في الصميم
الجولات الماضية من دوري الخليج العربي أثبتت عملياً وعلى أرض الواقع أن النتائج هي التي تتحكم في مصير ومقدرات الأندية، ومتى ما كانت النتائج إيجابية فإنها تغطي على جميع السلبيات مهما كان حجمها، أما عندما تحاصر النتائج السلبية الفريق يتحول كل شيء معها إلي سلبي، حتى وإن كان هناك عملاً جباراً قد بُذل، ذلك التعامل وتلك الرؤية نجدها حاضرة عند جميع أنديتنا دون استثناء، ويكشف حجم القصور لدى إدارات الأندية في تعاطيها مع الأزمات، بدليل وبعد أول انتكاسة للفريق الأول نجد أن الضغوط الجماهيرية والإعلامية تنحصر في استقالة الإدارة وإقالة المدرب والجهاز الفني، وللأسف الشديد في الكثير من الحالات تتحقق تلك المطالب رغم القناعة المبطنة بعدم صحتها.
تلك الوضعية المتكرر في كل موسم تجعلنا نتوقف عند الأحداث الأخيرة التي شهدتها أروقة لجنة الحكام باتحاد الكرة، إثر الاستقالة المفاجئة التي تقدم بها رئيس وأعضاء لجنة الحكام بعد ختام الجولة الـ21 للدوري وقبل الختام بستة أسابيع، فعلى الرغم من عدم كشف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الاستقالة الجماعية، إلا أن أسبابها تبدو معروفة للشارع الرياضي الذي يدرك حجم الضغوطات التي مورست على لجنة الحكام وأجبرتها على الاستقالة، ومع إننا نختلف على مبدأ الاستقالة التي قد تعتبر انسحاباً في مثل هذا التوقيت الصعب، وكان من المفترض أن تتحلى اللجنة بالحكمة والصبر بدلاً من الخروج بهذه الصورة، إلا أن في المحصلة العامة فإن ما حدث في كواليس لجنة الحكام، مثال آخر على مدى افتقادنا لإدارات الأزمات.
التعاطي مع الأحداث الاستثنائية والتصدي لها تتطلب خبرة في إدارة الأزمات، بصورة تضمن الحفاظ على توازن المؤسسة أو المسابقة، مع إفساح المجال أمام الطرف الآخر للتعبير والتنفيس بصورة بعيدة عن التجريح، ويحق للجماهير أن تغضب وأن تعترض وأن تطالب بالإصلاح، خاصة وأن تلك المطالب تمثل انعكاساً لحالة الاهتمام والارتباط، ولكن دون أن تصل الأمور للتجريح والمطالبة بالاستقالة طالما أن المسؤولية جماعية وتتحملها جميع الأطراف.
كلمة أخيرة
تحسن أوضاع الفريق بعد إقالة المدرب أو استقالة الإدارة، انعكاس عاطفي وعلاج موضعي سرعان ما ينتهي مفعوله لتعود الأمور لمكانها لأن الخلل موجود.