أكد شباب مبدعون التقتهم «الرؤية» على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ30، أن المعرض فتح لهم نافذة على الجمهور، حيث قدم إبداعاتهم بطريقة مبهرة ساهمت في تعريف الجمهور على إبداعاتهم.
وأشاروا إلى أن المعرض أتاح للمهتمين بالأدب والمبدعين الجدد فرصة التواصل مباشرة مع دور النشر المحلية، الأمر الذي قد يساهم في خروج إبداعات جديدة للنور.
وتصدر الشباب النسبة الأكبر من المشاركين والحضور في النسخة الـ30 من المعرض الذي يستمر إلى السبت المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
وتشهد الدورة الحالية من المعرض مشاركة مؤلفين وكتاب شباب، وفنانين ومصممين ورسامين، بالإضافة إلى المتطوعين الشباب من طلبة الجامعات والمهتمين بالأدب.
حدث ملهم
أكد الكاتب الإماراتي عيسى العوضي أن معرض «أبوظبي للكتاب»، ساهم في إبراز الكثير من الإبداعات الشابة عبر فعاليات المعرض الواقعي والافتراضي، مشيراً إلى أنه أتاح للزوار من المهتمين بالأدب فرصة التواصل مع دور النشر المحلية، لا سيما أنه يضم مجموعة كبيرة من الجلسات الواقعية والافتراضية التي تهم كافة المهتمين بالأدب».
ولفت إلى أن مشاركته بالمعرض تستهدف عرض الطبعة الثانية من روايته الاجتماعية البوليسية «قهوة قاتل» والتي تعكس الطابع المحلي بطريقة جديدة، فيما تدور حول «باريستا إماراتي» وقناص متسلسل، كما تستعرض الرواية تفاصيل حول التحديات التي يواجهها ذلك الشاب الإماراتي.
وأشار إلى أن المعرض يلهم الزوار والكتاب بالإبداع، لذا يدرس حالياً فكرة إصدار كتاب علمي حول صناعة وأهمية القهوة بمختلف أنواعها.
أعمال مميزة
وفي ركن الرسامين بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2021، يشارك مجموعة من الفنانين المبدعين الشباب يمثلون دولة الإمارات ومجموعة من دول العالم العربي والغربي، علماً أن تلك المنصة تأسست لأول مرة بالمعرض عام 2011، وتضم وحدات عرض خاصة لكل عارض على حدة.
ويعد «ركن الرسامين» أحد أهم المنصات البارزة في النسخة الـ30 من المعرض، فيما يستضيف 14 فناناً تشكيلياً منهم رسامون ومصممو غرافيك ورسوم هزلية وخطاطون.
ويتيح الركن للفنانين عرض أعمالهم المميزة، إذ يبدع الرسامون والمصممون في تصميم «الكوميكس» وأغلفة الكتب، بالإضافة إلى الرسم على الحقائب والطباعة على الأكواب والميداليات.
بوابة الشهرة
وأكد عدد من الفنانين الشباب، أهمية المعرض في الترويج لخبراتهم ومشاريعهم الإبداعية، حيث يتيح لهم فرصة الالتقاء مع الجمهور، فضلًا عن تمكين الزوار من اقتناء الأعمال الفنية المميزة من رسومات ومطبوعات وقصص هزلية.
وقالت الرسامة الإماراتية أسماء الرميثي، المتخصصة في فن «المانجا» «إن ركن الفنانين ساعدها على توصيل إبداعاتها إلى الجمهور من مختلف الفئات العمرية»، مشيرة إلى أن المعرض فتح للكثير من الشباب نافذة على الشهرة.
وأردفت «أحرص على المشاركة سنوياً، فيما تعد تلك مشاركتي السابعة في «أبوظبي للكتاب»، وتتضمن مشاركتي عرض منتجاتي بما فيها الرسم على المطبوعات الورقية والميداليات».
وثمنت قرار إعفاء كافة المشاركين بالمعرض من رسوم المشاركة، فضلاً عن تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار «كوفيد – 19».
استلهام الطبيعة
وذكرت الفنانة الشابة المتخصصة في رسم البورتريه والتصميم الغرافيكي، آلاء أحمد برهم، أنها تشارك للمرة الثانية في المعرض، منوهة بأن منصة الفنانين تؤكد على الترابط والصلة القوية بين الفن والأدب، فكلاهما يعتمدان على الإبداع والتفكير.
وتابعت «تتضمن أعمالي الفنية لوحات بورتريه وأخرى مستوحاة من الطبيعة، طباعة الرسومات على الحقائب والرسم بالأكريليك على الكانفاس، فيما تعتمد قيمة كل عمل فني على عدد الساعات التي استغرقتها في عملية التنفيذ والتصميم والمواد المستخدمة في تلك اللوحات وحجم الأعمال الفنية».
جائحة القرصنة
من جهة أخرى، ركز المؤتمر الدولي لحقوق النشر والقرصنة والصادرات الموازية الذي عقد ضمن برنامج «أبوظبي للكتاب 2021» على مخاطر القرصنة في النشر.
وفي الكلمة الرئيسية عن القضايا الكبرى التي تواجه صناعة النشر في القرن الـ21، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اتحاد الناشرين الدوليين «إن القرصنة تشكل المعضلة الكبرى، إذ تهدد صناعة الكتاب والصناعة الإبداعية بصورة عامة وتستهدفها بالصميم، كما تفاقمت المشكلة نتيجة التحول الهائل والمفاجئ نحو الصيغ الرقمية والمنصات الإلكترونية».
وتطرقت إلى أن الناشرين كثفوا عملية النشر الرقمي وتحويل العديد من الأوراق البحثية والعلمية إلى الرقمية ما جعلها عرضة إلى القرصنة الرقمية، الأمر الذي كان بمثابة وباء آخر يصيب العالم، وخاصة أنه يهدد أنشطة البحث العلمي والأكاديمي.
ولفتت إلى إطلاق الاتحاد الدولي للناشرين تقريره العالمي حول حقوق التأليف والنشر لإطلاع أعضاء الاتحاد على تجارب البلدان الأخرى التي نجحت في مواجهة تحديات القرصنة والتهديدات التي تستهدف حقوق التأليف والنشر، وذلك ضمن جهودها لمواصلة الدفاع عن حماية حقوق التأليف والنشر بقوة.
فن الترجمة
وسلطت جلسات أمس «الاثنين» الضوء على فن الترجمة، وأثر الجوائح على الحضارات في الماضي، وأساسيات الكتابة الإبداعية ودور الرواية التاريخية في توثيق التاريخ عبر إعادة قراءته بفنية عالية، كما جاءت إحدى الجلسات تحت عنوان «إشراقات العزم لأصحاب الهمم» فيما تهدف إلى تقديم الدعم النفسي لآباء وأولياء الأمور لأصحاب الهمم.
الاحتفاء بخط الدفاع الأول
وتركز جلسات اليوم الثالث من المعرض على أهمية اللغة العربية، وسيشهد تكريماً للعاملين في خط الدفاع الأول خلال الجائحة، كما يتحدّث الدكتور عمر الحمادي، استشاري الطب الباطني، نائب رئيس جمعية الإمارات للأمراض الباطنية، عن كتابه الجديد وجهود الموظفين في مواجهة الجائحة العالمية.
وتتناول جلسة «الإنسانيات والرقميات وعصر ما بعد كورونا» التحوّل الذي حدث مع ظهور جائحة كورونا، وتقدّم قراءة لمستقبل ستحضر فيه الرقميات بقوة، كما سيتم عقد حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورتين الـ14 والـ15، وتنظيم جلسة حول أساسيات كتابة القصة للأطفال.