تلقت الأوساط الإسلامية في الهند فاجعة نبأ وفاة الشيخ سيد ولي الرحماني عن عمر يناهز (77 عاماً) في الثالث من أبريل الجاري بفيروس كورونا، وبرحليه فقد مسلمو الهند أحد أبرز القادة المفكرين الذي عُدَّ مرجعية عليا.
وقال الشيخ محمد رابع الحسني الندوي مدير دار العلوم لندوة العلماء: إنّ رحيله خسارة عظمى للمسلمين، لما بذل من جهود استثنائية لرفع مستوى المسلمين في المجالات العلمية والدينية والفكرية والسياسية وخصوصاً مبادرة «رحماني-30» لتدريب الشباب المسلمين لدخول معاهد التكنولوجيا الهندية وكليات الطب منذ عام 1991، إضافة إلى تنفيذه لعدد كبير من المشاريع العلمية والتربوية للنهوض بالمسلمين الذين وضعهم تقرير لجنة ساتشار (2006) بأسفل السلم الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي لسكان الهند.
كان الشيخ رحماني عالم دين كبير من عائلة «المونغيري» الشهيرة، وكان رئيس الإمارة الشرعية لولايات بيهار وأوديسا وجهارخند والأمين العام لهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، وكان جده سيد محمد علي مونغيري (1846-1927) من كبار علماء شبه القارة ومؤسس دار العلوم ندوة العلماء بلكناؤ (1894)، كما كان والده الشيخ سيد منة الله رحماني أيضاً من كبار علماء عصره.
وكان الشيخ رحماني رئيساً لخانقاه المونغيري ما أكسبه مرجعية دينية كبيرة، وله نشاط ملحوظ في المجال السياسي حيث كان عضواً لغرفة الشيوخ في المجلس التشريعي لولاية بيهار في الفترة ما بين 1974-1996، وخلال تلك المدة قام بتمثيل أصوات المسلمين والمهمشين في المجلس.
وأعتقد أن أهم منجز حياته هو سعيه إلى توحيد صفوف الطوائف الإسلامية المتباينة، وجمعه بين القيادة الدينية والسياسية والعلمية للمسلمين، ورفع صوته عالياً دفاعاً عن الإسلام والمسلمين ونصرة للمظلومين، وعرضه رؤية تقدمية وخريطة طريق واضحة للنهوض بمسلمي الهند وتنفيذه مشاريع تربوية وإصلاحية كان لها أثر محمود في تحسين أوضاع المسلمين.
وقد ألّف الشيخ رحماني 11 كتاباً في مواضيع تتعلق بالإسلام والمسلمين في الهند، وجاء في بيان صادر عن الجهات المقربة للراحل أنه أخذ جرعة لقاح كورونا قبل أسبوعين من وفاته، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية واضطراره لدخول المستشفى وأكد الفحص إصابته بفيروس كورونا، ما أودى بحياته.