منذ أكثر من قرنين، سيطر الرجال على المناصب العليا في الولايات المتحدة - وكان جميعهم تقريباً من البيض، لكن هذا سينتهي اليوم الأربعاء.
ستصبح كامالا هاريس أول نائبة للرئيس - وأول امرأة سمراء، وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يتولى هذا المنصب.
صعودها تاريخي في أي سياق، لحظة تتلاشى فيها الحدود العنيدة، ما يوسع فكرة ما هو ممكن في السياسة الأمريكية.
لكن الأمر ذو مغزى بشكل خاص لأن هاريس ستتولى المنصب في لحظة صعبة، حيث يتصارع الأمريكيون حول دور العنصرية المؤسسية، ويواجهون جائحة دمرت مجتمعات ذوي البشرة السمراء، والبنية التحتية.
يقول مقربون من هاريس إنها ستقدم منظوراً مهماً -وغالباً ما يكون مفقوداً- في المناقشات حول كيفية التغلب على العديد من العقبات التي تواجه الإدارة.
وقالت لطيفة سايمون، المدافعة عن الحقوق المدنية وصديقة هاريس منذ فترة طويلة، «عانينا كثيراً من الفصل العنصري في الولايات المتحدة. سيكون لدينا الآن امرأة سمراء ستدخل البيت الأبيض ليست كضيف، ولكن لتتولى ثاني أرفع منصب في العالم الحر».
انتقلت هاريس، 56 عاماً، إلى منصب نائب الرئيس بعد 4 سنوات فقط من ذهابها لأول مرة إلى واشنطن كعضو في مجلس الشيوخ من كاليفورنيا، حيث عملت سابقاً كمدعية عامة، وكمدعية مقاطعة في سان فرانسيسكو.
كانت تتوقع العمل في البيت الأبيض رفقة مرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، لكن فوز الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سرعان ما حال دون ذلك.
يأتي أداء هاريس لليمين الدستورية بعد عامين تقريباً من إطلاق هاريس حملتها الرئاسية في يوم مارتن لوثر كينغ جونيور عام 2019.
فشلت حملتها قبل بدء التصويت، لكن صعود هاريس استمر عندما اختارها جو بايدن نائبة له.
كانت هاريس صديقة مقربة لبو بايدن، الابن الأكبر لجو بايدن والمدعي العام السابق لولاية ديلاوير، والذي توفي عام 2015 متأثراً بالسرطان.
ستتضمن فعاليات التنصيب إيماءات لدورها في صناعة التاريخ، وقصتها الشخصية.
وستؤدي اليمين أمام قاضية المحكمة العليا، سونيا سوتومايور، وهي أول امرأة ملونة تعمل في المحكمة العليا.
وستلقي هاريس كلمة للأمة، مساء اليوم الأربعاء، أمام نصب لنكولن التذكاري، وهو خيار رمزي في فترة تعيش فيها البلاد واحدة من أكثر فترات الانقسام منذ الحرب الأهلية، وبعد أسبوعين من اقتحام حشد كبير من البيض مبنى الكابيتول في محاولة لقلب نتائج الانتخابات.