تمكن ريال مدريد من الفوز بست فقط من أصل 11 مباراة خاضها هذا الموسم، مقابل تعادلين و3 هزائم. وكانت أثقل الهزائم في المباراة الأخيرة بالليغا ضد فالنسيا في «ميستايا» (4-1). ويتطلع زيدان خلال فترة التوقف الدولي إلى التطلع لإصلاح مشكلات الفريق قبل استئناف المنافسات، حيث تنتظر الفريق 4 مواجهات قوية ضد فياريال، وإنتر ميلان، وشاختار وإشبيلية.
وسلطت صحيفة آس الضوء على مكامن الضعف في تشكيلة ريال مدريد، نستعرضها معكم في هذا التقرير:
خيارات زيدان
أثارت خيارات زيدان الاستغراب في المباريات الأخيرة، وآخرها في الهزيمة ضد فالنسيا (4-1)، حيث في غياب كاسيميرو المصاب بفيروس كورونا، قرر المدرب الفرنسي الاعتماد على إيسكو وترك كروس على مقاعد البدلاء. من ناحية أخرى، لم يكن مفهوماً اعتماده على مارسيلو، على حساب ميندي الذي لم يتم استدعاؤه لتمثيل منتخب فرنسا، وكان أمامه مساحة للراحة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها زيدان باتخاذ قرارات انتحارية. ضد قاديش، بدأ أيضاً بمارسيلو وإيسكو، قبل أن يقوم باستبدالهما بين الشوطين.
مشكلة مارسيلو وإيسكو
بدأت مشكلة اللاعبين المخضرمين الذين فقدوا لياقتهم في التحول إلى مشكلة مزمنة في ريال مدريد، خاصة في حالتين، هما مارسيلو وإيسكو. خاض فريق زيدان 57 مباراة بالدوري منذ عودة المدرب الفرنسي إلى مقاعد البدلاء في مدريد وخسر 9 مباريات. وكان مارسيلو أساسياً في كل تلك الهزائم. فيما إيسكو، الذي رفض مغادرة الفريق في الصيف الماضي، ضد فالنسيا استعاد كرة واحدة فقط. مودريتش (35 سنة) استعاد أكثر منه (9).
غياب أسينسيو ميليتاو فينيسيوس ويوفيتش
حالة أسينسيو هي التي تجذب أكبر قدر من الاهتمام. يبدو أن النجم الإسباني مقتنع بالفكرة التي أوضحها في مقابلة أجريت معه في عام 2018، حيث قال: «أنا لست الشخص الذي يتعين عليه سحب سيارة النادي، فهناك لاعبون كانوا هنا لسنوات عديدة، وأكثر خبرة، ولديهم مكانة أعلى، وهم من يجب أن يسحبوا السيارة».
لكن حالياً أسينسيو يلعب موسمه الخامس مع ريال مدريد، وهو يبلغ من العمر (24 عاماً)، وهو رهان النادي لقيادة الهجوم مع بنزيمة وهازارد... منحه زيدان دون قيد أو شرط فرصة لعب 5 مباريات متتالية دون أن يترك أي أثر. وقضيته ليست الوحيدة من بين اللاعبين الشباب في الفريق. ميليتاو مثال واضح أيضاً. ضمه كلف 50 مليون يورو، دون أن يكون له دور محوري في الفريق حتى الآن. أمر ينطبق أيضاً على فنيسيوس الذي كلف بدوره 45 مليون يورو، ورودريغو (40 مليون يورو)، ويوفيتش (60 مليون يورو) سجل 27 هدفاً مع أينتراخت، قبل انتقاله لريال مدريد، ووقع منذ ذلك الحين على هدفين فقط في موسمه الأول باللون الأبيض.
انهيار الدفاع
الأهداف التي سجلها ريال مدريد واستقبلها في آخر 11 مباراة في الموسم الماضي: 19 و7. والأهداف التي سجلها واستقبلها في أول 11 مباراة في الموسم الحالي: 21 و16. يسجل الفريق نفس عدد الأهداف تقريباً، لكنهم استقبلوا ضعف الأهداف.
اهتزت شباك ريال مدريد في 7 مباريات متتالية. على سبيل المثال، في 6 من أصل 11 مباراة لعبها الفريق بعد فترة التوقف بسبب فيروس كورونا. يتم تسجيل الأهداف القليلة نفسها، لكن الفريق يستقبل العديد من الأهداف. وبرز فاران كنقطة ضعف كبيرة، منذ الخسارة ضد مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، فقد سجل هدفين ضد مرماه في آخر 5 مباريات له مع ريال مدريد في جميع المسابقات، كما هي الحال في 324 مباراة سابقة له مع الفريق.
كاسيميرو بدون بديل وبنزيمة بدون ضغط
ريال مدريد لديه عيبان أساسيان في تشكيلته الحالية. الأول والأكثر ضرراً هو عدم وجود بديل لكاسيميرو. والثاني، عدم ثقة زيدان في أي من مهاجميه (ماريانو، ويوفيتش) لتعويض بنزيمة. فيما يتعلق بكاسيميرو، الفريق لا يعرف طعم الفوز هذا الموسم في غيابه.
(قبل الخسارة 4-1) أمام فالنسيا، ترك زيدان كاسيميرو على مقاعد البدلاء مرتين واضطر إلى التصحيح في المرتين. المرة الأولى كانت في أول مباراة بالدوري ضد ريال سوسيداد، والتي انتهت بالتعادل السلبي بصفر لمثله، حيث دخل البرازيلي في آخر 20 دقيقة. المرة الثانية، كانت في الهزيمة ضد الصاعد الجديد للدوري الإسباني قاديش. في ذلك اليوم، اختار زيدان الدفع بإيسكو بدلاً من كاسيميرو وكان أداء الفريق مشابهاً لما شوهد في فالنسيا: في الشوط الأول كان عليه التصحيح واستبدال إيسكو بكاسيميرو، لكن الوقت كان متأخراً، وخسر ريال مدريد بهدف لصفر.
بالنسبة للهجوم، زيدان لا يثق في يوفيتش أو ماريانو، واعتماده على بنزيما لا نقاش فيه، بغض النظر عن مستواه المتذبذب.
سياسة الانتقالات الخاطئة
كان فشل ريال مدريد ذريعاً في سوق الانتقالات قبل عامين، حيث أنفق 298 مليون يورو لضم هازارد (100)، ويوفيتش (60)، وميليتاو (50)، وميندي (48)، ورودريغو (40). من بينهم جميعاً كان ميندي هو الصفقة الوحيدة التي استجابت للتوقعات.
ويترتب على ذلك أنه بخلاف سوء الحظ بسبب إصابات هازارد، كانت سياسة الانتقالات خاطئة، والآن لا يوجد مجال للمناورة.
عدم إجراء أي تعاقدات في سوق الانتقالات الماضية
لم يجرِ ريال مدريد أي صفقة في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، وذلك لأول مرة منذ عام 1981. في ذلك الوقت وصل الفريق إلى نهائي كأس أوروبا. وهو أمر يبدو صعب التكرار بالتشكيلة الحالية. لا يشعر اللاعبون الأساسيون بالتهديد لمراكزهم، والبدلاء لا يطمحون لأكثر من ذلك.
فقط مجلس الإدارة لديها الجواب على عدم وجود تعاقدات: أحد الاحتمالات هو أنهم يدخرون لإجراء صفقة مبابي، والآخر هو تكاليف تجديد ملعب «البرنابيو» (ما يقرب من 600 مليون يورو للدفع في 30 سنة).
بيع مواهب ونجوم كبار
مدريد لم يشترِ لاعبين، بل أكثر من ذلك باع نجومه مقابل 85 مليون يورو: أشرف حكيمي (40 مليون يورو)، ريغيلون (30 مليون يورو)، أوسكار رودريغيز (15 مليون يورو)، إضافة إلى إعارة بيل، خاميس، سيبايوس، وإبراهيم دياز.