تشارك دولة الإمارات العربية شقيقتها المملكة الأردنية الهاشمية احتفالاتها بالمئوية الأولى على تأسيسها الذي يصادف 11 أبريل الجاري، بما يجسد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع قيادة وشعبَي البلدين الشقيقين والتي أصبحت نموذجاً يُحتذى لروابط الصداقة والأخوة بين البلدين والشعبين.
وتتميز العلاقات الإماراتية الأردنية التي أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، «طيب الله ثراهما»، وسار على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، بالتنسيق العالي المستوى في كافة المجالات، وبالتناغم الكبير في المواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي جعل هذه العلاقات ترتقي إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الناجزة والفاعلة.
ويمثل تشكيل أول حكومة أردنية بتاريخ 11 أبريل 1921 محطة مضيئة ونقطة البداية والانطلاق نحو مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والتضحيات والإنجاز، أرست وشيدت دولة شامخة راسخة البنيان، رغم التحديات والظروف الصعبة، بفضل العزيمة والإرادة والجهود العظيمة والحكمة والبصيرة الثاقبة للقيادة الهاشمية والبناة والمؤسسين الأوائل، وتلاحم وتكاتف أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، الذين حققوا بسواعدهم قصة الإعجاز والإنجاز وبناء الأردن، الذي تبوأ المكانة المتميزة التي يستحقها في محيطه العربي والإقليمي والدولي، وطناً نموذجاً آمناً مستقراً، منيعاً عصياً على كل التحديات بتضافر وتماسك ووحدة أبنائه، حافظاً لكرامتهم وكبريائهم حاضناً لمن يقيم على ثراه الطهور.
ومن ناحيته قال سفير المملكة الأردنية الهاشمية في أبوظبي جمعة العبادي، أرفع من هذه الأرض الطيبة التهاني والتبريكات لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وإلى شعبه الأردني الوفي، بمناسبة انطلاق احتفالات المملكة بالمئوية الثانية للدولة الأردنية.
وأضاف العبادي تغمر قلوبنا السعادة للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما يربطهما من أواصر عميقة وتفاهم وتعاون مشترك على كافة المستويات، ونستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز المحطات المضيئة التي أرست وأشادت علاقات الخير والأخوة والمحبة بين البلدين، ومسيرة المؤسسين والبناة الأوائل الذين سطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة وتضحياتهم وتصميمهم سفراً خالداً في تاريخ أمتهم ورفعة أوطانهم، ونستذكر المسيرة الخالدة للمغفور لهما الملك الحسين بن طلال وأخيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما، وما جمعهما من روابط أخوية عميقة عززت وشائج الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين، وسار على نهجهما وخطاهما صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأخوه صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، حتى باتت العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجاً يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء.
وتوجه العبادي في هذه المناسبة الغالية بالشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعباً، على احتضانها الدافئ ورعايتها الأخوية الكريمة لأبناء الجالية الأردنية، وما تقدمه لهم من عناية ورعاية وتسهيلات، مؤكداً أن نشامى ونشميات الأردن يبادلون أشقاءهم الود بالود والوفاء بالوفاء، ويحرصون على خدمة هذا البلد الطيب بالعمل الجاد والعطاء المتميز، حرصهم على خدمة وطنهم الأردن.
وأضاف السفير الأردني: «العلاقات الإماراتية الأردنية نموذج لعلاقات الأخوة بين الأشقاء بفضل التنسيق والتشاور والتعاون المستمر تجاه القضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أننا مستمرون بالتشاور حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التعاون والتفاهم بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الشقيقين والمنطقة أجمع».
وبين العبادي أن القيادة الرشيدة للبلدين تمتلك رؤية مشتركة ومتقاربة حيال الملفات الحيوية التي تؤثر في الوضع الإقليمي، وتحرصان كل الحرص على التنسيق والتشاور المستمر في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومواكبة كل التطورات على الساحتين العربية والدولية ودعم الجهود والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العمل على تسوية النزاعات بالأدوات الدبلوماسية والتفاوض والحوار البنّاء.
ولفت إلى أن هناك تنسيقاً وتشاوراً مستمرين حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث يعمل الجانبان على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك العمل على إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وتحقيق أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز التضامن ووحدة الصف، والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تؤثر في أمن الإقليم واستقراره.
كما أشار إلى حرص قيادتَي البلدين على فتح آفاق جديدة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات حكومتا وشعبي البلدين الشقيقين لكل ما من شأنه تحقيق التقدم والتنمية والرخاء، حيث ترتبط المملكة ودولة الإمارات بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية، التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، فعلى الصعيد العربي تم التوقيع على اتفاقية التجارة العربية الكبرى، والعديد من الاتفاقيات الثنائية التي من أهمها اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وهذا بعض ما تشهده العلاقات من تنامي مستمر وقفزات نوعية في طبيعة العلاقات على جميع الصعد.
وبيّن السفير أن احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بالمئوية تتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد حيث تمكنت دولة الإمارات عبر الخمسين عاماً الماضية أن تُسطر قصص نجاح وإبهار متتالية، مؤسِسةً لدولة شامخة راسخة البنيان، تبوأت المكانة الرفيعة التي تستحقها في محيطها العربي والدولي بكل جدارة واستحقاق، وذلك بما حققته من إنجازات وريادة في شتى المجالات والميادين، جعلت من الإمارات مثالاً يحتذى في الرؤيا الثاقبة واستشراف المستقبل ومواكبة روح العصر.
وأضاف العبادي نشاطر إخوتنا وأشقاءنا في الإمارات احتفالاتهم بالخمسين (اليوبيل الذهبي) ونشاركهم ونغبطهم على ما حققه هذا البلد العربي الشقيق وقيادته الحكيمة وشعبه النبيل في مسيرة الإعجاز والإنجاز والريادة في شتى المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وما حازه من تميز ومراتب وتصنيفات متقدمة على كافة المؤشرات العالمية.
العلاقات الاقتصادية
وتجري حالياً الاستعدادات لعقد الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين الإمارات والأردن برئاسة وزيرَي الخارجية وكذلك عقد اجتماع اللجنة الفنية الاقتصادية برئاسة وزيرَي الصناعة والاقتصاد.
وبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.
ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية 2020، حققت تجارة السلع المرتبطة بجائحة «كوفيد-19» بين البلدين نمواً ملموساً، إذ بلغت نسبة النمو في تجارة الأدوية 10%، في حين حققت تجارة السلع الغذائية ومصنوعاتها نمواً بنسبة 12%.
وحققت الشركات الإماراتية من خلال الاستثمار بالشراكة مع نظيراتها في الأردن نجاحات عدة في قطاعات متنوعة مثل الزراعة والسياحة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين والعقارات والصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعد الأردن شريكاً تجارياً مهماً لدولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم إماراتي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن نحو 17 مليار دولار، وتشمل مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الزراعة والسياحة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في دولة الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين والعقارات والصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين.
ووقع البلدان، خلال الأعوام الماضية، العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، كان أبرزها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
مسيرة متوازنة
ونجح الأردن في بناء منظومة من العلاقات القائمة على تبادل المصالح الحيوية مع دول وشعوب العالم، ووظف تلك المكتسبات لخدمة ودعم وكسب التأييد للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث إن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع، وحلها بما يضمن زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967 حيث إن حل الدولتين هو مفتاح السلام العادل والشامل والدائم. كما تقوم المملكة بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على هويتها العربية، حيث يعتبر ذلك أولوية للمملكة، ويكرس جلالة الملك المعظم الوصي على المقدسات كل الإمكانيات لذلك، وقد عملت الوصاية الهاشمية على رعاية المقدسات وحمايتها، كما يعمل الأردن دون كلل وبالتنسيق والتشاور مع أشقائه على حل القضايا والنزاعات الراهنة سعياً لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
علاقات راسخة
وتعتبر علاقة القائدين الكبيرين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين، نموذجاً ملهماً لمعنى الأخوة والصداقة والمحبّة، حيث لم يتوقفا يوماً عن التواصل والتشاور بشأن القضايا التي تُعنى بمصير الأمم والشعوب وحياتها القائمة على الأمن والسلم والرفاه، وهو ما يتجسّد في حرص القائدين على تعزيز العمل من أجل السلام.
ولقد كانت العلاقات بين دولة الإمارات والأردن، منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، نموذجاً فريداً للعلاقات بين الإخوة والأشقاء، التي تحولت مع الزمن إلى مدعاة فخر واعتزاز في قلوب شعبَي البلدين الشقيقين ومؤسساتهما الحكومية والخاصة، وسطّرت أروع قصص النجاح والتميز في جميع المجالات، ولا سيما أن الدولتين على مرّ السنوات، لم تختلفا يوماً في معالجة أي من القضايا والملفات، سواء الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، بما يسهم في الارتقاء بمنظومة تلك العلاقات وشموليتها واستدامتها، ويحقق قفزات نوعية في شتى المجالات، حتى يتحقق الطموح المشترك في التنمية المستدامة، ويرسي دعائم التميز في علاقتهما في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية التي تهم البلدين والمنطقة العربية.
ويحرص البلدان على تبادل الزيارات الثنائية بينهما على أعلى المستويات وبصورة مستمرة والتي كان آخرها زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني في يناير 2021، التي عكست حرص القيادة في البلدين على التعاون والتشاور المستمرين حول التطورات الإقليمية والعالمية، وقد ركزت الزيارة على دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الصراعات والأزمات فيها، من خلال الحوار والطرق السياسية، وبما يعود بالخير والنماء على شعوبها.
وأطلقت دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام وتشمل مجالات التعاون، تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.
المجال العسكري
وفي المجال العسكري يصب التعاون المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية، في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.
علاقات إنسانية
ومنذ بداية جائحة كورونا وقفت دولة الإمارات إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية وسارعت إلى إرسال عدد من الشحنات الجوية التي حملت على متنها أجهزة الفحص ومعدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية التي تسهم في تعزيز مواجهة الأشقاء الأردنيين للتحديات الناجمة عن الفيروس، كما تبرعت الإمارات ببناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، فضلاً عن أن أول دفعة تلقاها الأردن من اللقاحات ضد فيروس كورونا كانت من دولة الإمارات.
الجالية الأردنية
ويتجاوز عدد الأشقاء الأردنيين المقيمين في الإمارات 200 ألف، يمارسون عملهم في العديد من الوظائف والمهن والأنشطة التجارية، ومع بداية مسيرة قطاع التعليم في الإمارات لعبت الأردن دوراً مشرقاً في دعم هذه المسيرة من خلال إرسال المعلمين المؤهلين.
وتتميز العلاقات الإماراتية الأردنية التي أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، «طيب الله ثراهما»، وسار على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، بالتنسيق العالي المستوى في كافة المجالات، وبالتناغم الكبير في المواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي جعل هذه العلاقات ترتقي إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الناجزة والفاعلة.
ويمثل تشكيل أول حكومة أردنية بتاريخ 11 أبريل 1921 محطة مضيئة ونقطة البداية والانطلاق نحو مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والتضحيات والإنجاز، أرست وشيدت دولة شامخة راسخة البنيان، رغم التحديات والظروف الصعبة، بفضل العزيمة والإرادة والجهود العظيمة والحكمة والبصيرة الثاقبة للقيادة الهاشمية والبناة والمؤسسين الأوائل، وتلاحم وتكاتف أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، الذين حققوا بسواعدهم قصة الإعجاز والإنجاز وبناء الأردن، الذي تبوأ المكانة المتميزة التي يستحقها في محيطه العربي والإقليمي والدولي، وطناً نموذجاً آمناً مستقراً، منيعاً عصياً على كل التحديات بتضافر وتماسك ووحدة أبنائه، حافظاً لكرامتهم وكبريائهم حاضناً لمن يقيم على ثراه الطهور.
وأضاف العبادي تغمر قلوبنا السعادة للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الأخوية بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما يربطهما من أواصر عميقة وتفاهم وتعاون مشترك على كافة المستويات، ونستذكر بكل معاني الفخر والاعتزاز المحطات المضيئة التي أرست وأشادت علاقات الخير والأخوة والمحبة بين البلدين، ومسيرة المؤسسين والبناة الأوائل الذين سطروا بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة وتضحياتهم وتصميمهم سفراً خالداً في تاريخ أمتهم ورفعة أوطانهم، ونستذكر المسيرة الخالدة للمغفور لهما الملك الحسين بن طلال وأخيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما، وما جمعهما من روابط أخوية عميقة عززت وشائج الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين، وسار على نهجهما وخطاهما صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأخوه صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات، حتى باتت العلاقات الأردنية الإماراتية نموذجاً يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء.
وتوجه العبادي في هذه المناسبة الغالية بالشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعباً، على احتضانها الدافئ ورعايتها الأخوية الكريمة لأبناء الجالية الأردنية، وما تقدمه لهم من عناية ورعاية وتسهيلات، مؤكداً أن نشامى ونشميات الأردن يبادلون أشقاءهم الود بالود والوفاء بالوفاء، ويحرصون على خدمة هذا البلد الطيب بالعمل الجاد والعطاء المتميز، حرصهم على خدمة وطنهم الأردن.
وأضاف السفير الأردني: «العلاقات الإماراتية الأردنية نموذج لعلاقات الأخوة بين الأشقاء بفضل التنسيق والتشاور والتعاون المستمر تجاه القضايا العربية والإسلامية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أننا مستمرون بالتشاور حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التعاون والتفاهم بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية للبلدين الشقيقين والمنطقة أجمع».
وبين العبادي أن القيادة الرشيدة للبلدين تمتلك رؤية مشتركة ومتقاربة حيال الملفات الحيوية التي تؤثر في الوضع الإقليمي، وتحرصان كل الحرص على التنسيق والتشاور المستمر في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومواكبة كل التطورات على الساحتين العربية والدولية ودعم الجهود والمبادرات التي تحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العمل على تسوية النزاعات بالأدوات الدبلوماسية والتفاوض والحوار البنّاء.
ولفت إلى أن هناك تنسيقاً وتشاوراً مستمرين حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث يعمل الجانبان على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك العمل على إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وتحقيق أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز التضامن ووحدة الصف، والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تؤثر في أمن الإقليم واستقراره.
كما أشار إلى حرص قيادتَي البلدين على فتح آفاق جديدة في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات حكومتا وشعبي البلدين الشقيقين لكل ما من شأنه تحقيق التقدم والتنمية والرخاء، حيث ترتبط المملكة ودولة الإمارات بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية، التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، فعلى الصعيد العربي تم التوقيع على اتفاقية التجارة العربية الكبرى، والعديد من الاتفاقيات الثنائية التي من أهمها اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، واتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وهذا بعض ما تشهده العلاقات من تنامي مستمر وقفزات نوعية في طبيعة العلاقات على جميع الصعد.
وبيّن السفير أن احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بالمئوية تتزامن مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باليوبيل الذهبي لقيام الاتحاد حيث تمكنت دولة الإمارات عبر الخمسين عاماً الماضية أن تُسطر قصص نجاح وإبهار متتالية، مؤسِسةً لدولة شامخة راسخة البنيان، تبوأت المكانة الرفيعة التي تستحقها في محيطها العربي والدولي بكل جدارة واستحقاق، وذلك بما حققته من إنجازات وريادة في شتى المجالات والميادين، جعلت من الإمارات مثالاً يحتذى في الرؤيا الثاقبة واستشراف المستقبل ومواكبة روح العصر.
وأضاف العبادي نشاطر إخوتنا وأشقاءنا في الإمارات احتفالاتهم بالخمسين (اليوبيل الذهبي) ونشاركهم ونغبطهم على ما حققه هذا البلد العربي الشقيق وقيادته الحكيمة وشعبه النبيل في مسيرة الإعجاز والإنجاز والريادة في شتى المجالات والميادين السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وما حازه من تميز ومراتب وتصنيفات متقدمة على كافة المؤشرات العالمية.
العلاقات الاقتصادية
وتجري حالياً الاستعدادات لعقد الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين الإمارات والأردن برئاسة وزيرَي الخارجية وكذلك عقد اجتماع اللجنة الفنية الاقتصادية برئاسة وزيرَي الصناعة والاقتصاد.
وبلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.
ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية 2020، حققت تجارة السلع المرتبطة بجائحة «كوفيد-19» بين البلدين نمواً ملموساً، إذ بلغت نسبة النمو في تجارة الأدوية 10%، في حين حققت تجارة السلع الغذائية ومصنوعاتها نمواً بنسبة 12%.
وحققت الشركات الإماراتية من خلال الاستثمار بالشراكة مع نظيراتها في الأردن نجاحات عدة في قطاعات متنوعة مثل الزراعة والسياحة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين والعقارات والصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعد الأردن شريكاً تجارياً مهماً لدولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم إماراتي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.
وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن نحو 17 مليار دولار، وتشمل مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الزراعة والسياحة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في دولة الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين والعقارات والصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين.
ووقع البلدان، خلال الأعوام الماضية، العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، كان أبرزها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
مسيرة متوازنة
ونجح الأردن في بناء منظومة من العلاقات القائمة على تبادل المصالح الحيوية مع دول وشعوب العالم، ووظف تلك المكتسبات لخدمة ودعم وكسب التأييد للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث إن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع، وحلها بما يضمن زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967 حيث إن حل الدولتين هو مفتاح السلام العادل والشامل والدائم. كما تقوم المملكة بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على هويتها العربية، حيث يعتبر ذلك أولوية للمملكة، ويكرس جلالة الملك المعظم الوصي على المقدسات كل الإمكانيات لذلك، وقد عملت الوصاية الهاشمية على رعاية المقدسات وحمايتها، كما يعمل الأردن دون كلل وبالتنسيق والتشاور مع أشقائه على حل القضايا والنزاعات الراهنة سعياً لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
علاقات راسخة
وتعتبر علاقة القائدين الكبيرين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين، نموذجاً ملهماً لمعنى الأخوة والصداقة والمحبّة، حيث لم يتوقفا يوماً عن التواصل والتشاور بشأن القضايا التي تُعنى بمصير الأمم والشعوب وحياتها القائمة على الأمن والسلم والرفاه، وهو ما يتجسّد في حرص القائدين على تعزيز العمل من أجل السلام.
ولقد كانت العلاقات بين دولة الإمارات والأردن، منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى يومنا هذا، نموذجاً فريداً للعلاقات بين الإخوة والأشقاء، التي تحولت مع الزمن إلى مدعاة فخر واعتزاز في قلوب شعبَي البلدين الشقيقين ومؤسساتهما الحكومية والخاصة، وسطّرت أروع قصص النجاح والتميز في جميع المجالات، ولا سيما أن الدولتين على مرّ السنوات، لم تختلفا يوماً في معالجة أي من القضايا والملفات، سواء الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، بما يسهم في الارتقاء بمنظومة تلك العلاقات وشموليتها واستدامتها، ويحقق قفزات نوعية في شتى المجالات، حتى يتحقق الطموح المشترك في التنمية المستدامة، ويرسي دعائم التميز في علاقتهما في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية التي تهم البلدين والمنطقة العربية.
ويحرص البلدان على تبادل الزيارات الثنائية بينهما على أعلى المستويات وبصورة مستمرة والتي كان آخرها زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني في يناير 2021، التي عكست حرص القيادة في البلدين على التعاون والتشاور المستمرين حول التطورات الإقليمية والعالمية، وقد ركزت الزيارة على دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الصراعات والأزمات فيها، من خلال الحوار والطرق السياسية، وبما يعود بالخير والنماء على شعوبها.
وأطلقت دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام وتشمل مجالات التعاون، تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.
المجال العسكري
وفي المجال العسكري يصب التعاون المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية، في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.
علاقات إنسانية
ومنذ بداية جائحة كورونا وقفت دولة الإمارات إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية وسارعت إلى إرسال عدد من الشحنات الجوية التي حملت على متنها أجهزة الفحص ومعدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية التي تسهم في تعزيز مواجهة الأشقاء الأردنيين للتحديات الناجمة عن الفيروس، كما تبرعت الإمارات ببناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، في مدينة العقبة المخصص لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، فضلاً عن أن أول دفعة تلقاها الأردن من اللقاحات ضد فيروس كورونا كانت من دولة الإمارات.
الجالية الأردنية
ويتجاوز عدد الأشقاء الأردنيين المقيمين في الإمارات 200 ألف، يمارسون عملهم في العديد من الوظائف والمهن والأنشطة التجارية، ومع بداية مسيرة قطاع التعليم في الإمارات لعبت الأردن دوراً مشرقاً في دعم هذه المسيرة من خلال إرسال المعلمين المؤهلين.