في الصميم
في عام الخمسين لقيام الدولة رحل عنَّا صاحب القلب الكبير ورجل الإنسانية والعطاء ورمز التراث والثقافة والرياضة، رحل من كان يشخص داء رياضتنا ويصف لها الدواء، رحل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمة الله عليه، أحد رجالات الرعيل الأول للدولة وواحد ممن ساهم مع إخوانه في تأسيس أهم أركان دولة الاتحاد، بصمات الراحل كانت وما زالت وستبقى ظاهرة وحاضرة في مختلف زوايا الوطن وخارجه، فأيدي الخير للمغفور له بإذن الله لم تتوقف عند حدود الوطن ولم تكتفِ بالجوانب الإنسانية فقط، بل تجاوزت حدود قارات العالم وشملت الإنسانية والتعليم والثقافة والرياضة، إلى أن أصبحت أعماله منارات مشعة بالعلم والمعرفة، عبر الجوامع والمساجد والمعاهد والمدارس التي أنشأها والتي أصبحت أكثر الصروح الإنسانية حضوراً وتأثيراً في مختلف بلدان العالم.
الإمارات بأسرها بكت على رحيل صاحب القلب الكبير ورجل الإنسانية، الذي كان حريصاً على مساعدة المجتمعات في أكثر الجوانب تأثيراً، بهدف الارتقاء بتلك المجتمعات من خلال دعم الشباب في المجالات التخصصية والتعليمية، حيث كان حريصاً على تطوير التعليم التخصصي لتمكين الشباب وعلاج الأطفال، وهو ما يؤكد تفرد المغفور له بإذن الله في مسألة العمل الإنساني، وأصبح نموذجاً فريداً من نوعه بعد أن حول العمل الخيري لعمل تطويري حضاري، يساهم في تطوير المجتمعات ويعمل على تطورها والارتقاء بها.
رحل راعي القفال، تلك الملحمة البحرية التراثية والتاريخية لأبناء الإمارات، والتي ارتبطت بالراحل الذي يعود له الفضل في إحيائها، حيث كان للراحل دور كبير في إعادتها للوجود لكي تعيد ذكرى الآباء والأجداد، رحل والد العميد، رحل الرجل الذي ساهم في وضع أولى لبنات الرياضة في الدولة، رحل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وعلى رحيله نحن محزونون.
كلمة أخيرة
كثيرة تلك الدروس والمواقف والحكم التي تركها الراحل لأبناء هذا الوطن، الذين تعاهدوا للمضي على نهج المؤسسين وسيحملون الأمانة وسيحفظونها وسينقلونها للأجيال القادمة، رحم الله فقيد الوطن وأسكنه فسيح جناته وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.