من مسرح «أوبرا دبي» إلى منصة «شاهد»:
بعد عرضها على مسرح أوبرا دبي في بداية العام لتصبح أول مسرحية يشاهدها الجمهور بعد عام من الإغلاق بسبب جائحة «كوفيد-19 المستجد»، انتقلت مسرحية «بيت بو سند» إلى عرضها في الكويت. وأخيراً بدأ عرض المسرحية الكوميدية على منصة «شاهد» مع أول أيام عيد الفطر الماضي، ضمن عدد من المسرحيات الخليجية الأخرى التي تعرضها المنصة، في خطوة إيجابية تصب في صالح المسرح الذي يعاني أزمة كبيرة منذ أزمة «كورونا» وتساهم أيضاً في تعريف المشاهد العربي بملامح من النشاط المسرحي في دول الخليج العربي.
مسرحية «بيت بو سند» التي أخرجها إبراهيم الشيخلي، الذي يعرفه الجمهور كممثل في بعض المسلسلات الخليجية، تدور في إطار اجتماعي داخل أحد بيوت الطبقة الوسطى، وترصد في إطار فكاهي بعض الهموم والمشاكل العائلية.
يلعب طارق العلي شخصية «بو سند»، وهو أب لثلاث بنات، وولد واحد اسمه سند، يواجه التحديات اليومية الثقيلة لتربية الأبناء ورعايتهم. ومن بنات بو سند التي تزوجت، فجلبت له زوجاً أصبح هماً إضافياً لأبي سند، لا يكف عن طلب المساعدة والأموال من حميه، ومنهن التي لم تتزوج بعد، وتجلب لأبيها رجلاً تحبه يكبرها بسنوات طويلة، لا يكاد يصدق أن فتاة بجمالها وشبابها يمكن أن تقع في حب مثل هذا الرجل، بالإضافة إلى مشاكل ولده الكسول المدلل، وزوجته المسترجلة، التي يؤدي دورها رجل بالفعل!
تعتمد المسرحية التي كتبها أحمد فارس على تفجير الكوميديا من التناقضات بين الشخصيات وطبائعهم وإظهار المواقف والمشكلات التي تتعرض لها معظم العائلات، كما تحتوي على جانب إنساني جاد ومؤثر في ثلثها الأخير، لكن جانباً كبيراً جداً من الإضحاك في عرض «بيت بو سند» يعتمد على النكات اللفظية والبدنية الخارجة عن النص، كما تبدو في أحيان كثيرة كوقفات طويلة تقطع سياق هذا النص، وتتعارض حتى مع مضمونه، كما يحدث، على سبيل المثال، عندما يتوقف ممثلان يفترض أنهما يتشاجران، ليتبادلا الضحك والهزر. وهذه الظاهرة التي بدأت في المسرح التجاري المصري استشرت في معظم المسرح العربي، خاصة الكوميدي.
تضم مسرحية «بيت بو سند» عدداً من الممثلين الموهوبين من نجوم المسرح الكوميدي الكويتي منهم طارق العلي، خالد العجيرب، رانيا شهاب، شهاب حاجيه، منال الجار الله، سعاد الحسيني، سعود الشويعي وأحمد التمار، وتعتمد بشكل أساسي على مهارات هؤلاء الممثلين وحضورهم، وحتى قدرتهم على الارتجال والتجاوب مع بعضهم البعض، حسب النسخة المعروضة على منصة «شاهد».
وحسب تقاليد المسرح التجاري أيضاً تصل مدة العرض إلى ساعتين و40 دقيقة، وربما كان من الأفضل لو يتم اختصار النسخ التلفزيونية للمسرحيات إلى نحو ساعة ونصف الساعة، مثل الأفلام، من ناحية لتشجيع مزيد من الجمهور الملول على مشاهدتها، ومن ناحية للتخلص من الزوائد التي يمكن أن تمر في العرض الحي على المسرح، ولكنها تبدو زائدة عن الحاجة على شاشة التلفزيون.