أصبحت الشعبوية (الظاهرة) مفسرة لكثير من التحولات الغربية، كـ«البريكسيت»، كراهية المهاجرين، العداء للمؤسسات الديمقراطية التقليدية، التصدي لظاهرة المثليين، وصول شخصيات (غريبة الأطوار) للحكم، مثل دونالد ترامب في أمريكا، وجابير بولسينارو في البرازيل، والشعبوية تصلح كذلك لفهم الحزم الذي أيّدته فرنسا، وسيتحالف معها باقي الغرب، في مواجهة الغضبة الإسلامية تجاه الرسوم المسيئة لشخص الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
لا وجود حقيقي لحالة عداء مع الإسلام كدين أو متدينين، ولكن العمليات الإرهابية الأخيرة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الشعبوية في الغرب، فمنذ مطلع السبعينيات، تأسست حركات سياسية وثقافية مهمومة بضياع الهوية التاريخية الأوروبية، حيث تراجعت نسبة العرق الأوروبي الأبيض (الأصلي)، حتى أصبحوا أقلية، في المقابل ارتفعت موجات هجرة المسلمين والأفارقة، ما أدى إلى الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية، وتوجيه نسبة كبيرة من أموال الضرائب لدعم هذه الفئات، كما تراجع موقع الغرب في زعامة التقدم العلمي والتجاري بعد تمدد التنين الآسيوي، وخصوصاً الصيني، وكذلك تضعضع الموقع العسكري الغربي، بعد استعادة روسيا لعافيتها وسعيها للانتقام من الناتو الذي فتت الاتحاد السوفياتي.
لذلك كان من آثار الصعود الأخير للأحزاب الشعبوية، ووصول بعضها للحكم أو الحكومات الائتلافية، نشوء مشاريع وسياسات جديدة مثل: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، تهرّباً من الاشتراك مع أوروبا في قضايا المهاجرين واللاجئين، كما تدرس بريطانيا تعديل العديد من قوانينها التي تسهل الهجرة واللجوء، وهو الأمر الذي نفّذه الرئيس ترامب فعلاً، بمنع استقبال المهاجرين من عدة دول منها: سوريا والصومال واليمن، تلك التي تشهد صراعات كبيرة، وتفككاً في مؤسسات الدولة، فضلاً عن تشديده الحواجز الأمنية على الحدود بين أمريكا والمكسيك.
بالتالي، فإن تصاعد العمليات الإرهابية على الأراضي الأوروبية، يثبت صدق المخاوف الشعبوية تجاه السياسات المفتوحة للهجرة واللجوء، كما أن التصريحات العدائية ضد إجراءات فرنسا لحماية مواطنيها ودستورها، من قبل بعض القيادات الإسلامية مثل: أردوغان، ومهاتير محمد، تؤكد مزاعم الشعبويين أن الثقافة الأوروبية مستهدفة ويجري اختراقها بسياسات رسمية ممنهجة، إحداها قذف أردوغان بملايين اللاجئين دفعة واحدة في البحر المتوسط في اتجاه أوروبا.
وبما أن معظم التحليلات السياسية الرصينة، تشير إلى أن المستقبل السياسي الغربي هو في مصلحة الأحزاب والحركات والشخصيات الشعبوية، فإن المسلمين يضعون أنفسهم في زاوية الخاسر الأكبر، إن لم يتعاملوا مع (الأزمات) والسياسات والهواجس الغربية، بتفهم ومرونة وبحكمة سياسية، بعيدة عن ردود الأفعال والانفعالية التي لا تخدم مصالح أيٍّ من الأطراف.
لا وجود حقيقي لحالة عداء مع الإسلام كدين أو متدينين، ولكن العمليات الإرهابية الأخيرة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الشعبوية في الغرب، فمنذ مطلع السبعينيات، تأسست حركات سياسية وثقافية مهمومة بضياع الهوية التاريخية الأوروبية، حيث تراجعت نسبة العرق الأوروبي الأبيض (الأصلي)، حتى أصبحوا أقلية، في المقابل ارتفعت موجات هجرة المسلمين والأفارقة، ما أدى إلى الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية، وتوجيه نسبة كبيرة من أموال الضرائب لدعم هذه الفئات، كما تراجع موقع الغرب في زعامة التقدم العلمي والتجاري بعد تمدد التنين الآسيوي، وخصوصاً الصيني، وكذلك تضعضع الموقع العسكري الغربي، بعد استعادة روسيا لعافيتها وسعيها للانتقام من الناتو الذي فتت الاتحاد السوفياتي.
لذلك كان من آثار الصعود الأخير للأحزاب الشعبوية، ووصول بعضها للحكم أو الحكومات الائتلافية، نشوء مشاريع وسياسات جديدة مثل: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، تهرّباً من الاشتراك مع أوروبا في قضايا المهاجرين واللاجئين، كما تدرس بريطانيا تعديل العديد من قوانينها التي تسهل الهجرة واللجوء، وهو الأمر الذي نفّذه الرئيس ترامب فعلاً، بمنع استقبال المهاجرين من عدة دول منها: سوريا والصومال واليمن، تلك التي تشهد صراعات كبيرة، وتفككاً في مؤسسات الدولة، فضلاً عن تشديده الحواجز الأمنية على الحدود بين أمريكا والمكسيك.
وبما أن معظم التحليلات السياسية الرصينة، تشير إلى أن المستقبل السياسي الغربي هو في مصلحة الأحزاب والحركات والشخصيات الشعبوية، فإن المسلمين يضعون أنفسهم في زاوية الخاسر الأكبر، إن لم يتعاملوا مع (الأزمات) والسياسات والهواجس الغربية، بتفهم ومرونة وبحكمة سياسية، بعيدة عن ردود الأفعال والانفعالية التي لا تخدم مصالح أيٍّ من الأطراف.