بعد أيام من استقالته من منصب المستشار السياسي لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أعلن القيادي في الحركة لطفي زيتون، مساء السبت، استقالته من مجلس شورى الحركة، أعلى مؤسسة في الهيكلة التنظيمية للحركة الإخوانية التونسية، فيما أثار تكهنات بأن تكون استقالة زيتون الذي يلقب بصندوق أسرار الغنوشي -وخاصة في المرحلة البريطانية- بداية لاستقالة آخرين من الحركة التي تواجه مشاكل داخلية كبيرة بعد عشر سنوات من صعودها إلى الحكم.
استقالة زيتون أثارت الكثير من الجدل؛ بسبب توقيتها، و موقع زيتون في الحركة؛ فهو من المقربين للغنوشي، ومن نفس منطقته محافظة قابس، ورافقه وهو ما زال شابا عند فراره للجزائر عام 1990، ورافقه في السفر إلى المنفى في بريطانيا، وكان رئيسا لمكتبه وكاتبه الخاص طيلة سنوات المنفى، وغين زيتون وزيرا في أول حكومة للنهضة كعين للغنوشي؛ لمحاصرة رئيس الحكومة وقتها حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة، كما عاد زيتون باقتراح من الغنوشي وزيرا للنقل في حكومة الفخفاخ المستقيلة.
لهذه المعطيات تكتسي استقالة لطفي زيتون أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي في سياق ارتفاع وتيرة الخلافات داخل الحركة، وتعالي الأصوات الرافضة لبقاء الغنوشي على رأسها، وتهديد ما يعرف ب "مجموعة المائة" بالتوجه إلى القضاء في حال إصرار الغنوشي على الترشح مرة أخرى لرئاسة الحركة.
وفي هذا الاتجاه اعتبر أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة منوبة الدكتور عبد الجليل بوقرة، و الذي أنجز كتابا حول مسيرة لطفي زيتون، أن استقالة زيتون تؤكد اتساع الهوة بينه وبين الغنوشي واستحالة التواصل بينهما، بعد أن أحاط الغنوشي نفسه بمقربين منه وخاصة عائلته، ولم يعد يستمع لأحد.
وأضاف بوقرة لـ "الرؤية" أن زيتون فهم أيضا أنه لا مستقبل لأي حركة لم تقطع علاقاتها مع الإرث الإخواني، وقد فهم بعد تجربة الحكم في 2012 أنه لا مستقبل للإخوان في تونس، وأن على النهضة أن تصبح حركة تونسية خالصة، وهو ما كان رهانه بعد مراجعات عميقة.
وفي تصريح لـ "الرؤية" قالت أستاذة الحضارة في كلية الآداب و الفنون والإنسانيات بمنوبة، والقيادية في المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، الدكتورة زينب التوجاني، إن زيتون فهم أنه لا مستقبل له في الحركة ما دام الغنوشي متمسكا بالرئاسة مدى الحياة، كما وعى أن الإسلام السياسي يتعرّض إلى ضغوطات دولية، ولن تسمح القوى الدولية -وخاصة الاتحاد الأوروبي مستقبلا- للتنظيمات الإخوانية بأن تكون مؤثرة في القرار السياسي، بعد ما يحدث كل يوم في الدول الأوروبية من إرهاب".
استقالة زيتون أثارت الكثير من الجدل؛ بسبب توقيتها، و موقع زيتون في الحركة؛ فهو من المقربين للغنوشي، ومن نفس منطقته محافظة قابس، ورافقه وهو ما زال شابا عند فراره للجزائر عام 1990، ورافقه في السفر إلى المنفى في بريطانيا، وكان رئيسا لمكتبه وكاتبه الخاص طيلة سنوات المنفى، وغين زيتون وزيرا في أول حكومة للنهضة كعين للغنوشي؛ لمحاصرة رئيس الحكومة وقتها حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة، كما عاد زيتون باقتراح من الغنوشي وزيرا للنقل في حكومة الفخفاخ المستقيلة.
لهذه المعطيات تكتسي استقالة لطفي زيتون أهمية كبيرة، خاصة أنها تأتي في سياق ارتفاع وتيرة الخلافات داخل الحركة، وتعالي الأصوات الرافضة لبقاء الغنوشي على رأسها، وتهديد ما يعرف ب "مجموعة المائة" بالتوجه إلى القضاء في حال إصرار الغنوشي على الترشح مرة أخرى لرئاسة الحركة.
وأضاف بوقرة لـ "الرؤية" أن زيتون فهم أيضا أنه لا مستقبل لأي حركة لم تقطع علاقاتها مع الإرث الإخواني، وقد فهم بعد تجربة الحكم في 2012 أنه لا مستقبل للإخوان في تونس، وأن على النهضة أن تصبح حركة تونسية خالصة، وهو ما كان رهانه بعد مراجعات عميقة.
وفي تصريح لـ "الرؤية" قالت أستاذة الحضارة في كلية الآداب و الفنون والإنسانيات بمنوبة، والقيادية في المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، الدكتورة زينب التوجاني، إن زيتون فهم أنه لا مستقبل له في الحركة ما دام الغنوشي متمسكا بالرئاسة مدى الحياة، كما وعى أن الإسلام السياسي يتعرّض إلى ضغوطات دولية، ولن تسمح القوى الدولية -وخاصة الاتحاد الأوروبي مستقبلا- للتنظيمات الإخوانية بأن تكون مؤثرة في القرار السياسي، بعد ما يحدث كل يوم في الدول الأوروبية من إرهاب".