في الصميم
الفوز العريض لمنتخبنا الوطني على نظيره الهندي بنصف درزن من الأهداف، في إطار استعدادات الأبيض لما تبقى من مباريات المجموعة السابعة للتصفيات المزدوجة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023، ترك العديد من علامات الاستفهام حول مدى أهمية اللعب مع منتخبات متواضعة، وما هي الاستفادة المتوقعة والمنتظرة من مثل تلك المباريات التجريبية التي شبهها البعض بالتقسيمة، وهو الأمر الذي تباينت حوله الآراء واختلفت بين من وصف تجربة الهند بغير المجدية، ومن وصفها بالإيجابية خاصة في مثل هذا التوقيت، وما بين الرأي والآخر تبقى الإجابة على حجم المكتسبات، التي خرج بها اللاعبون والجهاز الفني من التجربة الهندية معلقة، حتى موعد بدء المواجهة الرسمية الأولى للأبيض مطلع يونيو المقبل.
واقعياً لا توجد مباراة تجريبية بلا فائدة أو مردود فني حتى إن كان الخصم متواضعاً فنياً، لأن في بعض المواقف السلبيات في حد ذاتها تعتبر نوعاً من أنواع الإيجابيات، خاصة في مسألة أخطاء طريقة اللعب وكذلك على صعيد التشكيل المثالي والأنسب، ولأن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الهولندي مارفيك يسعى في هذه المرحلة، لتحقيق معادلتين في غاية الأهمية متمثلتين في الاستقرار على أسلوب اللعب والتشكيلة الأنسب، التي سيعتمد عليها وسيبني عليها رؤيته الفنية والخططية، وهو الأمر الذي وعلى ما يبدو قد نجح في التوصل إليه بنسبة كبيرة في ودية الهند، وهذا ما ظهر بكل وضوح من خلال عملية التجانس والترابط بين الخطوط الثلاثة من جهة، والجدية والروح القتالية التي ميزت أداء اللاعبين رغم تواضع المنافس.
عند مواجهة منافس قوي تكون الفائدة والمردود أكبر خاصة على مستوى الاحتكاك، لا خلاف على ذلك وهذا في حد ذاته عامل مهم لا يجب التغاضي عنه، ولكن ذلك لا ينفي أن هناك مكاسب فنية جيدة خرج بها المنتخب من التجربة الهندية، على أن تكون التجربة القادمة أقوى كونها ستأتي قبل موعد استئناف التصفيات.
كلمة أخيرة
التجانس واستيعاب أسلوب وطريقة اللعب مسألة مهمة وهي الأساس الذي يبني عليها المدرب رؤيته الفنية، وتحقق جزء كبير منها في التجربة الهندية وبحاجة إلى تجارب أخرى لخلق الاطمئنان على جاهزية المنتخب للمهمة المعقدة.