مع كل انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية ينشغل العراقيون، أحياناً أكثر من انشغال الأمريكيين ذاتهم، حول من سيفوز بكرسي الرئاسة، ويضعون التحليلات ومستقبل الأوضاع في العالم عامة وفي العراق خاصة، وتأثير هذا الرئيس على أوضاعنا الداخلية، أو عدم اهتمام ذاك الرئيس بهذه الأوضاع، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما طبقوا سياسة المحاصصة الطائفية المعمول بها عراقياً وصنفوا ترامب باعتباره سنياً، وبايدن شيعياً، وفي كل مرة يكتشف العراقيون أن تحليلاتهم هي محض خيال لا علاقة له بالواقع على الإطلاق، كون السياسة الخارجية الأمريكية تحكمها المصالح العليا للولايات المتحدة ومجموعة من المؤسسات الدستورية الراسخة التي يهمها السياسة الداخلية أولاً وأخيراً.
ومع فوز بايدن، أعاد العراقيون اليوم إلى الواجهة مشروعاً كان بايدن قد وضعه عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، يتعلق بتقسيم العراق إلى 3 أقاليم، سنية وشيعية وكردية، حدث ذلك قبل أن يكون رئيساً لأمريكا، وهنا نسأل: هل العراق اليوم موحد؟
العراق ليس مقسماً إلى أقاليم طائفية أو مناطقية، بل أسوأ من ذلك، فاالعراقيون مقسمون إلى عشائر وطوائف ومذاهب وأحزاب وقيادات وميليشيات مسلحة تدين بدورها بالولاء لهذا الطرف أو تلك الجهة، واتباع لهذا السيد أو ذاك الشيخ، وتوابع لذلك البلد المجاور أو سواه، هذه هي الحقيقة المسكوت عنها، وهذا ما يؤكده مبدأ المحاصصة في الحكم الذي مزق البلد وفرّق الشعب.
علينا أن ندرك أن الناخب الأمريكي لم يضع في حساباته عندما أدلى بصوته أوضاع العراق بسنته وشيعته وأكراده، وأن السياسة الخارجية الأمريكية لن تحيد عن مسارها كثيراً سواء حكم هذا الرئيس أو ذاك، وهذا ما أكده بايدن في خطابه بعيد إعلان فوزه، حيث تحدث عن الأوضاع الداخلية فقط دون أن يتذكر أو يذكر العراق أو غيره، وعلى المواطن العراقي ألا يتعب نفسه كثيراً في وضع التحليلات السياسية أو البرامج المستقبلية، وتأثير هذا الرئيس الأمريكي أو ذاك على وضع البلد، فالتغيير في العراق اليوم لا يحتاج خطط بايدن الشيعي، ولا إلى مبادرات ترامب السني.
العراقيون هم وحدهم المعنيون بإجراء أي تغيير للإصلاح السياسي، ومحاربة الفساد، وإنهاء الطائفية، ومحاربة الميليشيات المسلحة، ومنع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية.
ومع فوز بايدن، أعاد العراقيون اليوم إلى الواجهة مشروعاً كان بايدن قد وضعه عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، يتعلق بتقسيم العراق إلى 3 أقاليم، سنية وشيعية وكردية، حدث ذلك قبل أن يكون رئيساً لأمريكا، وهنا نسأل: هل العراق اليوم موحد؟
العراق ليس مقسماً إلى أقاليم طائفية أو مناطقية، بل أسوأ من ذلك، فاالعراقيون مقسمون إلى عشائر وطوائف ومذاهب وأحزاب وقيادات وميليشيات مسلحة تدين بدورها بالولاء لهذا الطرف أو تلك الجهة، واتباع لهذا السيد أو ذاك الشيخ، وتوابع لذلك البلد المجاور أو سواه، هذه هي الحقيقة المسكوت عنها، وهذا ما يؤكده مبدأ المحاصصة في الحكم الذي مزق البلد وفرّق الشعب.
العراقيون هم وحدهم المعنيون بإجراء أي تغيير للإصلاح السياسي، ومحاربة الفساد، وإنهاء الطائفية، ومحاربة الميليشيات المسلحة، ومنع التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية.