هادئة بمزاج رائق وابتسامة بسيطة على ملامح وجهها، تجلس حنان المدهون أمام منضدتها، وهي تكرس وقتها في صنع ما تعشقه من مشغولات يدوية رمضانية تتسم بالطرافة تنقل فيها حنان نماذج الفوانيس المصرية إلى المجتمع الفلسطيني في غزة لنشر البهجة بين أبناء القطاع في الشهر الكريم.
بدأت المدهون رحلتها مع الفوانيس والمشغولات عقب تخرجها في الجامعة حيث لم تجد عملاً يناسب مؤهلها الدراسي فاختارت «شغل الايد» طريقة لتحقق لنفسها ولذويها حياة كريمة، ولم تخذلها المشغولات اليدوية خاصة في المناسبات والأعياد
تقول حنان لـ«الرؤية»، أمارس صناعة المشغولات اليدوية منذ 6 أعوام، حيث أقوم بصناعة عدد من المنتجات اليدوية بأشكال وأنماط تحمل لمسات تتغير كل عام في المشغولات التي أقدمها، مشيرة إلى أنها كانت تطمح لتقديم الأجواء الرمضاني المصرية الشهيرة بزينتها المتعددة، وطقوسها في قطاع غزة لأنها تحب تلك الأجواء المصرية في الاحتفالات والتي تتميز ببث روح البهجة والترابط العائلي خاصة في رمضان بصورة لا تجد لها مثيلاً في الدول العربية الأخرى.
وفكرت حنان كثيراً في تجسيد تلك الأنماط في مشغولاتها اليدوية. ونجحت في ذلك قبل عامين، كما استطاعت في الموسم الحالي أن تعكس الأجواء المصرية على مشغولاتها الفنية، حيث قامت بإنتاج عدد من المجسمات التي تحاكي الاحتفالات المصرية منها «عربة الفول وصانع الكنافة والقطائف، والمسحراتي وطبلته المصرية وأزيائه التي تتميز بألوانها الزاهية»، كما صنعت الدمى المصرية الشهيرة مثل بوجي وطمطم والتي تحظى بإقبال كبير من الأطفال.
ولم تكتفِ حنان بذلك فحسب، بل قامت بإنتاج فوانيس رمضانية بالقماش البدوي. ولم تغفل بالطبع صنع صناعة الفوانيس الرمضانية التقليدية التي تضيف إليها الإنارة الكهربية ما يضفي عليها جمالاً.
وإلى جانب ذلك، تجلس حنان في زاويتها الخاصة، حيث تقوم يومياً برسم ونقش العبارات الرمضانية الشهيرة على الزجاج والسيراميك والتي اعتاد المواطنين الغزاوية عليها.