في العام 2021، يشارك العراق لأول مرة في بينالي البندقية للعمارة بمشروع الفنان والباحث رشاد سليم "إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي" بإشراف فني من "مشاريع سفينة"، وبدعم إرشادي من مجتمع جميل وCULTURUNNERS، فكرة الجناح تهدف للعودة إلى أصول التراث المعماري العراقي، ليحتفي بأساليب العمارة الشعبية وتصميم القوارب والمراكب التي تجوب نهري دجلة والفرات، وأسس الإبداع ومبادئه التي انبثقت منها أساليب العمارة المبكرة. وتجدر الاشارة الى أن هذا العام يصادف الذكرى المئوية لتأسيس دولة العراق الحديثة.
ومن خلال نقد وتجاوز صور الرافدين والخليج آنذاك النمطية والأوصاف المكتوبة والثابتة للسفينة وفق الأساليب الأوروبية لبناء السفن والقوارب، يضع سليم تصوره لبناء "سفينة تحاكي مكانها وزمانها"؛ ومن خامات طبيعية من بيئة العراق وتصميم مستمد من تقنيات البناء الشعبية في محاكاة وإعادة تخيل لسفينة نوح (ع) في عهد الطوفان القديم، وارتفاع في مستوى سطح البحر منذ حوالي 10 آلاف عام، نتج عنه ما يُعرف اليوم بالخليج.
يوظف "الفن الاستكشافي" لدى الفنان والباحث رشاد سليم مفهوم السفينة في مسعاه البحثي في تراث العراق الثقافي. ومنذ عام 2016، وقَد استعان مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي بالحرفيين من جميع أنحاء وسط وجنوب وغرب العراق بغرض إحياء وتوثيق ما تبقى من ممارسات بناء القوارب التقليدية وما يختص بها من هندسة معمارية وحرف يدوية. فقد شارف هذا التراث، المستمر عبر العصور ومنذ أقدم تاريخ مسجل، على الاندثار خلال العقود الأخيرة التي كانت مليئة بأنواع من الصراعات المدمرة والصدمات المجتمعية والبيئية.
وبتقديم مجسمات خارجية ومفردات رقمية، يتفاعل الجناح الاستكشافي بشكل إرتجالي تحسسي مع موقعه، ليستكشف الروابط بين بيئة دلتا لوادي نهر بو الأراضي اللدنة في البندقية والتراث الملاحي المشترك في القوارب، وتلك الموجودة في البصرة و الأهوار في جنوب العراق. فعلى نحو مماثل لما تعانيه البندقية، يواجه جنوب العراق الآن التحدي الحاسم المتمثل في الأنثروبوسين، وهو حدث مناخي (أي الاحتباس المناخي والارتفاع الحراري) يضاهي الفيضان القديم. وهكذا فإن مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة يتناول أزمات عصرنا من خلال إبراز العمليات التحويلية التي صاغت الثقافة الإنسانية وتبقى ذات صلة وثيقة بمستقبل ضبابي ينتظرنا والعمل لمواجهة التحدي.
ومن مهمات المشروع هي جمع الموارد والأفراد في حوار بين الثقافات شرقاً وغرباً. وعن هذا، يقول الفنان والباحث رشاد: "يتماشى مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي مع شعار بينالي العمارة لهذا العام "كيف نعيش معًا؟" وذلك بتطبيق مبدأ التجمع. ومحور المشروع هو نمط هندسي موجود في كل مكان؛ في الطبيعة وفي العلوم. ويذكرنا هذا النمط بتلك الرُقية المعروفة في العراق باسم الـ "سبع عيون"، والتي لا تزال تستخدم للأطفال في العراق حتى اليوم. وهكذا، فإن الرسالة الأصلية للسفينة هي رسالة اتحاد والتوحيد. إنه مشروع فني ثقافي قائم على حفظ وصون التاريخ والتراث".
يذكر أن جناح المشروع وتوثيقه يجري تحت رعاية صندوق صحة الثقافة العراقي الذي أسسته مجتمع جميل وCULTURUNNERS ضمن صندوق رعاية الفنانين The Future is Unwritten، لتوفير الدعم المالي والإنتاجي لمشاريع الفنانين التي تساهم في تحسين الصحة النفسية والصحة المجتمعية والصحة البيئية التي نتجت عن جائحة كوفيد-19. يتم تطوير برنامج الجناح مع مبادرة Healing Arts بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وضمن برنامج الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة (UN75). في عام 2020، تم توثيق مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة بشكل رسمي من قبل مبادرة (UN75) كنموذج لمشروع يقوده الفنان لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
يقول جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل: "هذا المعرض ومشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة:الجناح الاستكشافي من عمق ماضي العراق، بينما يتناول المشاكل الراهنة التي تفاقمت بسبب الجائحة والمعاناة وفقدان الهوية والعزلة. ومن خلال دور مجتمع جميل كمرشد الجناح، يفخر بالمشاركة في هذا المعرض الاستكشافي وأن يتلمس أساليب مبتكرة لتوثيق الممارسات الثقافية العراقية والحفاظ عليها من أجل السلام والصحة النفسية".
وتشارك مؤسسة ألف في تمويل الإنتاج الفني للجناح ، بينما يجري دعم أبحاث المشروع ومحتوى البرنامج من قبل الصندوق العربي للفنون والثقافة، المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، مكية-الكوفة الخيرية، وصندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع DCMS وشبكة النهرين.
جدير بالذكر أن الجناح يستهل فعالياته في بينالي البندقية بجلسة حوار فنية مع رشاد سليم تديرها أكاديمية TBA21 في منصة أوشن يوم 20 مايو المقبل.
ومن خلال نقد وتجاوز صور الرافدين والخليج آنذاك النمطية والأوصاف المكتوبة والثابتة للسفينة وفق الأساليب الأوروبية لبناء السفن والقوارب، يضع سليم تصوره لبناء "سفينة تحاكي مكانها وزمانها"؛ ومن خامات طبيعية من بيئة العراق وتصميم مستمد من تقنيات البناء الشعبية في محاكاة وإعادة تخيل لسفينة نوح (ع) في عهد الطوفان القديم، وارتفاع في مستوى سطح البحر منذ حوالي 10 آلاف عام، نتج عنه ما يُعرف اليوم بالخليج.
يوظف "الفن الاستكشافي" لدى الفنان والباحث رشاد سليم مفهوم السفينة في مسعاه البحثي في تراث العراق الثقافي. ومنذ عام 2016، وقَد استعان مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي بالحرفيين من جميع أنحاء وسط وجنوب وغرب العراق بغرض إحياء وتوثيق ما تبقى من ممارسات بناء القوارب التقليدية وما يختص بها من هندسة معمارية وحرف يدوية. فقد شارف هذا التراث، المستمر عبر العصور ومنذ أقدم تاريخ مسجل، على الاندثار خلال العقود الأخيرة التي كانت مليئة بأنواع من الصراعات المدمرة والصدمات المجتمعية والبيئية.
وبتقديم مجسمات خارجية ومفردات رقمية، يتفاعل الجناح الاستكشافي بشكل إرتجالي تحسسي مع موقعه، ليستكشف الروابط بين بيئة دلتا لوادي نهر بو الأراضي اللدنة في البندقية والتراث الملاحي المشترك في القوارب، وتلك الموجودة في البصرة و الأهوار في جنوب العراق. فعلى نحو مماثل لما تعانيه البندقية، يواجه جنوب العراق الآن التحدي الحاسم المتمثل في الأنثروبوسين، وهو حدث مناخي (أي الاحتباس المناخي والارتفاع الحراري) يضاهي الفيضان القديم. وهكذا فإن مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة يتناول أزمات عصرنا من خلال إبراز العمليات التحويلية التي صاغت الثقافة الإنسانية وتبقى ذات صلة وثيقة بمستقبل ضبابي ينتظرنا والعمل لمواجهة التحدي.
ومن مهمات المشروع هي جمع الموارد والأفراد في حوار بين الثقافات شرقاً وغرباً. وعن هذا، يقول الفنان والباحث رشاد: "يتماشى مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة: الجناح الاستكشافي مع شعار بينالي العمارة لهذا العام "كيف نعيش معًا؟" وذلك بتطبيق مبدأ التجمع. ومحور المشروع هو نمط هندسي موجود في كل مكان؛ في الطبيعة وفي العلوم. ويذكرنا هذا النمط بتلك الرُقية المعروفة في العراق باسم الـ "سبع عيون"، والتي لا تزال تستخدم للأطفال في العراق حتى اليوم. وهكذا، فإن الرسالة الأصلية للسفينة هي رسالة اتحاد والتوحيد. إنه مشروع فني ثقافي قائم على حفظ وصون التاريخ والتراث".
يذكر أن جناح المشروع وتوثيقه يجري تحت رعاية صندوق صحة الثقافة العراقي الذي أسسته مجتمع جميل وCULTURUNNERS ضمن صندوق رعاية الفنانين The Future is Unwritten، لتوفير الدعم المالي والإنتاجي لمشاريع الفنانين التي تساهم في تحسين الصحة النفسية والصحة المجتمعية والصحة البيئية التي نتجت عن جائحة كوفيد-19. يتم تطوير برنامج الجناح مع مبادرة Healing Arts بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وضمن برنامج الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة (UN75). في عام 2020، تم توثيق مشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة بشكل رسمي من قبل مبادرة (UN75) كنموذج لمشروع يقوده الفنان لتنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
يقول جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل: "هذا المعرض ومشروع إعادة تخيل سفينة الطوفان - برؤية جديدة:الجناح الاستكشافي من عمق ماضي العراق، بينما يتناول المشاكل الراهنة التي تفاقمت بسبب الجائحة والمعاناة وفقدان الهوية والعزلة. ومن خلال دور مجتمع جميل كمرشد الجناح، يفخر بالمشاركة في هذا المعرض الاستكشافي وأن يتلمس أساليب مبتكرة لتوثيق الممارسات الثقافية العراقية والحفاظ عليها من أجل السلام والصحة النفسية".
وتشارك مؤسسة ألف في تمويل الإنتاج الفني للجناح ، بينما يجري دعم أبحاث المشروع ومحتوى البرنامج من قبل الصندوق العربي للفنون والثقافة، المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، مكية-الكوفة الخيرية، وصندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع DCMS وشبكة النهرين.
جدير بالذكر أن الجناح يستهل فعالياته في بينالي البندقية بجلسة حوار فنية مع رشاد سليم تديرها أكاديمية TBA21 في منصة أوشن يوم 20 مايو المقبل.