تشكّل القرارات جزءاً مهماً من يومنا، فنحن نتخذ قرارات منذ اللحظة الأولى لاستيقاظنا حتى العودة للنوم مساءً، ولكن ماذا عن الموضوعات المهمة؟ تلك التي تحتاج إلى النظر بتمعن لمختلف جوانب الأمر للتوصل إلى القرار الصائب؟ الأمر بسيط.. يكمن الحل في تنفيذ استراتيجية قبعات التفكير الست التي تساعدك على تغيير طريقة تفكيرك في المشكلات وفحصها من وجهات نظر مختلفة لاتخاذ أفضل القرارات.
نستكشف سوياً في هذا المقال كيفية استخدام طريقة قبعات التفكير الست، ونعرض أمثلة على كيفية عملها.
ما هي استراتيجية قبعات التفكير الست؟ Six Thinking Hats
إن أسلوب «القبعات الست للتفكير» من الأساليب الشائعة والشيقة لتنمية الإبداع وتحسين التفكير عموماً.
وهي من ابتكار الطبيب البريطاني ذي الأصل المالطي «إدوارد دي بونو» وقد نشرها في كتابه عام 1985 الذي يحمل نفس الاسم.
وقد نقل «دي بونو» تخصصه من جراحة المخ إلى الفلسفة، واستخدم معلوماته الطبية عن المخ وأقسامه وطريقة عمله في تحليل أنماط الأشخاص.. ثم أصبح، فيما بعد، أشهر اسم في العالم في مجال التفكير وتحليليه وأنماطه.
واخترع عدة نظريات في هذا المجال، ومن أشهر وأهم إبداعاته نظرية «القبعات الست» و«التفكير الجانبي».
وتقوم نظرية «قبعات التفكير الست» على استخدام 6 قبعات بستة ألوان مختلفة وتبادل الأدوار بينها أثناء عملية التفكير، إذ تساعدك على النظر إلى المشكلات من وجهات نظر مختلفة.
ولكن واحدة تلو الأخرى، لتجنب الارتباك من العديد من الزوايا التي تزاحم تفكيرك.
إنها أيضاً تقنية قوية للتحقق من القرار في المواقف الجماعية، حيث يستكشف الجميع الموقف من كل منظور في نفس الوقت.
يمكنك في كثير من الأحيان الوصول إلى حل ناجح أو نتيجة من وجهة نظر عقلانية وإيجابية، ولكن يمكنك أيضاً التفكير في القرار من زوايا أخرى.
على سبيل المثال، يمكنك النظر إليه من وجهة نظر عاطفية أو حدسية أو إبداعية أو إدارة مخاطر.
وقد يؤدي عدم التفكير في وجهات النظر هذه إلى التقليل من مقاومة الناس لخططك، أو الفشل في تحقيق قفزات إبداعية، أو تجاهل الحاجة إلى خطط الطوارئ الأساسية.
كيف تعمل استراتيجية القبعات الست؟
تقوم طريقة قبعات التفكير الست على تقسيم التفكير إلى 6 أنماط، واعتبار كل نمط قُبعة يلبسها الشخص أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة.
ولتسهيل الأمر، فقد أعطى «إدوارد» لوناً مختلفاً لكل قبعة لنستطيع تمييزه وحفظه بسهولة، بحيث تستخدم في طريقة تحليل تفكير المتحدثين أمامك بناءً على نوع القبعة التي يرتدونها.
ويعتقد «إدوارد» أن هذه الطريقة تعطي الإنسان في وقت قصير قدرة كبيرة على أن يكون متفوقاً وناجحاً في المواقف العملية والشخصية، وفي نطاق العمل أو نطاق المنزل، وأنها تُحوّل المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية، والمواقف الجامدة إلى مواقف مبدعة.. إنها طريقة تعلمنا كيف ننسق العوامل المختلفة للوصول إلى الإبداع.
وفيما يلي نعرض أنواع قبعات التفكير الست (Six Thinking Hats)
القبعة البيضاء:
تشبه القبعة البيضاء المحقق الذي يجمع المعلومات الحالية وينظمها ويحللها ويقدمها، مع الحفاظ على الحيادية وعدم التحيز قدر الإمكان، لتجنب القفز إلى الاستنتاجات بناءً على أجزاء مفردة من المعلومات.
وبنفس الطريقة، أثناء «ارتداء» قبعة التفكير البيضاء، يجب عليك جمع المعلومات المتوفرة لديك وتحليلها للوصول إلى حلول قائمة على الحقائق.
سيساعدك تحليل البيانات التي تم جمعها في العثور على الفجوات حتى تتمكن من البحث عن طرق لملئها أو على الأقل تدوينها، حتى يكون لديك فكرة أفضل عن كيفية توجيه محادثاتك أثناء اتخاذ القرار.
ابدأ في جمع الحقائق والبيانات بناءً على أسئلة حل المشكلات هذه: