سيمفونية حرف
هل جربت يوماً أن تحتضن «نوتة» التفّ أنينها حول روحك، ويا حبذا إن بادلتك هي العناق إلى أن تندمل جروحك، وألم تشعر مرةً بحاجتك الماسّة إلى أن يتوقف الزمن، لكي يستمر ذلك الصوت العذب المسمى باللحن، وكأن نار انتظار النغمة المناسبة لم يحل برداً ولا سلاماً ولم يطلب منا إخماداً، ولكن انتظارها هذه المرة قد حرق العقول اجتهاداً وإجهاداً، يبدو أن معظم القلوب قد باتت رماداً!
(يورما أو ييورما أو إي روما) عازف البيانو المنفرد، والملحن الكوري المتفرد، عانق الموسيقى في سن الخامسة، فأصبحت الألحان حاسته السادسة، ثم انتقل مع عائلته إلى لندن، وهناك طور عزفه على الشجن، فدرس الموسيقى وأصدر أول ألبوم له باسم «مشهد غرامي»، ومنذها أصبح (يورما) هرماً موسيقياً من الأهرام، وبالرغم من أن أسلوبه يتصف بالبساطة والسهولة، إلا أن أعماله عميقة ودافئة بصورة غير معقولة، لتبقى أسرار صياغة ألحانه مدفونة في جوفه ومجهولة، وبالتالي توالت نجاحاته في ألبومه الثاني «الغرفة الصفراء»، لتستمر إبداعاته الندية الصافية العذراء، بصبغ دماء الآلام النفسية الحمراء، وتحويل ألوانها القاتمة إلى بساتين خضراء، ولهذا جذبت موسيقاه صنّاع السينما والأفلام، فعجز المشاهدون عن وصف مشاعرهم بالكلام، حيث يعد نمطه الموسيقي نادراً وتحليله أشبه بالمستحيل، فهو ليس كلاسيكياً ولا تقليدياً ولا يقبل الشرح والتفصيل.
(يورما) شخص هادئ جداً وقليلاً ما يتحدث، ولكنه دائماً متجدد ويبحث عن الأحدث، أما عن حياته الشخصية، فقد تزوج أخت ممثلة كورية، بعدما تخلى عن الجنسية البريطانية، والجدير بالذكر أنه أحياناً حين ينظر أثناء العزف إلى البيانو نفسه، تكون هذه النظرة كفيلة بأن تجعل المستمع يغوص في نفسه، ولذلك يقال أن ما قدمه فنياً في كوريا، يفوق ما قدمته البلاد للتكنولوجيا! فمن أهم إنجازاته فيلم (Twilight) الشهير، والذي لاقى نجاحاً منقطع النظير، بسبب مقطوعته «النهر يتدفق فيك»، بالله! أليس العنوان بحد ذاته يكفيك!؟