وسط أجواء مرحةومفعمة بالألوان، أطلق كل من مصممي دولتشي أند غابانا دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا، مجموعة أزياء الربيع المستوحاة من مدينة صقلية الإيطالية.
حيث بدا تأثيرها واضحاً ليس من خلال التصاميم فقط، بل بديكور منصة العرض، حيث تزينت الأرضية بخليط من النقش المختلف الذي يُميز مدينة صقلية الساحرة.
هذه التشكيلة المميزة ليس بسبب التنوع الغني بالألوان والتصاميم، إلا أن فكرة المجموعة بحد ذاتها ليست بجديدة، حيث أعاد المصممان إحياء عروض التسعينيات بما يمتلكانه من أقمشة، وموادّ لتعود تشكيلة عام 1993 من جديد إلى الضوء، حيث صنعا نفس التنورة ونفس القميص ونفس السروال ونفس الجاكيت، حيث ركز الثنائي في عملهما هذا على عنصر الأنوثة، واستعانا بالأقمشة الأنثوية مثل الساتان والحرير والموسلين، تحديداً في الفساتين التي كستها الطبعات بين طبعات الزهور أو جلد النمر أو البولكا دوت مع الكشاكش على أطرافها.
تحدٍّ حقيقي
وتشكّل عروض الأزياء الحية تحدياً حقيقياً في ظل الصعوبات الناجمة عن تدابير التباعد الاجتماعي، وكذلك عن تغييرات اللحظة الأخيرة، كإلزامية إجراء فحص كورونا لجميع المسافرين الوافدين إلى إيطاليا من باريس.
وأقرّت أوساط إحدى دور الأزياء الكبرى بأن «إقامة عرض أزياء مفتوح للجمهور في هذه المرحلة أمر في غاية الصعوبة».
وأشارت هذه الأوساط إلى أن «عدد المقاعد خُفض بشكل كبير»، ما صعّب أكثر فأكثر طريقة توزيعها على الصحفيين و«المؤثرين» والشارين، لأن المقاعد المتوافرة غير كافية، علماً أن هذا التوزيع «هو أصلاً، في الأحوال الطبيعية، مسألة بالغة التعقيد دبلوماسياً وسياسياً».
وإذا كان غياب الصينيين والكوريين الجنوبيين والأمريكيين الممنوعين من السفر إلى أوروبا راهناً، يكفل تحرير مقاعد استراتيجية يفيد منها غيرهم، فإن هذا الغياب يعكس كذلك استمرار أزمة القطاع رغم مؤشرات واضحة إلى عودة النشاط في الصين خلال الأشهر الأخيرة.
وتراجع رقم أعمال قطاع الأزياء الإيطالي بنسبة 30% في النصف الأول من سنة 2020، مع انكماش ملحوظ في الفصل الثاني.
وستفرض تدابير الوقاية على القلّة من «سعيدي الحظ» الذين سيتسنى لهم حضور العروض الميدانية، ومنها فحص حرارة الجسم عند المدخل وغسل اليدين ووضع الكمامة، وبالتالي لن يُتاح لهؤلاء أن يُظهروا وجوههم في صور الـ«سيلفي» التي سيلتقطونها لأنفسهم أمام منصة العرض، كما درجت العادة.
وتأمل دور الأزياء ألا تشهد إصابات كورونا في إيطاليا تزايداً كبيراً، لكي لا تضطر إلى تغيير خططها في اللحظة الأخيرة، كما فعل أرماني في فبراير الفائت عندما قرر إقامة عرض معلق.