أحمد مرسي ـ دبي

تسعى دولة الإمارات للتعرف إلى كل ما يتعلق بمسيرة الطالب فقط من خلال «كبسة زر» على جهاز لوحي أو هاتف متحرك، حيث تظهر كافة المعلومات التي تخص مسيرته التعليمية، تاريخه الدراسي، تخصصه، ومؤهلاته وقدراته وإبداعاته ومهاراته، نقاط قوته واحتياجاته، أنشطته وهواياته، وتفاصيل حياته الدراسية التي مر بها منذ ولادته، مع إمكانية إضافة الجديد إليها، كما تسعى الإمارات لتنفيذ هذا وأكثر واقعياً عبر تنفيذ البند التاسع من وثيقة الخمسين «ملف تعليمي مركزي لكل مواطن»، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».



بدورها، أكدت وزارة التربية والتعليم أن الملف التعليمي الإلكتروني لكل مواطن منذ ولادته، يصب في مصلحة الجميع، وخاصة الطالب على مدى سنوات عمره، منذ ولادته ومروراً بكل ما مر به في حياته التعليمية، والمهارات والقدرات التي تمتع بها، والإضافات التي تطرأ عليه أيضاً، ما يحقق تطويراً شاملاً للمنظومة التعليمية ومخرجاتها.

استفادة مستقبلية

في هذا السياق، يقول مدير جامعة الشارقة الدكتور حميد مجول النعيمي لـ«الرؤية»، إن «الملف التعليمي.. لكل مواطن» لا يقل أهمية بأي حال عن «الملف الطبي»، فيما يتعلق بتدوين كل ما يخصه تعليمياً من تخصصات ومهارات وقدرات يتم الرجوع إليها بجميع الأحوال، ويمكن الاستفادة منها وتحويل صاحبها لبطل في مجاله، وذلك بالمتابعة والتدريب والتوجيه لاختيار المستقبل.

حميد مجول النعيمي.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


ونوه النعيمي بضرورة أن يقابل الملف التعليمي لكل مواطن، ملفاً متكاملاً عن المعلمين والمنشآت لتكتمل منظومة التطوير ومجاراة المستقبل، بصورة تليق بالتقدم الذي تحقق على أرض الإمارات.

وأوضح أن الجيل الحالي من الشباب «ولد إلكترونياً»، ويجب أن تتطور معه السياسات والتوجهات والقرارات إلكترونياً أيضاً، وما تقوم به الإمارات حالياً يساعد بصورة كبيرة على قرارات مستقبلية، تقرأ الحاضر وتستنبط المستقبل بشكل علمي ومدروس.

جهود وطنية

ونوه رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي الدكتور عبدالله الكرم، بأن اجتماعات لجنة الاستعداد الخمسين بمشاركة مجتمعية واسعة النطاق لتصميم الأفكار التي تواكب الاحتياجات الإنسانية للأفراد، ستشكل بدورها إضافة نوعية متميزة إلى الجهود الوطنية المستمرة لصنع الفرص الجديدة في مسار التعليم والتعلم وتنمية رأس المال البشري، سواء من خلال العمل معاً من أجل تصميم خيارات ونماذج مبتكرة للتعلم، أو تطوير بيئات مستقبلية للتعلم مدى الحياة، بحيث تكون قادرة على اكتشاف مواهب كل إنسان وتطويرها في أي وقت من حياته.

د. عبدالله كرم.


تغذية بنائية

واعتبر عميد دائرة ضمان الجودة والفعالية المؤسسية والاعتماد الأكاديمي بجامعة الشارقة الدكتور عصام الدين عجمي، الملف الإلكتروني للطالب من أهم الأدوات التعليمية التي تستخدم للتعبير عن وتوثيق المسيرة التعليمية للطالب، وإنتاجه التعليمي والبحثي خلال مشواره، كما ييسر للطالب النقد الذاتي لأدائه وتحسينه المستمر، ويمكّن المدرسين والمؤسسة التعليمية من التقويم المستمر لأداء الطالب، وإعطاء التغذية الراجعة البنائية، والتي تساهم بشكل جذري في تحفيز التعلم الذاتي والتحسين المستمر للأداء.

عصام الدين عجمي.


وذكر أن جامعة الشارقة تطبق الملف الإلكتروني للطالب في بعض التخصصات وخاصة الطب، حيث يشتمل على الأداء والخبرة التراكمية للطالب طوال مسيرته الجامعية، بما فيها التدريب العملي الإكلينيكي متعدد الزوايا والأبعاد والمهارات، وأن تعميمه على جميع المواطنين أمر تنظيمي مستقبلي جيد يصب في المصلحة العامة.

تحليل علمي

فيما أفاد مدير مدرسة فيكتوريا الإنجليزية الدولية أمين النظامي، بأن «ملف إلكتروني لكل مواطن» من أهم الأفكار النظامية في قطاع التعليم، يتعرف من خلالها المختصون والباحثون على الواقع العام للطلاب، وإمكانية قياس مستوياتهم وتحليل مهاراتهم وكشف مواهبهم، وبالتالي الوقوف على الحالات التي تحتاج لرعاية واهتمام، ومساعدة المتميزين والاهتمام بهم وبالتالي دعمهم للوصل بهم لمبتغاهم العلمي.



من ناحيته، أكد ولي أمر لأربعة طلاب بمراحل تعليمية مختلفة المواطن محمد السري المهيري، أن فكرة الملف الإلكتروني الشامل لكل مواطن، تهدف لتطوير شامل للمنظومة ويستمر معه طوال حياته لتوثيق جميع الشهادات التي يحصل عليها، والدروس التي يتلقاها والدورات والمؤتمرات التي يحضرها.