شيماء يحيى

تطرح رواية «قيامة الآخرين» للكاتبة الإماراتية الشابة إيمان اليوسف جملة من الأسئلة الوجودية يأتي على رأسها ثنائية الموت والحياة عبر سلسلة من الأحداث المتشابكة التي تنطلق حين تجد ميعاد بطلة الرواية نفسها تودع زوجها وولديها إلى أجل غير معلوم، ولتجد نفسها فجأة أمام مرض نفسي يُعيد ترتيب جميع الأحداث والوجوه والأسئلة في حياتها.





واعتمدت الكاتبة في عملها على الجمع المتوازن بين الخيال التراثي والفانتازي، والتطرق في بعض الأحداث إلى عالم الأساطير والموروث الديني، وربطها بتفاصيل واقعية اجتماعية وسياسية ونفسية عميقة.

وتستعرض الرواية التيه الوجودي الذي نعيشه جميعاً والذي طرحته الكاتبة بطريقة سيكولوجية فيها الكثير من التشويق، حيث تنطلق من حقيقة وجودية بسيطة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا

وتدور أحداث الرواية حول «ميعاد» الشخصية الرئيسية للعمل الأدبي التي تصاب باضطراب نفسي حاد، ترى من خلاله جميع الوجوه وجهاً واحداً فقط كرجل ملتحٍ والذي يظهر مع الأحداث أنه وجه إله يوناني، وباستخدام هذا المجاز البسيط والذكي، بنت المؤلفة أحداث رواياتها التي تدور حول المخاوف التي تتحكم في الناس.





ومن واقع عملها مصورة فوتوغرافية ومسؤولة عن أرشيف مؤسسة صحفية، تنقل الروائية في العمل، إسقاطات على واقع الإعلام والفن والرياضة، حيث أصبحت البطلة ترى الكثير من القضايا التي لم تجذب انتباها من قبل، لتكون الأفكار التي تجول في ذهنها مجموعة من الإسقاطات على واقع وقضايا نسوية تتطرق لحال المرأة الخليجية.

وجعلت الكاتبة من صفحات روايتها سلسلة من الأحداث المتعاقبة معتمدة على أسلوبي التشويق وبعض الغموض، بحيث مع كل يوم يمر على البطلة «ميعاد» تتكشف لها تفاصيل وأحداث تفسر لها خفايا المتاهة الاجتماعية المعقدة التي كانت تعيش بها يومياتها، لتكشف للقارئ أسباب القيامة الفردية، وتحاول أن تجيب عن تساؤل وجودي مهم وهو ما هو دور الآخر مقابل الأنا؟.



ثلاثة فصول

تنقسم الرواية إلى 3 فصول، أولها تدور أحداثه حول أعراض المرض النفسي الذي بدأ بالظهور على ميعاد، حيث يعيش القارئ صدمة تأثير ذلك على زوجها وولديها وعملها في الصحيفة.

وتنتقل الأحداث إلى تنسيق لقاء في الكويت يجمعها بزوجها الذي تقع في حبه من جديد من خلال صوته فقط هذه المرة، بينما يتحدث الفصل الثالث عن حالة من استفحال المرض النفسي والذي يرى القارئ تأثيره في كل ما حولها، بالإضافة إلى تكشف اللغز وراء مقتل أخيها، عبر حادثة حصلت في فترة طفولتهم وبقيت تنخر في الأسرة المكونة من الأبوين والشقيقة الكبرى والأختين التوأم، منيرة وميعاد بطلة العمل.



وتتطرق الرواية لأحداث تاريخية كثيرة ارتبطت بدول المنطقة العربية، ومنها أحداث قطر مؤخراً وغزو الكويت وحرب العراق وإيران، بالإضافة إلى تاريخ منطقة جميرا الإماراتية وجزيرة دلما وتجارة اللؤلؤ قديماً والغوص.



إيمان اليوسف في سطور

ـ مهندسة كيميائية ومدربة غرافولوجي وكاتبة إماراتية.

ـ نشرت لها عدة أعمال أدبية منها رواية «النافذة التي أبصرت» و«حارس الشمس».

ـ فازت بالمركز الأول في جائزة الإمارات للرواية عام 2016 ـ تُرجمت رواياتها لعدد من اللغات منها البرتغالية والفرنسية والهندية والصينية.

ـ لها مجموعات قصصية عدة منها «وجوه إنسان» و«طائر في حوض الأسماك» و«بيض عيون».

ـ كتبت قصة وسيناريو أول فيلم إماراتي نسوي قصير باسم «غافة».

ـ حاصلة على الزمالة الفخرية في الكتابة الإبداعية من جامعة آيوا الأمريكية.

ـ حصلت على دبلوم الدبلوماسية الثقافية وتشرع حالياً على الحصول على رسالة الماجستير في إدارة المعرفة.