في الصميم
قرار السماح بمشاركة اللاعبين المقيمين أفرز عن وجود بعض الظواهر السلبية نتيجة إساءة استخدامه، وانعكس بشكل سلبي على عدد من لاعبينا الدوليين الذين تحولوا لمقاعد البدلاء، وهذا ما ثبت فعلياً من خلال الجولات الثلاثة المنتهية من دورينا، والتي سجلت غياباً محزناً لعدد من لاعبينا الدوليين المتميزين والصاعدين، ممن تحولوا للاعبين احتياط بعد أن أخذ اللاعب المقيم مكانهم، واستمرار ذلك سوف يؤدي لخروجهم من قائمة المنتخب، وفي القريب العاجل لن نجد لهم ذكراً حتى على مستوى المسابقات المحلية.
تركيز أغلب المدربين على جزئية المنافسة وحرص إدارات الأندية على تحقيق الفوز بأي شكل من الأشكال، جعلهم لا يفكرون إلا في ذلك الاتجاه دون أي اعتبار لواقع ومستقبل كرة الإمارات، وعدم وجود اهتمام فعلي واستراتيجية عملية للحفاظ على مثل تلك النوعية من اللاعبين واستثمارهم، كونهم يمثلون الثروة الحقيقية لكرة الإمارات ويجب الحفاظ عليها، ستتسبب في خسارة مواهب يصعب تعويضها نتيجة لتلك النظرة الضيقة والتفكير الآني من جانب إدارات الأندية الذي لا يخرج من دائرة المنافسة المحلية، التي أصبحت أقصى طموحاتها لا يتجاوز تحقيق بطولة محلية مهما كان الثمن.
لجنة المنتخبات باتحاد الكرة يجب أن تتحرك في ذلك الاتجاه للحيلولة دون إنهاء مسيرة عدد من المواهب الجميلة، والحفاظ على تلك الشريحة من اللاعبين الدوليين الذين وقعوا ضحية التشريعات الجديدة، التي وضعت من أجل مصلحة كرة الإمارات قبل أن يتم استخدامها بصورة سلبية، عن طريق التحايل على القانون باستيراد لاعبين من الخارج والسماح لهم بالمشاركة في خانة اللاعب (المقيم)، والذي جاء على حساب اللاعب المقيم فعلياً والمستهدف من وراء القرار من جهة، وعلى اللاعب المواطن الذي لم يعد له يجد مكان شاغر، ولكن عندما تصل المسألة بتحويل اللاعبين الدوليين لمقاعد البدلاء فلا بد من وقفة، وتدخل من الجهات المعنية وإعادة الأمور لنصابها، حتى لا نجد أنفسنا قريباً في طريق اللاعودة.
كلمة أخيرة
الاستغلال الخاطئ لبعض القرارات الحيوية جعل كرة الإمارات تخسر الكثير، وكانت سبباً في القضاء على ثروات الوطن من المواهب، فهل من وقفة وإعادة نظر؟