حكايات صغيرة
من يدخل أندية كرة القدم المحلية ويعرف تفاصيل العمل فيها سيكتشف نوعيات مختلفة من العاملين في ربوعها، منهم من يفكر ويبادر ويعمل ويضع مصلحة المؤسسة قبل مصلحته، وهناك من يقف في الجانب الآخر، أي يكافح من أجل مصلحته الشخصية، والنوع الثالث هو المحايد الذي يعمل بطريقة تقليدية، ويؤدي واجباته المكلف بها فقط، وهذا هو الموظف.
بالنسبة لأعضاء مجالس الإدارات، هناك مخلصون ومبادرون يعملون ليل نهار من أجل تحسين الأداء والنتائج، وهناك أعضاء في اللجان الفرعية أيضاً يعملون من أجل أن يتركوا بصمات إيجابية، لكن في المقابل هناك أعضاء غير مبالين، ولا يهمهم أكثر من المنصب، وهؤلاء قلة.
يتعرض الأعضاء إلى نقد لاذع من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عندما تخسر فرقهم الكروية، ويتهمونهم بالإهمال والتقصير وغيرها من الأمور، وهذه حالة سلبية، لأن نتيجة كرة القدم لا تعطي مؤشراً دقيقاً عن حال العمل، فهناك من يعمل بإخلاص لكن نتائج المباريات تأتي مغايرة تماماً للجهد والتضحية والتخطيط.
النقد المشحون بالفتنة والتحريض الذي يطلقه محللون ونقاد محترفون يشكل معضلة حقيقية للمسؤولين في الأندية، خاصة عندما يدّس المحلل أو الناقد المعلومة في الرأي، أو يمزج الرأي بالمعلومة، فيتشوش ذهن المتلقي.
الأعضاء المتطوعون في الأندية وشركات كرة القدم في حاجة إلى إنصاف، فليس من العدل اتهامهم بالتقصير عند كل خسارة، وبدلاً عن ذلك يمكن زيارة النادي للتأكد من طبيعة العمل قبل توجيه الاتهام واختلاق قصص غير موجودة على أرض الواقع.
على النقاد والمحللين في وسائل الإعلام الرياضية المحلية، أن يفصلوا الرأي عن المعلومة في تحليلهم لمباريات كرة القدم، فالمزج بين الاثنين ربما يوّلد فتنة ضارة أو يتحول إلى تحريض ضد أعضاء مجتهدين مخلصين يضحّون بالوقت والمال من أجل مؤسساتهم الرياضية.
المجتهدون في الأندية في حاجة إلى إنصاف ودعم، وليس من الحكمة وضعهم في قفص الاتهام بسبب خسارة مباراة أو بطولة.
كل مجلس إدارة مجتهد لم يحقق أهدافه في حاجة إلى تجربة ثانية من أجل النجاح، فلا تبخلوا على المجالس المخلصة بفرصة أخرى.