيانات منظمة السياحة العالمية فقد ارتفع عدد الغرف الفندقية في الإمارات منذ الإعلان عن فوزها باستضافة إكسبو 2020 دبي عام 2013 من 125.7 ألف غرفة فندقية إلى أكثر من 180 ألف غرفة بنهاية العام الماضي 2020، بنمو 43.2%، بينما وصلت نسبة النمو في عدد الغرف الفندقية في دبي خلال الفترة نفسها إلى 50% وفي أبوظبي إلى نحو 27%.

وأظهرت أحدث التوقعات الصادرة عن مؤسسة «إس تي آر»، المتخصّصة في الأبحاث والاستشارات الفندقية، أن الإمارات ستشهد افتتاح نحو 6517 غرفة فندقية جديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، الأمر الذي من شأنه أن يرفع عدد الغرف الفندقية في الإمارات إلى أكثر من 186.5 ألف غرفة فندقية مع نهاية العام الجاري.

وبحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي فقد ارتفعت مساهمة قطاع السياحة والسفر في الاقتصاد الوطني من 117.4 مليار درهم في 2013 إلى 180.4 مليار درهم في 2019 بنمو 53.66%.

وقالت مصادر عاملة في القطاع السياحة إن نجاح الإمارات في استضافة إكسبو 2020 شكل خارطة طريق للقطاع السياحي في دولة الإمارات والمنطقة وساهم بشكل كبير في استقطاب الاستثمارات للقطاع السياحي من مختلف الأسواق المحلية والعالمية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على مختلف أطراف معادلة التنمية السياحية والتي تتمثل في نمو الطاقة الفندقية ونمو مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى نمو أعداد الزوار حيث شكل توسع الناقلات الوطنية ووصولها إلى وجهات جديدة داعماً رئيسياً لنمو وتطور القطاع.

أخبار ذات صلة

«إياتا»: 84.6% زيادة في حركة المسافرين بالشرق الأوسط خلال نوفمبر
ألمانيا الأبطأ أوروبياً في تعافي الطيران من جائحة كورونا

ومن جهته، قال مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، هلال المري: إن إكسبو 2020 دبي حدث عالمي استثنائي يساهم تنظيمه بنجاح في التغلب على كل التحديات الحالية وسيعكس مدى الإصرار الكبير والعزم اللذين تتحلى بهما دبي لتحقيق المستحيل، كما أنه سيعزز من مكانة الإمارة كوجهة مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف المري أن القيمة الحقيقية من وراء تنظيم «إكسبو 2020 دبي» تكمن في إنشاء إرث حضاري وإنساني مستدام لدبي ولدولة الإمارات وللبشرية جمعاء، مشيراً إلى أنه بصفتنا وجهة سياحية مزدهرة ومركزاً عالمياً لقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، نتطلع إلى الترحيب بالمزيد من مسافري الأعمال والترفيه في دبي على مدى فترة تنظيم الحدث وتوفير تجارب مميزة لهم.

وقال رئيس «إدارة الاتصال» بمنظمة السياحة العالمية، مارسيلو ريسي: إن «إكسبو 2020 دبي» يعتبر محفزاً لحركة السياحة في دولة الإمارات والمنطقة، مشيراً إلى أن استضافة هذا الحدث العالمي أظهرت تطلعات البلد المضيف ونظرته المتفائلة للمستقبل.

وأوضح أن إكسبو 2020 دبي يعطي دولة الإمارات فرصة لتقديم نفسها بصفتها وجهة مهمة للابتكار، مشيراً إلى أن فوائد وثمار إكسبو 2020 دبي ستكون واسعة النطاق في أنحاء دولة الإمارات وفي منطقة الشرق الأوسط، حيث سيهيئ الحدث فرص عمل جديدة للشباب وسيدعم الأعمال ويشجّع التفاهم والتضامن الإنساني عالمياً.

وأضاف ريسي، عملت دبي جاهدة من أجل ترسيخ مكانتها كمركز للسياحة، وقد تمكنت من أن تستفيد من أفضل الممارسات والخبرات، والاستثمار في البنية التحتية لقطاع السياحة والسفر، وهذا أتى بثماره، والآن، تعمل دبي بجد على تنويع سياحتها، وسيساعد هذا على بناء القدرة والمرونة من أجل المستقبل، ومن أجل ضمان الانتشار الواسع والعادل لما تحققه السياحة من منفعة، سواء كان ذلك في توفير وظائف أو فرص أو تحقيق النمو الاقتصادي.

وقال رئيس مجموعة العابدي للسياحة، سعيد العابدي: إن استراتيجية النجاح التي اعتمدتها الإمارات منذ نجاحها في استضافة إكسبو 2020 دبي في إدارة القطاع السياحي ارتكزت على عدة محاور أساسية تلخصت في التنوع في الأسواق وفي توفير المنتج السياحي، في حين يتمثل المحور الثاني في العلاقات القوية لدولة الإمارات مع معظم دول العالم، الأمر الذي ساهم في استدامة التدفقات والاستثمارات السياحية على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى قوة شبكة الربط الجوي والبري والبحري بين الإمارات والعالم، في حين أن عنصر الأمن والأمان جعل من الإمارات واحة للسياحة وقبلة للاستثمارات السياحية.

وأضاف العابدي أن الناقلات الوطنية بالإضافة إلى تطور البنية التحتية من المطارات ومرافق الترفيه والمدن لعبت دوراً أساسياً في جذب المزيد من المستثمرين للاستفادة من التدفقات السياحية المتوقعة بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في ابتكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع مختلف الأنماط السياحية بما فيها السياحة العائلية وسياحة الترفيه وسياحة الأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات، والمعارض، وسياحة المهرجانات، وغيرها.

وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا، ناصر النويس، إن دولة الإمارات تحظى بمكانة مرموقة على خارطة السياحة العالمية، فقد نجحت في ترسيخ مكانتها وجهةً عالميةً في قطاعي السياحة والفنادق، وأصبحت اليوم ضمن أفضل 10 وجهات سياحية في العالم، وقد ارتقت المشروعات النوعية التي أطلقتها القيادة الرشيدة بالقطاع السياحي المحلي، وأسهمت في تطوير البنى التحتية الداعمة للقطاع.

وأضاف النويس أن الافتتاح المدروس لعلامات الفنادق ذات المستوى العالي من الخدمة الفندقية يساهم في تطوير القطاع الفندقي، وذلك تماشياً مع افتتاح المزيد من المشاريع السياحية والترفيهية في كل أنحاء الإمارات التي تستقطب السيّاح من شتى أنحاء العالم، وإصدار القرارات والمبادرات والحملات الحكومية التي تدفع عجلة قطاعي الفنادق والسياحة إلى الأمام، ونحن على ثقةٍ تامةٍ بأن الإمارات ستحافظ على موقعها كواحدةٍ من أكثر الدول أماناً من حيث حركة السفر المحلية والعالمية، مشيراً إلى أن جميع إمارات الدولة ستستفيد من إكسبو الذي سيسهم في زيادة النشاط السياحي.