صفاء الشبلي

بينما كانت تجلس مع صديقتها، فاجأتها بأمنية ربما تكون بسيطة وسهلة المنال لكثيرين، إلا أنها في حالتها كانت شديدة الصعوبة، فكانت تتمنى أن ترتدي فستاناً، صمتت الشابة المصرية أشجان الأبحر لوهلة، إلا أنها أصرت على تحقيق أمنية صديقتها، فأطلقت أول خط إنتاج مصري لملابس أصحاب الهمم من أصحاب الإعاقة الحركية.

تمتلك الأبحر شركة تستهدف تسهيل الحياة لأصحاب الهمم بكل جوانبها، سواء في المواصلات أو النوادي أو المحال الكبرى، حيث أنشأتها خصيصاً لدعم هذه الفئة.



أشجان


ورشة استماع

«كلمينا عن أحلامك لفستان فرحك أو أي فستان نفسك تلبسيه، وللرجال كلمونا عن معاناتكم في ارتداء ملابسكم خصوصاً لو كان الأمر طارئاً»، كان هذان السؤلان اللذين طرحتهما أشجان على عدد من أصحاب الهمم ذوي الإعاقة الحركية.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان





استمعت لكل ما يؤرقهم ويجعل أحلامهم في ملابس مناسبة بعيدة المنال، وتعرفت على مشكلاتهم في بداية ورش استماع نظمتها لتنفيذ ملابس مريحة تلبي احتياجاتهم اليومية.



وتقول لـ«الرؤية»: «لو تحدثنا عن الإصابة الحركية سنجدها مقسمة على عدد من الأنواع، منها أصحاب الكراسي المتحركة، وهؤلاء يقسمون إلى شلل نصفي نتيجة حوادث وهم من يستطيعون تحريك يديهم بشكل عادي، أو شلل أطفال ولديهم الخصائص نفسها، ومنهم عدد قليل يكون قادراً على المشي باستخدام العكاز، على حسب المسافة، ومنهم أصحاب كسر في العمود الفقري أو مشكلات في النخاع الشوكي، إضافة للمصابين بضمور العضلات وهؤلاء لا يمكنهم تحريك أطرافهم».



وتستطرد: «نهتم أيضاً بأصحاب الشلل الدماغي، فهم ليسوا قادرين على ارتداء ملابس ذات أزرار، وهناك فئة قصار القامة فمشكلتهم الأساسية عدم وجود ملابس تناسب طولهم، هم ليسوا أطفالاً كي يرتدون مثل الأطفال، وفي الوقت نفسه لا تناسبهم ملابس الكبار، ومنهم من لديه مشكلات تقوس في شكل القدم، أو الأطراف القصيرة، لذا فهم ضمن الفئة التي نستهدفها».





وتضيف: «تصميم ملابس سهلة ومناسبة لكل حالة تكون أكثر راحة ليس لصاحب الهمة فقط، لكن أيضاً لمن يساعده في ارتداء ملابسه، ومنهم من لا يطلب مساعدة إلا أنه في الوقت نفسه يواجه صعوبة كبيرة في ارتداء ملابسه، مثلاً أصحاب الأطراف الصناعية قد لا يستطيعون الوضوء بغير خلع البنطلون كاملاً، وبدأنا نكتشف من خلال جلسات استماع مشكلات عدة لديهم في الملبس، وحقهم علينا أن يحيوا حياة طبيعية».



بداية الإنتاج

صعوبات أصحاب الهمم في اختيار ملابسهم أفصحوا عنها للمصممة خلود عماد الدين، التي بدأت على الفور في تنفيذ أمنياتهم على الورق تمهيداً لبداية الإنتاج الشهر الجاري.





وتقول صاحبة الشركة القائمة على المشروع: «نفذت المشروع بشكل كامل على نفقتي الخاصة، دعماً لتلك الفئة، ولن أطلب أي دعم من أي جهة سوى بعد خروج المنتج النهائي».





وتنوي أشجان إقامة عرض أزياء لأصحاب الهمم، يتم التجهيز له حالياً على أن يكون بعد السماح بالتجمعات التي مُنعت حالياً نتيجة كورونا.