الرؤية ـ دبي

توقع وليام جاكسون كبير اقتصادي الأسواق الناشئة بوكالة كابيتال إيكونوميكس أن تزيد تلك الأسواق ككل من حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى العقود المقبلة.

وأوضح جاكسون، أن أداء اقتصادات الأسواق الناشئة بشكل عام على مدى العقود القادمة سوف يتفوق ليشكل 58% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2050، مقابل 45% في 2020. لكن هذا الأداء المتفوق سيحدث لأسباب مختلفة في بلدان مختلفة، مع تداعيات مختلفة على النتائج الاقتصادية والسوقية، وبشكل عام يمكن تقسيم الأسواق الناشئة التي ستتسلق جدول الدوري العالمي إلى 3 مجموعات. وتحتوي المجموعة الأولى على الاقتصادات التي ستشهد نمواً سريعاً في قوتها العاملة، وتتركز هذه البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فعلى الرغم من احتمال نمو السكان في سن العمل بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في العقود السابقة، إلا أنها ستستمر في التوسع بسرعة، بنحو 2-3% سنوياً.

ويمكن أن يتضاعف عدد السكان في سن العمل في معظم أنحاء المنطقة خلال العقود الثلاثة القادمة، وإحدى النقاط المهمة هي أنه على الرغم من انخفاض مستويات الدخل في هذه البلدان وإمكانية اللحاق بالركب، فمن غير المتوقع تسجيل زيادة سريعة جداً في الإنتاجية.

ومن المرجح أن تحافظ المؤسسات الضعيفة، والاستثمار المنخفض، والافتقار إلى التكامل الإقليمي، والآفاق المحدودة لإجراء إصلاحات اقتصادية أكثر جدية، على نمو الإنتاجية عند حوالي 2-3% سنوياً، في حين أن إجمالي الناتج المحلي الإجمالي سيتوسع بسرعة، ومن المرجح أن يتقارب الناتج المحلي الإجمالي للفرد مع الاقتصادات المتقدمة ببطء فقط.

وتضم المجموعة الثانية من البلدان تلك التي لديها قطاعات تصنيعية (أو لديها إمكانية تطويرها) والتي يمكن أن تدفع نمو الإنتاجية، وهذا يشمل الكثير من جنوب وجنوب شرق آسيا، وكذلك أجزاء من شمال أفريقيا والمكسيك.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

ولفت التحليل إلى أن التصنيع يميل إلى أن يكون قادراً على استيعاب العمال ذوي المهارات المنخفضة واستيعاب التكنولوجيا والمعرفة، ما يؤدي إلى زيادة مكاسب الإنتاجية، وهذا من شأنه أن يدعم نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل أسرع، وأسعار صرف حقيقية أقوى وتقارب أسرع للدخل.

وتتمثل إحدى الفوائد الإضافية لقطاعات التصنيع في أنها قد تدعم أيضاً زيادة مشاركة الإناث في القوى العاملة، ما سيعزز عرض العمالة بشكل أكبر.

وتضم المجموعة الثالثة من الأسواق الناشئة ذات الأداء المتفوق أولئك الذين يمكن أن تجعلهم سلة تصدير السلع الخاصة بهم مستفيدين من «تخضير» الاقتصاد العالمي، فمن شأن اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق واسع أن يعزز شروط التبادل التجاري لمنتجي معادن معينة (مثل النحاس) مثل تشيلي وبيرو، ما يتيح طلباً أقوى وأسعار صرف حقيقية أقوى.

وأخيراً، هناك العديد من الأسواق الناشئة التي سيكون أداؤها دون المستوى وستتراجع إلى أسفل جدول الدوري العالمي، وهذه هي البلدان التي تواجه أزمات ديموغرافية كأجزاء من شرق آسيا وأوروبا الشرقية، وانخفاض طويل الأجل في معدلات التبادل التجاري، ولديها استثمارات منخفضة من شأنها أن تعرقل نمو الإنتاجية وهي تضم أجزاء من أمريكا اللاتينية، وجنوب أفريقيا.