الرؤية ـ الشارقة

استضافت الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الروائي والأكاديمي الباكستاني أويس خان والكاتب الكويتي مشعل حمد في جلسة حوارية عقدت (عن بعد) عبر منصة (الشارقة تقرأ)، تناولت أهمية الكلمة بالنسبة للكاتب، ودور الأسلوب الذي يعكس شخصيته وتفرده عن الآخرين من خلال استخدامه كلمات سهلة ومبسطة وذات وقع كبير على المتلقي، إضافة إلى دور الترجمة في نقل جوهر الأعمال الأدبية، وضرورة تحلي المترجم بالمهارات اللازمة لتقديم روح النص.

وأكد الضيفان خلال الجلسة التي أدارتها الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف، أن الكلمة بالنسبة للكاتب هي الأهم، وهي الوسيلة التي يعبّر عن نفسه من خلالها، مشيرين إلى أن الكلمة التي تنبع من القلب تصل مباشرة إلى القلب، فضلاً عن أنها الوسيلة التي تربط الكاتب بقرائه، بل هي التي تربط العالم برمته ببعضه البعض.

وعن علاقته بالكلمة قال أويس خان: «علاقتي بالكلمة بدأت في سن مبكرة على عكس الأطفال الآخرين، فكنت دائماً أتوجه إلى المكتبة لشراء الكتب بدلاً من التوجه إلى متجر الألعاب، فبدأت بالقراءة بسن مبكرة، ولكن عندما وصلت إلى الجامعة أدركت أنني بحاجة لأن أعبر عن نفسي في مرحلة معينة، حينها فكرت ماذا لو كنت كاتباً. وبدأت الرحلة مع الكلمة في عمر الـ25 عاماً، عندما كنت أتابع الدروس في أكاديميّة فابر حول كتابة الروايات، وأدركت ما مدى الشعور بالحرية والفرح عندما تعبر عن نفسك».

وفيما إذا كانت الكتابة موهبة أو مهارة يتم اكتسابها، أوضح خان أن هناك سوء فهم لدى العديد من الأفراد حول العالم الذين يعتقدون أنه لا يمكنهم تعلّم الكتابة لأنها موهبة ولا يمكنهم كذلك اكتسابها كمهارة، مشيراً إلى أنه عندما بدأ بدراسة الكتابة الإبداعية تحسنت كتابته بشكل كبير جداً.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وحول طريقة اختياره لكلمات رواياته قال خان: «لكل كاتب كلماته التي يستخدمها، وأعتقد أنه من المهم جداً أن تنبع الكلمات من قلب الكاتب، وكلما جاءت الكلمة من القلب يجب التركيز عليها والإيمان بها، فهناك مفردات استخدمتها وتركت بصمة لدى قرائي، وعلى كل كاتب أن يفتخر بكل ما يكتبه».

من جهته، تحدث الكاتب مشعل حمد حول أهمية الكلمة بقوله: «الكلمة مثل الرصاصة التي تدخل في قلب الإنسان، وبقدر بساطتها وصغرها فإنها قادرة على أن تغير كيان إنسان سلباً أو ايجاباً بحسب الإنسان الذي ينطقها إن كان كارهاً أو محباً».

ورداً على سؤال حول كيفية تشكل علاقته بالكلمة، أجاب حمد: «حتى تصبح كاتباً جيداً لا بد أن تكون قارئاً ممتازاً، فالقراءة أساس كل شيء ناجح في هذه الحياة وهي أساس المجتمع، فعندما يكون الإنسان قارئاً فهو بذلك يكون واعياً لما حوله وخصوصاً للمعركة الفكرية التي يتعرض لها مجتمعه، وباختصار فالكلمة تشكل الإنسان في داخلنا وتشكل المجتمعات بشكل عام».

وتابع حمد: «نحن شعب نحب الكلمة السهلة، أنا مع البساطة في اختيار كلماتي أثناء الكتابة لكن في الوقت ذاته يجب أن تحمل هذه الكلمة بعداً ومعنى عميقاً، والحكمة التي أتمسك بها تتجلى في أن الكلمة التي تخرج من القلب تصل إلى القلب».

وعبر حمد عن رؤيته للأدب المترجم بقوله: «المشكلة في الآداب المترجمة تكمن في إيجاد مترجم يستطيع نقل الكلمات بذات الإحساس الذي قدمه الكاتب في كتبه، خصوصاً أن اللغات مختلفة تماماً وعندما تنتقل من لغة إلى أخرى يختلف التعامل مع الكلمة».