ترتفع نفقات بعض الأشخاص والأسر خلال شهر رمضان، الأمر الذي يدفع بعضهم إلى الاعتماد على البطاقات الائتمانية، ما يزيد من نفقاتهم باعتبارهم لا يتعاملون مع النقد «الكاش»، بحسب خبراء ومصرفيين حذرو المتعاملين من أن التساهل في الإنفاق عبر البطاقات الائتمانية يذهب بهم إلى التعثر في سداد هذه البطاقات، مؤكدين على ضرورة الوعي بأن البطاقات الائتمانية وسيلة لتسهيل عمليات الدفع وليست محفزاً لمزيد من الإنفاق.
وأوضح الخبراء أن بعض المتعاملين وحَمَلة البطاقات لا يشعرون بقيمة المال عند التعامل بالبطاقات، مشيرين إلى غياب الوعي لدى البعض بأن الأموال التي في بطاقات الائتمان هي دين يتوجب على حامل البطاقة سداده في تاريخ محدد، مطالبين حاملي البطاقات الائتمانية بضرورة متابعة قراءة رسائل الإنفاق والفواتير.
و دعا الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية محمد قاسم العلي، المستهلكين إلى قراءة فواتيرهم الاستهلاكية خلال شهر رمضان، لمعرفة مواضع الإنفاق غير المبرر وتجنبها عند القيام بالتسوق في كل مرة خلال الشهر الكريم واتباع هذه العملية بشكل دائم من أجل تفادي الإنفاق غير المسؤول.
وأشار إلى أن أغلب المستهلكين باتوا يعتمدون البطاقات البنكية لا سيما بطاقات الائتمان عند إتمام عملية الدفع، لافتاً إلى أن هذه البطاقات يجب أن تكون أداة لتسهيل عملية الدفع لا أن تكون وسيلة لتشجيع الإنفاق.
وتابع: «الكثير من الناس يتعاملون مع المبالغ المتوفرة في بطاقات الائتمان على أنها ملك شخصي متناسين أنها دين يجب سداده في وقت محدد».
وقال العلي: «البطاقة الائتمانية سلاح ذو حدين، وعلى كل متعامل استخدامها ضمن نطاق قدرته على سداد مستحقاتها الشهرية في وقتها تجنباً للرسوم والغرامات».
ومن جهته، أكد المخطط المالي لؤي راغب، أهمية بطاقات الائتمان كوسيلة للحصول على الخدمات بطريقة سهلة سواء في نقاط البيع أو عن طريق التسوق الإلكتروني، لكنه قال «يجب أن يتذكر المتعامل دائماً أن المبلغ المتوفر في بطاقة الائتمان هو ملك للبنك واستخدامه يجعله دَين يجب سداده».
وفي السياق ذاته، أكدت الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي، أن بطاقات الائتمان باتت أمراً واقعاً ولا يمكن لنا التخلي عنها، فهي طريقة وأداة سهلة للوصول إلى الكثير من الخدمات وهي وسيلة تمويل في نفس الوقت.
وأوضحت أن سهولة استخدامها لا يجب أن تدفعنا إلى فخ الإنفاق المبالغ به، طالبة من المتعاملين الرجوع إلى سجل بطاقة الائتمان بشكل دوري لمعرفة مواقع الخلل والإنفاق الزائد من أجل تفاديه في المستقبل، فبمراجعة سجل البطاقة قد يكتشف المتعامل الكثير من النفقات غير الضرورية.
تجارب متعاملين
من جهته، أفاد أحمد مصطفى أحد المتعاملين بالبطاقات الائتمانية بأنه تعرض للتعثر قبل عامين نتيجة الإنفاق غير الواعي في الموسم الرمضاني لعام 2019 وخاصة خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل ما أدى إلى إنفاق كامل المال المتوفر بالبطاقة وصعوبة السداد لمدة تجاوزت 3 أشهر تعرض خلال لضغوط وأعباء إضافية.
بينما يشير عماد ناصر، متعامل مصرفي، إلى أن الابتعاد عن البطاقة الائتمانية يشكل الحل الوقائي من الاقتراب لأوضاع التعثر المالي، حيث إن البطاقة الائتمانية تشكل تحفيزاً عل الإنفاق، لافتاً إلى أنه وقع تحت تأثير هذا التساهل خلال عام 2015 وبعد أن قام بالسداد توقف تماماً عن خوض هذه التجربة.
وفي سياق متصل، أشار هادي راشد متعامل مصرفي إلى أنه يحمل بطاقة ائتمانية منذ 6 سنوات ولم يحدث له أي عملية تعثر بل على العكس ساهمت البطاقة في حل بعض المواقف والأزمات، فإنها علاج فعال إذا تم استخدامها بعقلانية ووفق الاحتياجات الضرورية.