أحمد الشناوي

تسجيل الكتروني لزيارته..ماسحات حرارة..تطبيق التباعد الاجتماعي

في الوقت الذي آثرت فيه غالبية الجهات المنظمة للفعاليات الثقافية، وغيرها، ذات الزخم الجماهيري الكبير، إعلان إلغاء التئامها، أو تأجيلها، في ظل الواقع الذي فرضته تداعيات انتشار فيروس كورونا، قبلت إمارة الشارقة التحدي، وتمسكت بإقامة معرضها السنوي للكتاب، لتضرب نموذجاً، يعايشه يومياً رواد الدورة الـ39 للمعرض، الذين وجدوا في مساحته، تلبية لشغفهم بعودة الفعل الثقافي النشط على الأرض، في حين سعى القائمون على تنظيم المعرض، إلى توفير بيئة صحية آمنة، تلتزم أدق معايير الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالوقاية من "كوفيد-19".

واستدعى تحويل قرار التحدي الذي اتخذ بوضوح، ودون تردد، قبل وقت كاف، منح دور النشر، وضيوف المعرض، والمشاركين بهذه التظاهرة الثقافية الإماراتية والعربية والعالمية، وقتاً كافياً للاستعداد والتجهيز لمشاركة فاعلة، جهوداً مدهشة، وارتياحا ملموساً، تسعى "الرؤية" تالياً إلى معايشتهما، من زوايا مختلفة، بعد مرور 4 ايام من انطلاقته .

زيادة المشاركين والزوار

أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشَّارقة للكتاب، قال لـ«الرؤية» إن الإجراءات الاحترازية التي طبقها معرض الشَّارقة ستكون معياراً لتنظيم المعارض في المستقبل، بدءاً من التسجيل على منصة الشَّارقة للكتاب، ثم تلقي رسالة التسجيل، مروراً بماسحات الحرارة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وأضاف العامري، أنَّ المنظمين والقائمين على معرض الشَّارقة للكتاب بذلوا مجهوداً كبيراً ليخرج المعرض على النحو الأكمل، بتعقيمٍ مستمر، وزيادة سعة ممرات المعرض؛ لتستوعب أعداد الزوار، وتوفير التباعد الاجتماعي المطلوب لمواجهة «كوفيد-19»، مشيراً إلى أنَّ إقبال الجمهور تضاعف حيث زاد التسجيل نحو 4 أضعاف الأرقام التي كانت مسجلة سابقاً، ما عزز الثقة في الإجراءات الاحترازية التي نقوم بها في معرض الشَّارقة الدولي للكتاب.

شكراً يا شارقة

ومن جهته أكد إسلام بيومي مدير معرض القاهرة الدولي للكتاب، وجود تحدياتٍ كبيرة أمام المعارض على مستوى العالم، إلا أنَّ معرض الشَّارقة نجح في التحدي، حيث يُعد أول معرض كتاب في العالم على أرض الواقع، بعد جائحة كورونا التي فرضت إيقاعها على العالم منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى أنَّ الجميع في معرض الشارقة ملتزمون بالإجراءات الاحترازية الناجحة.

وأضاف بيومي أنَّ هناك جهوداً كبيرة مبذولة من المسؤولين القائمين على المعرض، خاصة أنَّ هناك إجراءات جديدة استُخدمت في المعرض من المسح الحراري أو فحص كورونا لضيوف المهرجان، والناشرين القادمين من دول متعددة، وهذه الجهود تُشكر عليها الشَّارقة - المعروفة باهتمامها البالغ بالثقافة- والقائمون على المهرجان.

إذا أردت الثقافة...

وعبَّر نيكولا لينير سفير إيطاليا لدى الدولة، عن سعادته بتنظيم المعرض في ظل هذه الظروف القاسية التي يمر بها العالم، مشيراً إلى أنَّه لاحظ التزاماً كبيراً من الجميع بالمحافظة على التباعد الاجتماعي بين الزائرين للمعرض، خصوصاً مع الإقبال الكبير من الزوار على الأجنحة المختلفة.

وأكد أنَّه فوجئ بأنَّ القائمين على المعرض يوفرون مركزاً صحياً على أكمل وجه لفحص «كوفيد-19»، موضحاً أنَّ الشَّارقة أثبتت من خلال هذه الجهود نجاحها في تنظيم المعرض، وهذه رسالة لكل المعارض التي أغلقت أبوابها.

وقال لينير لـ«الرؤية»: «إذا أردت الثقافة فلا بُد من قبول التحدي والنجاح فيه، وابتكار وسائل جديدة لتحدي الوباء».

الدكتور سامي أبونايف طبيب في الطب الوقائي بالشَّارقة، شرح سر النجاح في التحدي قائلاً إنَّ وزارة الصحة أقامت مركزاً لفحص «كوفيد-19» خاصاً بالمعرض؛ لفحص الزوار والمشاركين، سواء الناشرون أو ضيوف المعرض واللجنة المنظمة للمعرض، وكل المتطوعين فيه، ومتابعة عملية تعقيم المعرض يومياً، وكذا سير الإجراءات الاحترازية، وتقديم النصائح للزوار والمشاركين من خلال لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، مشيراً إلى أنَّ اللجنة الطبية موجودة طوال وقت المعرض؛ لمتابعة اتباع الإجراءات الاحترازية.

تحدٍ من أجل الثقافة

الصحفية الأردنية فداء طه، التي تتابع أعمال المعرض يومياً قالت إنه لا أحد يستطيع أن ينكر الجهد الكبير من اللجنة المنظمة للمعرض، للمحافظة على صحة الزائرين والعارضين والضيوف، باتخاذ وسائل متعددة ومتابعة الزائرين لضمان التزامهم بالتباعد الجسدي، وتطبيقهم للإجراءات الاحترازية... «الشَّارقة تحدت نفسها أولاً وقبلت التحدي من أجل الثقافة. واليوم نفرح جميعاً بثقة الحضور بالإجراءات التي اتخذت من اللجنة المنظمة، ونلاحظ جميعاً أن أعداد الزائرين في ازدياد وهذا يدل على أن الجميع اطمأن للإجراءات المتبعة».

وأكد الكاتب العراقي أحمد رفل الخليل ما قالته الصحفية الأردنية بقوله: «لا أحد يستطيع إنكار الجهود المبذولة من قبل القائمين على المعرض، خاصة أنه إنجاز كبير في زمن رفض الجميع خوض التحدي والمخاطرة من أجل الثقافة والمعرفة»، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الكثير من المولات والمحال الكبيرة فتحت على مستوى العالم، فإن الجميع رفض تنظيم المعارض الثقافية، لكن الشارقة قالت نحن نتحدى لأن الشارقة طوال تاريخها مدينة الثقافة.

وبسبب تاريخها الثقافي تحملت المدينة المخاطرة؛ لتعيش الثقافة، وأعطت الأمل للناشرين والكتاب، واتخذت إجراءات احترازية على أعلى مستوى، وإجراءات ستكون هي المتوفرة في كل الدول بعد نجاح معرض الشارقة، «جميعنا داخل المعرض نشعر بالطمأنينة وعدم الخوف من كورونا فالإجراءات قوية جداً».

وثمن الزائر محمد النقبي، الجهود المبذولة من إدارة المعرض في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، موضحاً أنه وجد تعليمات وإرشادات يومية على «سوشيال ميديا»، وفي كل مكان في المعرض، كما أن هناك فحصاً حرارياً لكل زائري المعرض، منوهاً بوجود متابعة طوال وقت الوجود داخل المعرض، والتعليمات الواضحة بالتباعد الجسدي، ووجود المتطوعين في كل مكان لإرشاد الزائرين بضرورة اتباع التعليمات.