شيماء يحيى

شيماء يحيى ـ دبي

أحداث متباينة ومشاعر مختلطة وأحداث متشابكة تجسدها الكاتبة الفلسطينية هنادي العنيس عبر مجموعتها القصصية «الوصول إلى الليطاني».

وتصحب الكاتبة قرّاءها في رحلة بين الشخصيات والأحداث والحبكات القصصية المتباينة، معتمدة على مهارة ربط الفكرة بالأخرى، والأسلوب السردي القائم على تسلسل الأحداث دون انقطاع، ورسم الشخصيات بحيث تكون لكل منها طريقة تفكيرها الخاصة ولغتها التي تميزها.

أجواء صامتة

في المجموعة القصصية «الوصول إلى الليطاني» أجواء صامتة، شاحبة، قائمة على العزلة عن الأشياء، تسترجع الأجسام الشائكة المكومة في الذاكرة، تحت خانة ذكريات، لتكون بمثابة عملية إعادة فتح للجراح الملتئمة بالكاد، ذوات الندب، والألغام.

وتحمل المجموعة القصصية في طياتها مشاعر يمتزج فيها الحزن بالرعب، وتنبعث من بين سطورها رائحة الموت، ذلك الكائن الرهيب الذي تعددت أسبابه واختلفت مسارب الولوج إليه.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

ومع ذلك، فإن الكتاب لم يغفل العلاقات الإنسانية عامة، فاختلجت قلوب المحبين، ولامست شغاف أفئدة الأزواج الذين جمعتهم الحياة بأفراحها وأحزانها، في أسلوب يحمل في طياته صوراً متعددة يغيب القارئ فيها أحياناً عن المشهد متأثراً بما تختزنه من مدلولات عميقة.



الابتعاد عن التقليدية

وعن مجموعتها القصصية الوصول إلى الليطاني، قالت الكاتبة هنادي العنيس لـ«الرؤية»: «حرصت من خلال مجموعتي الأدبية على البعد عن تكرار الأنماط التقليدية في عرض القصص، محاولة أن أجعل من الغموض سبيلاً في طريقة استهلالي وتدرجي بين الأحداث وانتقالي بين الشخصيات».

وأوضحت أنه في كل قصة حاولت أن أتطرق إلى نقطة مخفية داخل النفس الإنسانية، ففي قصة «الأربعاء الأكثر حزنا»، تطرقت الكاتبة إلى الباب الذي يفتح للداخل الإنساني، حيث المناطق المهجورة، والتي في الكثير من الأوقات يساء معرفة تفاصيلها، فتكون النتيجة التورط فيها، من خلال الاعتماد على فكرة فتح ألبوم الصور، الذي استخدمته رمزاً للنبش في الأغوار القديمة، داخل الإنسان.

وأشارت إلى أنها حرصت على استخدام ضمير المتكلم، ليشعر القارئ بأنها قريبة منه ومن مشاعره، معتمدة على التجربة الأدبية القائمة على لعبة كونك الأخر، التي تشعر القارئ أنه يجلس مع الشخصية على نفس الطاولة يتبادلان الحوار.





صراع إنساني

وأكدت الكاتبة الفلسطينية أنها حاولت من خلال قصة من نسعف أولاً أن تصف حالة الإنسان الذي يصارع الوقت، والذي تكون أعصابه في حالة من الفوران، كما تعتمد على مشاهد من الحقيقة، في محاولة منها لملامسة الواقع العربي، جراء أحداث العنف والحروب المتكررة في العديد من البلاد العربية.

ولفتت إلى أنها تعرضت عبر قصة طينة زوجتي السابقة، للحظات كساد العاطفة بين الزوجين، وتحول المشاعر إلى جمادات، واقتصار اليوميات على مشاكل البيت، وامتعاض أحد طرفي الحياة الزوجية من تصرفات الآخر.

ذكريات اللجوء

وأشارت العنيس إلى أنها خلال سطور عملها الأدبي استعادت ذكريات حرب تموز اللبنانية، حيث سردت تفاصيل ما يعقب الانفجارات وقتها، وقصة الوصول إلى الليطاني، وتلك اللحظات التي تتلون باختفاء الملامح، وبتر الأعضاء من الجسد، وتشوه الذكريات للأبد.