في التسعين
من الواضح أن كرة القدم الإماراتية باتت بحاجة ماسة إلى الاستعانة بخبراء حقيقيين، على الجانبين الإداري والفني، وسأتحدث بكل صراحة في السطور التالية، لأن الوضع أصبح صعباً وغير مقبول إطلاقاً، في ظل توفر كافة المقومات التي تساعدك وتدفعك نحو النجاح.
نعترف أن علتنا تكمن في الإدارة، والخلل انتقل بطبيعة الحال صوب الجوانب الفنية، وبما أننا بحاجة إلى حلول عاجلة وأخرى بعيدة المدى، لماذا لا نستعين بخبراء على مستوى عالٍ يساهمون في إعادة تخطيط اللعبة من جديد، وأن تكون هناك نتائج آنية وأخرى مستقبلية.
أحد الأمور التي ربما لا نراها، لكنها تؤثر بشكل كبير، هي أن العمل الفني في الأندية يعتمد بشكل كبير على أسماء سابقة تتواجد منذ 3 عقود تقريباً، والمؤسف أن عملية بناء اللاعبين منذ الصغر تتم بصورة خاطئة وتحت إشراف ضعيف، ولا أقصد الجميع بل الأغلبية، وتجد أن اللاعب الصغير يتأرجح ما بين مدرسة كروية عربية تعود إلى السبعينيات، ثم يذهب إلى مدرب أجنبي بعقلية مختلفة، ثم يعود إلى مدرسة عربية وهكذا، وعندما يصل إلى الفريق الأول، تجده مشتتاً للغاية وموهبته ضائعة.
أيضاً في منتخباتنا الوطنية عانينا من ذلك، كانت تتواجد 3 مدارس كروية مختلفة في المراحل السنية خلال فترة واحدة، في آخر 3 سنوات، وحدثت الكثير من التبديلات والأخطاء، وكل ذلك يؤثر على مواهبنا وعلى الصاعدين، بسبب أخطاء التعاقدات الإدارية والعشوائية المعتمدة كمنهج كروي.
ببساطة يمكن لاتحاد الكرة الاستعانة بفريق من الخبراء، أصحاب فكر تطويري، يتم السماح لهم بوضع مناهج تدريبية للمنتخبات بما يتلاءم مع موهبة وإمكانات اللاعبين لدينا، مع العمل على تطوير الكوادر الإدارية والفنية، وأن تكون هناك متابعة دقيقة للمنتخبات ومواهب الأندية، وتطوير فكر أكاديمية الاتحاد بحيث تصبح أكثر فاعلية وتحافظ على المواهب الصاعدة من ضعف مسابقات الصغار وأفكار وعقليات بعض الأندية التي ما زالت تعتمد على المجاملة ونهج السبعينيات في العمل.
لا نريد خبراء من نوعية «الشلليات والأصدقاء»، نريد أصحاب الكفاءة والرغبة والطموح، وهم متواجدون وبكثرة، لكننا نعتمد على الثمار الذابلة والمنتهية الصلاحية.