توقع الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، ارتفاع الطلب على النفط عالمياً بنحو 6.5 مليون برميل، خلال العام المقبل 2021، مع استمرارية تحسن الأسواق.
وأضاف على هامش مشاركته خلال الجلسة الوزارية الأولى في افتتاح فعاليات مؤتمر ومعرض أديبك 2020، في نسخته الافتراضية الأولى، أن الأسواق بدأت ردة فعل إيجابية نحو الطلب مؤخراً، لا سيما بعد الانتخابات الأمريكية، ما قد يزيد قدرة الأسواق العالمية على تدارك الآثار التي خلفتها الجائحة بانخفاض بنحو 9.8 مليون برميل في الطلب العالمي.
وأكد التزام المنظمة والدول المنتجة للنفط بالتعاون، ووضع الآليات لمواجهة التحديات، فيما تواصل المنظمة خطواتها نحو تعديل منحنى الإنتاج وتطبيق مستويات الامتثال.
من جانبه، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المرزوعي، إن مجموعة أوبك بلس قد أثبتت كونها على مستوى التحدي وقدرتها على اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لمواجهة تداعيات الجائحة وتحديات أسواق النفط خلال 2020، فيما ستتواصل مسيرة التعاون من أجل الحفاظ على استقرار الأسواق.
وأضاف المزروعي، أن مواصلة العلاقات المستدامة مع الشركاء هي السبيل الأمثل لضمانة استمرارية الإنتاج، وتوفير المعروض الذي يغطي الطلب على السلع والخدمات في الوقت الراهن.
وأكد المزروعي أهمية التركيز على تعميق العلاقة بين المنتجين والموردين دون اقتصارها على معدلات الأسعار فقط، وأن تكون علاقة مستدامة لتمس توجهات المستهلكين والموازنة بين العرض والطلب في الأسواق.
فيما أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، امتلاك قطاع النفط والغاز للعديد من الأدوات الفعَّالة لتخطي التداعيات الحالية، وفي مقدمتها السياسات المرنة لاستيعاب متطلبات الأسواق، وتخطي التحديات التي تواجهها سواء نتيجة لجائحة كورونا أو التقلبات السعرية الحادة.
فيما تابع بشأن أهمية مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز، أن الاستثمار الضعيف يؤدي إلى قصور واضح في الأسواق، وتفرض استمرارية التداعيات الحالية للعامين المقبلين ضرورة مواصلة الإنفاق الرأسمالي.
من جانبه، أفاد نائب وزير الطاقة الروسي، بافيل سوروكين، بأن أكثر تداعيات الأزمة هو تغير أنماط الاستهلاك بشكل واضح، لا سيما فيما يخص أنشطة السفر، التي كانت أكثر الخاسرين في تلك الأزمة، وإن كان التوقعات تشير إلى تحسن نسبي حالياً، فإن المعدلات ما زالت بعيدة عن فترة ما قبل الأزمة.
وأضاف أنه رغم ذلك، فإن التوجه لتغير قنوات الاستهلاك يعد مؤشراً إيجابياً على تحسن الطلب حيث يزداد الاعتماد على المواصلات الشخصية واستخدام المركبات الخاصة، وهو ما يعزز استمرارية الحاجة للنفط والغاز الذي من المتوقع أن يظل مصدر الطاقة الأول وفق الدراسات لفترة الـ15 عاماً المقبلة.
وعن التعافي بشكل ملحوظ، تابع بأنه لن يكون قبل عامين أو 3 أعوام مقبلة، وصولاً إلى مستوى طلب متزن على النفط يتجاوز 100 مليون برميل يومياً، بينما يجب اتخاذ الكثير من الإجراءات وخطوات التعاون للمحافظة على مرونة القطاع، وتقليص أكبر قدر من الآثار السلبية للأوضاع الحالية.