في الصميم
تصحيح المسار أو العودة للمسار الصحيح أو غيرها من العبارات التي تفرض نفسها عند الحديث عن مهمة منتخبنا الوطني في التصفيات المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023، في مهمة محفوفة بالمخاطر وسط طريق وعرة وضعنا أنفسنا فيها، جعلت من موقف الأبيض في غاية الحساسية والتعقيد باحتلاله للمركز الرابع برصيد نقاط 6 نقاط وبواقع حالتي فوز على إندونيسيا وماليزيا وخسارتين أمام تايلاند وفيتنام التي تتصدر المجموعة السابعة برصيد 11 نقطة، الأمر الذي يوضح مدى صعوبة المهمة وتعقيداتها بالنسبة لمنتخبنا الوطني، المطالب بتحقيق الفوز في المباريات الأربع التي سيخوضها في غضون 12 يوماً، والتفريط في أي نقطة قد يقودنا إلى طريق اللاعودة وقد يضع حداً لأحلامنا المونديالية ويقودنا لحسابات طويلة وماراثونية في كأس آسيا.
الجميع مدرك صعوبة الموقف وتعقيدات المجموعة ولكن يحسب للأبيض أن مصيره بيده، ويملك قرار تحديد مصيره بالفوز في المباريات الأربعة، وتحقيق العلامة الكاملة كونه الطريق والسبيل الوحيد للعودة وتصحيح المسار، وتحقيق تلك المعادلة مرتبط بعدم التفريط في أي نقطة لضمان تحقيق طموحاتنا الوقتية، وبعدها سيكون لكل حادث حديث عندما يأتي موعد صراع العمالقة في المراحل المتقدمة، وإلى أن يأتي ذلك الموعد لا بد من التمسك بحظوظنا وحقوقنا كأحد أعرق وأكبر المنتخبات في القارة بالتواجد مع الكبار، مع التأكيد على أن ما تعرض له الأبيض في مرحلة الذهاب لدور المجموعات كان حدثاً عارضاً، وحان موعد تصحيح المسار والعودة لطريق الصواب.
كل المقومات متاحة أمام الأبيض الذي وجد الدعم الكامل من اتحاد الكرة لتحقيق الهدف المنشود، من خلال استضافة مباريات المجموعة على أرضنا وبحضور متوقع للجماهير، الأمر الذي يمنح المنتخب الذي استعد بشكل جيد ومكثف الأفضلية، والروح المعنوية العالية التي تسيطر على أجواء معسكر الأبيض تدعو للتفاؤل ولكن التفاؤل يجب أن يكون بحدود وبحذر شديد.
كلمة أخيرة
الفوز في المباريات الأربع وتحقيق الدرجة الكاملة هو الخيار الوحيد للعودة للمسار الصحيح، وفقدان أي نقطة -لا قدر الله- من شأنه أن يأخذنا لطريق اللاعودة، فالحذر ثم الحذر وبالتوفيق.