حكايات صغيرة
إعلان رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مؤخراً المبادئ التوجيهية الخاصة بضرب الكرة بالرأس يأتي للحد من مخاطر ارتجاج المخ، وهذه المبادئ جاءت تلبية لدراسات علمية حديثة بخصوص هذه المشكلة.
الحقيقة أن الدراسات الخاصة بمسألة «الارتجاج» الناتج عن استخدام الرأس في توجيه الكرة ليست جديدة، فهناك العديد من البحوث العلمية في أمريكا التي خرجت بتوصيات عديدة لحماية اللاعبين من مخاطر ضرب الكرة بالرأس خلال التدريبات والمباريات.
لا أحد يُنكر أن ضرب الكرة بالرأس يضيف جمالية وسحراً إلى لعبة كرة القدم، لكن يجب أخذ التحذيرات الطبية على محمل الجد لحماية اللاعبين من مخاطر الارتجاج والتي قد تظهر عند تقدم اللاعب في العمر.
على المؤسسات الرياضية من اتحاد وأندية أن تولي هذه القضية أهمية قصوى، خصوصاً في فرق الفئات العمرية، فاللاعبون الصغار في حاجة إلى تقوية بنياتهم الجسدية ومعرفة الطرق الصحيحة لضرب الكرة بالرأس.
نأمل أن يقوم الأطباء العاملون في الأندية بعمل دراسات من جانبهم أو فتح قنوات اتصال مع الباحثين الذين سبق لهم أن توصلوا إلى نتائج دقيقة عن «الارتجاج» الناتج عن ضرب الكرة بالرأس، لأن حماية اللاعبين من أمراض مستقبلية مسؤولية الفرق الطبية العاملة في مؤسساتنا الرياضية، وليس من الحكمة تجاهل هذا الأمر.
لا تستطيع الجهات المسؤولة عن تنظيم اللعبة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن هذا الموضوع ما لم تحصل على استشارات طبية علمية، لذلك على أطباء الفرق واللجنة الطبية في اتحاد الكرة مراجعة هذه القضية مرة أخرى وتقديم المشورة العلمية للمسؤولين لكي يتخذوا الإجراءات اللازمة.
اللاعبون الصغار يقلدون نجوم اللعبة ويسعون إلى استخدام الكرة بالرأس من دون حماية كافية، وهذا الأمر قد ينعكس سلباً على صحتهم في المستقبل.
أدعو أيضاً إلى التواصل مع المستشفيات المحلية للحصول على الاستشارة الطبية العلمية في هذا المجال.
حماية اللاعبين من مخاطر الاستخدام المفرط للكرة بالرأس، أو الاستخدام غير الصحيح مسؤولية الأطباء وعليهم أن يشاركوا بجدية في حل هذه الأزمة القديمة المتجددة.