شيماء يحيى

أكد الدكتور محمد حمدان بن جرش، الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن المشهد الثقافي الإماراتي قادر على التعامل مع الوضع الاستثنائي الذي مر به العالم بأسره خلال أزمة كوفيد-19، مضيفاً أن معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال دورته الـ39، بفعالياته الافتراضية، وما يشهده من توقيعات كتب، يأتي ليشكل بيئة تدريجية محفزة للكتاب الشباب خصوصاً، من شأنها أن تذيب وتبدد المخاوف المرتبطة بالآراء النقدية، ومدى تقبل الوسط الثقافي، لنتاجاتهم الأولى، حيث تدخلهم هذه الفعاليات بشكل تمهيدي، في سياق الحراك الثقافي والإبداعي، لافتاً إلى أن الملتقيات الثقافية التي استضافتها الإمارات خلال هذا العام عموماً، تشهد على قدرة المشهد الثقافي الإماراتي على التعامل مع الأزمات وترويضها.

وأضاف أن «المعرض في دورته هذا العام يشكل إضافة نوعية، حيث شارك فيه كتاب وأدباء متميزون ورواد في الثقافة، من الدولة والعالم العربي، إلى جانب حضور المبدعين من الشباب ما يعمل على دعم الكاتب ويضمن مستقبلاً مزهراً لصناعة الكتاب».

كما أن المعرض يمد يد العون إلى دور النشر المحلية والعربية ويسهم، بهذا الحضور المتميز لصناع الثقافة من كل أنحاء العالم، في تشجيع أفكار قبول المختلف وفتح قنوات الحوار الثقافي مع الجميع.

تفاعلات افتراضية

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وقال بن جرش إن "المعرض في دورته هذا العام نجح في الحفاظ على فعالياته التي ينتظرها عشاق القراءة والثقافة من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات بروح إيجابية تتماشى مع رؤية الإمارات لاستمرار الحياة بكل أنشطتها مهما كانت الظروف. ولذلك كان هذا التحول في دورة هذا العام إلى الفعاليات الافتراضية عبر الاتصال المرئي، وهو ما أضاف للدورة الجديدة رونقاً خاصاً وحضوراً جميلاً للمثقفين من مختلف الدول العربية، رغم التباعد الجغرافي، الذي فرضته جائحة كورونا إلا أن التواصل المرئي قرَّب الجميع".

تحية لذكرى الصايغ

وقد حرص اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على المشاركة في المعرض بمجموعة مميزة من الكتب والإصدارات الجديدة، والتي فاز عدد منها بجوائز المعرض خلال الدورات السابقة، حيث أصدر الاتحاد بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ضمن مبادرة «رواق الأدب والكتاب»، عدة كتب منها «الكوكب 10» للكاتبة باسمة يونس، و«أظن أنا» للشاعرة شيخة المطيري، و«غيمة مستعملة» للشاعرة نجاة الظاهري، و«عندما كانت الأرض مربعة» للكاتبة لولوة المنصوري، إضافة لكتاب «هنا مر حبيب» من إعداد محمد شعيب الحمادي، ويتضمن شهادات متنوعة لكثير من الشخصيات الاعتبارية والكتاب والشعراء وأصدقاء الشاعر الراحل حبيب الصايغ.

وعن آخر إصداراته، قال بن جرش إنه أصدر خلال القليلة الماضية كتابه الجديد بعنوان «مختبر الإبداع الأدبي: تقنيات الكتابة الإبداعية»، ليضاف إلى إصداراته في عدد من المجالات العلمية والأدبية، والكتاب يسلط الضوء على الكتابة الإبداعية باعتبارها تعبيراً عن الرؤى الشخصية وما تحتويه من انفعالات وما تكشف عنه من حساسية خاصة تجاه التجارب الإنسانية.

وأشار إلى أن الكتاب يطرح رؤية جديدة حول وظيفة اللغة التي لم يعد ينظر إليها على أنها عملية عقلية آلية فقط، بل يتم التعامل معها على أنها عملية تواصلية يمكن تدريب الفرد على استعمالها من دون التقيد بأشكال التعبير اللغوي الثابتة، وذلك عن طريق التركيز على الوظيفة الذهنية للغة وإطلاق حرية الفرد في التعبير بنحو إبداعي.

وأكد بن جرش في كتابه أن "الكتابة الإبداعية هي ابتكار لا تقليد، وتأليف لا تكرار، من شخص لآخر حسب ما يتوفر لكل من مهارات خاصة وخبرات سابقة وقدرات لغوية ومواهب أدبية، وهي تبدأ فطرية ثم تنمو بالتدريب وكثرة الاطلاع".

وينصح بن جرش شباب الكتاب، خاصة ممن يخوضون تجاربهم الإبداعية الأولى، بالمزيد من الاطلاع على التجارب الأدبية الراسخة، والمشاركة في المحافل الإبداعية والتواصل مع شرائح من المثقفين، من خلال المعارض وكذلك المنصات الإلكترونية، لتزداد خبراتهم من خلال الممارسة الفنية. وعلى الكاتب الشاب أن يتفهم أهمية النقد الأدبي وأن يقبل بمقولاته حول كتابه، لأن أي إصدار يخرج من المطبعة يصبح ملكاً للجمهور والنقد. منبهاً إلى أن هوس الخوف من النقد أو «فوبيا النقد» من أهم المشكلات التي تواجه شباب الكتاب، ولكن عليهم أن يدربوا أنفسهم على تقبل الرأي الآخر لصقل مهاراتهم وتطويرها.