على وقع الفوز الساحق للوائح الطلاب المستقلين والعلمانيين بمعظم مقاعد الهيئات الطلابية في الجامعات اللبنانية الخاصة، مقابل لوائح طلاب أحزاب السلطة، استعادت «حركة طالب» اللبنانية، المؤلفة من النوادي العلمانية والمستقلين في الجامعات الخاصة زمام المبادرة في الشارع اللبناني المؤيد لثورة 17 أكتوبر 2019.
وبعد أن خف وهج الشارع اللبناني في الأيام الماضية أعادت «حركة طالب» السبت ضخ الحياة في موجة الاعتراض، ونظمت تحركاً بما يشبه الاحتفالية في شارع الحمرا في بيروت لمنع رفع الأقساط في الجامعات الخاصة.
وقال جاد هاني من النادي العلماني في الجامعة الأمريكية في بيروت لـ«الرؤية» إن «تحرك اليوم موجه إلى السلطة اللبنانية وإدارات الجامعات الخاصة للضغط من أجل عدم رفع الأقساط أو جعل الدولار الجامعي يساوي 3900 ليرة لبنانية بعد أن كان 1515 ليرة».
وأضاف هاني أن «رفع الأقساط سيحرم آلاف الطلاب من التعليم نتيجة التعثر المالي».
واعرب عن اعتقاده بأن الانتصار الذي تحقق بفوز النوادي العلمانية في الجامعات الخاصة سينعكس حكماً على كل المشهد السياسي اللبناني في الانتخابات المقبلة للسلطة التشريعية من خلال اختيار أشخاص يمثلون الانتماء الوطني وليس الطائفي.
بديل للأحزاب
بدورها، لفتت مؤسسة «حركة طالب» ورئيسة النادي العلماني السابقة في الجامعة اليسوعية، فيرينا العميل، في تصريحات لـ«الرؤية» إلى أن النادي العلماني الذي خاض الانتخابات الطلابية عام 2017 لأول مرة سعياً إلى خلق بديل جدي عن الأحزاب تحت شعار «الديمقراطية، العدالة الاجتماعية والعلمانية»، قطف ثمرة نضاله عام 2020، وأصبح اليوم نواة عمل نقابي طلابي بعد أن فاز بما يزيد على نصف المقاعد في الانتخابات الطلابية في الجامعات الخاصة المتواجد فيها».
وأكدت العميل أن ثورة 17 أكتوبر أعادت الزخم للنضال الطلابي، مشددة على أن «نتائج الانتخابات أثبتت أن التغيير الديمقراطي البعيد عن الانتماء الطائفي يمكن تحقيقه».
وأضافت أن مشروع «حركة طالب» يقوم على الديمقراطية التشاركية وليس الائتلافية التي كانت آفة النظام اللبناني، وهدفهم هو «خلق تغيير داخل الجامعات، لتخريج طلاب فكر حر ومستقل»، وإيصالهم فيما بعد إلى السلطة.
واستطردت العميل قائلة «نحن نعرف أن المسار طويل ويحتاج إلى الكثير من الوقت، إلا أننا لن نستسلم وسنُقدم كل ما بوسعنا في سبيل خلق مستقبل أفضل، فالجامعة اليسوعية هي نسيج فعلي للمجتمع اللبناني، تجمع طلاباً من كل المناطق، ومشروعنا هو مشروع بناء دولة علمانية ديمقراطية، قادرة على حماية حقوق جميع مواطنيها».
ومضت مؤسسة «حركة طالب» تقول «أما في ما يتعلق بالبرنامج السياسي الذي يتخطى حدود الجامعة اليسوعية، والذي ينادي به التحرك اليوم، فيمكن تلخيصه بفرض الدولار الطلابي الذي يسمح لأهالي الطلاب المغتربين بإرسال الدولارات لأبنائهم وفق سعر 1515 ليرة للدولار، بعد أن وصل سعر الدولار الواحد إلى ما يفوق 8 آلاف ليرة».
وفي إطار البرنامج السياسي لـ«حركة طالب» كشفت العميل لـ«الرؤية» عن أن «الحركة حملت لائحة مطالب لوزير التربية اللبناني طارق المجذوب، تركزت على إعداد ميثاق طلابي ينص على عدم السماح برفع أقساط الطلاب أو ربطه بالدولار، فضلاً عن رفع ميزانية الجامعة اللبنانية وتعزيز استقلاليتها وتحريرها سياسياً من سطوة الأحزاب الطائفية».