تمكنت أسواق الأسهم المحلية من تحقيق أداء جيد منذ بداية العام، خاصة سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي تمكن من ريادة أسواق المنطقة في الارتفاع منذ بداية 2021 مسجلاً أعلى مستوى في 16 عاماً بدعم العديد من المحفزات المحلية والعالمية.
وأكد محللو أسواق المال لـ«الرؤية» أن الأسهم المحلية لديها العديد من المحفزات التي تؤهلها لتحقيق المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة والتي تتمثل في 7 عوامل رئيسية تتضمن تسارع عمليات التطعيم، والتفاؤل بالاقتصاد وزيادة الإنفاق، إلى جانب استقرار أسعار النفط العالمية والتفاؤل بالأسهم الأمريكية، فضلا عن نتائج الأعمال المتوقع أن تتحسن مقارنة بالعام الماضي، وتوقعات نمو الاقتصاد الإمارات، والإدارة القوية للحكومة وبرامج التحفيز.
محفزات محلية وعالمية
من ناحيته، قال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي والخبير الاقتصادي، وضاح الطه لـ«الرؤية» إن هناك عدة عوامل تتحكم في استمرارية الأداء الجيد لأسواق الأسهم الإماراتية.
وعن العوامل المؤثرة محلياً، أشار الطه إلى أن نتائج أعمال الشركة تعتبر من أبرز المؤشرات في أداء الأسهم، خاصة إذا جاءت جيدة خلال النصف الثاني من العام مقارنة بالعام الماضي لتعكس تعافي الشركات من تداعيات الجائحة.
وأشار الطه إلى حالة التفاؤل السائدة نتيجة التعافي المستمر في الاقتصاد، ما يؤدي إلى دعم سوق الأسهم ويأتي ذلك بالإضافة إلى عمليات التطعيم مشيرات إلى أن مستويات التطعيم في الإمارات تعتبر من أعلى المستويات عالمياً، ما ينعكس نفسياً على المستثمرين فضلاً عن التأثير المباشر على مستويات الأعمال خاصة مع احتمال زيادة الإنفاق.
وعلى مستوى العوامل الأمريكية نوه الطه إلى أنه أيضاً من بين العوامل التي تعزز الأداء الإيجابي للأسهم المحلية استمرار الارتفاعات والتفاؤل بالأسواق الأمريكية خاصة، مضيفاً أن هناك مؤشرات على دخول سيولة قياسية على الأسهم، ما يحفز على مزيد من الاستمرار.
وأضاف أن استقرار أسعار النفط فوق المستويات الحالية تعد أيضاً من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على مدى استمرار الارتفاع والرصانة على الأسهم المحلية وأسهم المنطقة.
وأشار المحلل إلى أن هناك قاعدة أساسية يجب أن ينتبه إليها المستثمرون وهي أنه لا يوجد استمرار في اتجاه واحد، مشيراً إلى السوق السعودي فيجب الحذر وانتظار عمليات تصحيح خاصة مع تضخم الأسعار.
عمليات التطعيم ونتائج الأعمال
من ناحيته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب لـ«الرؤية إن الأسواق الإماراتية ما تزال تغلق مجدداً في المنطقة الإيجابية على وقع التفاؤل في تراجع الضغوط على الاقتصاد، حيث تتسارع عمليات التطعيم في البلاد، الأمر الذي سيسرع من معاودة فتح الأنشطة التجارية بشكل كامل ويعود بالمنفعة على معظم القطاعات ويرفع من النمو الاقتصادي للبلاد.
وأشار دياب إلى أنه يبدو أن المستثمرين على ثقة بأن التعافي قادم وأن أزمة الجائحة تتلاشى تدريجياً مع الإدارة القوية للحكومة في التعاطي مع الأزمة وبرامج التحفيز والمساعدات التي وفرتها للقطاعات المتعثرة.
ولفت دياب إلى أنه من المتوقع أن نرى تراجعاً لنشاط التداول مع دخول شهر رمضان المبارك، لكن الأجواء العامة ما تزال إيجابية، في حين ينتظر المستثمرون النتائج المالية للشركات والبنوك المدرجة عن الربع الأول من العام الحالي والذي سيعطي انطباعاً أكثر على مدى تعافيها من الجائحة.