على الرغم من مرور أكثر من شهر على توليه زمام الأمور التدريبية، فإن بصمة رونالد كومان ما تزال غائبة، وذلك لعدم استقرار الفريق على طريقة لعب واحدة، ما انعكس بدوره على نتائج الفريق الكتالوني هذا الموسم، كما أرسل في وجهه الآخر الكثير من رسائل التشاؤم بخصوص عودة البرسا لسكة الألقاب.
مباراة دينامو كييف التي حسمها برشلونة بهدفين مقابل هدف في ثالث جولات المجموعة السابعة من دوري أبطال أوروبا أمس الأربعاء كشفت بعض النقاط السلبية من عمل كومان حتى الآن، وهذا كله رغم الإشادات الكبيرة التي حصل عليها حتى الآن على طريقة اللعب.
ومنذ هزيمة برشلونة التاريخية أمام بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (8-2) كانت منطقة الأظهرة المشكلة الأبرز والسبب الأول لعدد كبير من الأهداف، وهو ما ركز عليه كومان منذ مجيئه، من أجل حله، وذلك بعدما قام بوضع فرينكي دي يونغ أو ميراليم بيانيتش بجانب سيرجيو بوسكيتس في خطة 4-2-3-1، قبل أن يقرر برشلونة بيع نيلسون سيميدو والتوقيع مع سيرجينيو ديست، لكن يبدو أن المشكلة لم تُحل وكانت واضحة خلال مباراة دينامو كييف.
في عدد من اللقطات - وفي الدقيقة 22 تقريباً - كان برشلونة في منطقة دينامو كييف، لكن لاعبي الفريق الأوكراني خطفوا الكرة وتحولت الكرة إلى مرتدة، في ذلك الوقت كان أغلب لاعبي برشلونة متواجدين في المنطقة اليمنى للمنافس – اليسرى للبارسا - 5 لاعبين من الوسط والهجوم في هذه المنطقة دون انتشار جيد، بينما هنالك أكثر من لاعب «أوكراني» في الجهة الأخرى لاستلام الكرة والوصول إلى مرمى أندريه تير شتيغن، وأمامهم ديست فقط للتغطية.
ومن القواعد الأساسية لخطة 4-2-3-1 تواجد أجنحة صريحة وجيدة دفاعياً، بهدف فتح اللعب من الأطراف والتغطية إذا تقدم الظهير، وفي المباراة كان بيدري الجناح الأيمن لبرشلونة، والمشكلة أن مركزه الأصلي في المنتصف أكثر من الأطراف، وهذا ما تسبب بفراغ كبير في الجهة التي يلعبها، فقد كان يذهب للاقتراب من صانع الألعاب ليونيل ميسي في أكثر من مرة، ولهذا السبب كانت منطقته شبه فارغة، على عكس الجهة الأخرى التي تشهد تواجد أنسو فاتي أو عثمان ديمبيلي.
برشلونة عليه عمل كبير حول المنظومة الدفاعية، لأن الدفاع يُعاني بالأساس، حتى تجربة دي يونج لم تنجح مع أول مباراتين، ليبدو الميركاتو الشتوي هو الحل، عن طريق جلب قلب دفاع يستطيع اللعب بجانب جيرارد بيكيه في ظل انخفاض مستوى كليمنت لونغليه الواضح، والغياب المتكرر لصامويل أومتيتي وعدم اقتناع كومان به.
الميركاتو لن يتوقف عند المدافع، فالتوقيع مع مهاجم جديد لتعويض لويس سواريز بات مهماً، حتى كومان بنفسه يؤكد مراراً وتكراراً أنه يريد مهاجماً جديداً.
ومنذ الميركاتو الماضي فإن أنظار النادي الكتالوني على الثنائي إيريك جارسيا وممفيس ديباي، وهما الأقرب مع بقاء 6 أشهر على انتهاء عقديهما.