أفكار
مع اختلافٍ في الجودة والمعايير التكتيكية، فإن الروح القتالية والأداء الجماعي والدفاع الضاغط، كانت العوامل الحاسمة لفوز بايرن ميونيخ بالمباراة النهائية على باريس سان جيرمان، وانتزاع لقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه بعد سلسلة، نادراً أن تتكرر، من الفوز بجميع مبارياته من مرحلة المجموعات حتى صافرة ختام النهائي في لشبونة، بنظام يحدث لأول مرة في تاريخ المسابقة بإقامة مبارياتها من دور الثمانية بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة فاصلة، ما أنهى أي فرص إضافية للفِرق الكبرى في استغلال ميزات الذهاب والإياب، لتجنب المفاجأت وتقليم أظافر الفِرق الصغرى، مثل: أتالانتا ولايبزيغ وليون، التي لعبت مباريات انتحارية بطريقة الكؤوس لحسم مصير المباراة في 90 دقيقة، فكان الضحايا من الكبار على غرار يوفنتوس وبرشلونة ومانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد.
ولعب الفريقان على تطبيق طريقة «جيجنج برسينج» GEGENGPRESSING، للدفاع الضاغط والمتقدم، لسرعة استخلاص الكرة وشنِّ الهجمات المرتدة السريعة، التي لاحت لسان جيرمان عدَّة مرات، لكن تألق نوير حارس البايرن ورعونة مبابي ونيمار، لم تجعل سان جيرمان يتقدم بالتهديف، وخذلت اللياقة لاعبيه في الصمود أمام ماكينات البايرن، التي ضغطت على لاعبي باريس في كل مكان، فانتزعوا الحيازة والسيطرة والفرص الخطِرة وسجَّلوا هدفاً وحيداً، بواسطة الفرنسي كومان المولود في باريس!
بايرن لعب واحداً من أفضل مواسمه، وحقَّق الثلاثية على يد مدربٍ مؤقتٍ وهو هانس فليك، الذي كان مساعداً للكرواتي كوفاتش، الذي تمت إقالته وسط الموسم، خلافاً للتقاليد الألمانية بعد هزيمته بالخمسة في الدوري أمام إينتراخت، وسقوطه للمركز الرابع في الدوري، وسبحان مُغيِّر الأحوال، فالمدرب المؤقت الصامت، اتَّضح أنه يملك أفكاراً رائعة وقدرات قيادية، أصلحت المكسور وبعثت الروح الغائبة، فخرج مارد البايرن من القُمقُم، ليحقِّق الثلاثية: الدوري، والكأس الألماني، والتشامبيونزليغ، والطريق مفتوح أمامه للسداسية، بالسوبر الألماني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
يتذكر فليك ما قالته الصحافة الألمانية بعد الهزيمة بخماسية: استهانوا بالفريق، وذكروا أن الضعف أصابه ولم يعد يخشاه أحد أو أنه لم يعد يستحق الاحترام، فكانت تلك الشرارة التي فجَّرت الروح، ليُقدِّم البايرن واحداً من أفضل مواسمه في التاريخ.