عندما أسس الأمريكي مارك زوكربيرغ موقع التواصل الاجتماعي الشهير (فيسبوك)، وحينما أطلق الرباعي، جاك دورسي، ونوح غلاس، وبيز ستون، وإيفان ويليامز موقع تويتر الأكثر شهرة، حيث يجمع الموقعان مئات الملايين من المتابعين والناشطين فيه من مختلف أنحاء المعمورة وبمختلف اللغات، كانوا يهدفون في الحقيقة والواقع إلى تحويل العالم إلى قرية صغيرة.
وهذا ما تحقَّق بالفعل، سواء في موضوع التواصل فيما بين الناس وتبادل الرسائل النصية أو الصوتية أو المصورة، أو نقل الأخبار أو التعبير عن الأفكار في ظرف ثوانٍ معدودة، ونحن هنا لا نريد أن نذكر أو نعدد مميزات وفضل هذه المواقع التي بات الجميع، تقريباً، يستخدمها وفي شتى المجالات.
ومثل أي اختراع أو تطبيق فكرة إنسانية وخيّرة، هناك من يعمل على تخريب هذه الفكرة أو ذاك الاختراع ليحوله إلى مصدر شر في بعض الأحيان أو على الأقل إلى بؤرة إزعاج وتهديد وابتزاز، في أحيان أخرى ولأن مواقع التواصل الاجتماعي هذه، وغيرها، مثل الواتساب والإنستغرام، قد استغلت من قبل غالبية من المستخدمين الذين يصفهم الفيلسوف والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو بالحمقى، كونهم يكتبون وينشرون أفكارهم السطحية، والهدامة أحياناً، بلا رقيب.
يقول إيكو: إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام، عبر تويتر وفيسبوك، مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل.. إنه غزو البلهاء.
ومع كل المنافع التي لا تعد لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن ثورة الاتصالات الجبارة هذه أحدثت تباعداً اجتماعيّاً وحرمتنا من الكثير من السعادات الكبيرة والبسيطة، مثل كتابة الرسائل على الورق وتبادلها عبر البريد وما يرافقها من متعة جمع الطوابع مثلاً، لكن الأكثر من هذا هو أن الاتصال الاجتماعي يكاد ينتهي حتى داخل البيت الواحد وبين أفراد العائلة الواحدة، ولم يعد منظر أربعة أصدقاء، أو صديقين أو زوجة مع زوجها يجلسان في مقهى أو في صالة البيت وكل منهما منشغل بجهاز هاتفه الذكي للتواصل مع أصدقائه في القارات البعيدة، بل ربما للتواصل مع أحد أفراد الأسرة في الطابق العلوي من البيت.
وهذا ما تحقَّق بالفعل، سواء في موضوع التواصل فيما بين الناس وتبادل الرسائل النصية أو الصوتية أو المصورة، أو نقل الأخبار أو التعبير عن الأفكار في ظرف ثوانٍ معدودة، ونحن هنا لا نريد أن نذكر أو نعدد مميزات وفضل هذه المواقع التي بات الجميع، تقريباً، يستخدمها وفي شتى المجالات.
ومثل أي اختراع أو تطبيق فكرة إنسانية وخيّرة، هناك من يعمل على تخريب هذه الفكرة أو ذاك الاختراع ليحوله إلى مصدر شر في بعض الأحيان أو على الأقل إلى بؤرة إزعاج وتهديد وابتزاز، في أحيان أخرى ولأن مواقع التواصل الاجتماعي هذه، وغيرها، مثل الواتساب والإنستغرام، قد استغلت من قبل غالبية من المستخدمين الذين يصفهم الفيلسوف والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو بالحمقى، كونهم يكتبون وينشرون أفكارهم السطحية، والهدامة أحياناً، بلا رقيب.
ومع كل المنافع التي لا تعد لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن ثورة الاتصالات الجبارة هذه أحدثت تباعداً اجتماعيّاً وحرمتنا من الكثير من السعادات الكبيرة والبسيطة، مثل كتابة الرسائل على الورق وتبادلها عبر البريد وما يرافقها من متعة جمع الطوابع مثلاً، لكن الأكثر من هذا هو أن الاتصال الاجتماعي يكاد ينتهي حتى داخل البيت الواحد وبين أفراد العائلة الواحدة، ولم يعد منظر أربعة أصدقاء، أو صديقين أو زوجة مع زوجها يجلسان في مقهى أو في صالة البيت وكل منهما منشغل بجهاز هاتفه الذكي للتواصل مع أصدقائه في القارات البعيدة، بل ربما للتواصل مع أحد أفراد الأسرة في الطابق العلوي من البيت.