سامي جولال

تسبب استمرار إغلاق الأحياء الجامعية بالمغرب ضمن تدابير احتواء فيروس كورونا، في أزمة لآلاف الطلبة المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بدون مأوى مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد رسمياً منتصف أكتوبر الماضي.

وخوفاً من تحولها إلى بؤر لتفشي الفيروس أغلقت السلطات المحلية، في مارس الماضي، هذه الأحياء التي توفرها الدولة لإيواء الطلبة البعيدين عن مدنهم الأصلية، مقابل مبالغ رمزية.

63 ألف طالب

ويعرض هذا الواقع الطلبة الذين لا يستطيع أولياء أمورهم تحمل مصاريف الإيجار والمعيشة إلى خطر ترك الدراسة، والتخلي عن حلم الشهادة الجامعية، ويجبر آخرين على استئجار غرف أو شقق ما يثقل كاهل أولياء الأمور بأعباء إضافية.

وبلغ عدد الطلبة القاطنين في الأحياء الجامعية المغربية 63 ألفاً عام 2017، بحسب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حينها، محمد حصاد.

ويتعرض طلبة المعاهد والمدارس العليا، الذين يعتمدون بشكل أساسي على السكن في الأحياء الجامعية، إلى ضغط أكبر، إذ تجبرهم القوانين الداخلية لتلك المعاهد والمدارس على حضور جميع الحصص الدراسية.

أخبار ذات صلة

عبدالفتاح البرهان: لا نقبل المساعدات المشروطة وعلاقتنا مع إسرائيل لم تنقطع
سقوط طائرة مقاتلة مصرية أثناء تنفيذ إحدى الأنشطة التدريبية



فاتورة إضافية

وقالت لـ«الرؤية» الطالبة في المعهد العالي للمهن السمعية البصرية والسينما، لبنى عواد: «منذ 2018 وأنا أقطن في الحي الجامعي السويسي 2 في الرباط بجوار المعهد، ومع فرض الحجر الصحي في مارس، غادرته باتجاه بيت الأسرة في صفرو (وسط المغرب)، حيث تابعت الدراسة عن بُعد، واليوم قرر المعهد اعتماد التدريس الحضوري من جديد وهو ما يجبرني على الإيجار».

وأضافت لبنى (20 عاماً) «يتطلب إيجار غرفة في الرباط بين 1000 و1500 درهم مغربي (100- 150 دولاراً)، أسرتي غير قادرة على تحمل هذه المصاريف الإضافية. ولا يمكنني التخلي عن الدراسة».



بدوره، قال الطالب في المعهد العالي للإعلام والاتصال جواد أشابلو إن معهده استأنف الدراسة الحضورية في 2 نوفمبر الجاري، مضيفاً «أنه اضطر إلى استئجار غرفة، رفقة صديق له، بـ1100 درهم مغربي، فيما تصل كلف المعيشة إلى 600 درهم مغربي»، وذلك مقابل 400 درهم للإقامة في الحي الجامعي ونحو 15 درهماً لوجبات الأسبوع في المطعم الجامعي.

وقال إن «الحي الجامعي الذي كان يقطن فيه يقع على بُعد خطوات من المعهد، في حين تقع الغرفة التي استأجرها في حي القامرة الشعبي البعيد عن المعهد».



من جهتها، طالبت مريم الفارسي، الطالبة القادمة إلى الرباط من مدينة الحسيمة (شمال المغرب)، الجهات الوصية بـمراعاة ظروف الطلاب و«إيجاد حل لهذه المعضلة في أقرب وقت ممكن».



سلامة المجتمع

وأمام تصاعد أصوات الطلبة المنادين بإعادة فتح الأحياء الجامعية، أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، سعيد أمزازي، أنه «لا يمكن فتح الأحياء الجامعية في هذه الظروف، إذ يقطن في كل غرفة من غرفها 4 إلى 5 طلاب».

وأضاف أمزازي، خلال اجتماع بمجلس النواب أغسطس الماضي، «إذا أردنا فتح الأحياء الجامعية، فإن وزارتي الصحة والداخلية لن تقبلا بذلك. وحتى إذا أجرينا اختبار كورونا لجميع الطلبة القاطنين فيها قبل السماح لهم بالدخول إليها من جديد، فإنهم سيختلطون بطلبة آخرين غير قاطنين في تلك الأحياء الجامعية»، موضحاً أن كل قرار يتم اتخاذه في هذا الشأن يرتبط بصلة وثيق بأمن البلاد وصحة المجتمع.